هبط سعر صرف الليرة اللبنانية اليوم (الثلاثاء ) في تعاملات السوق الموازية غير الرسمية إلى أدنى مستوى على الإطلاق ليكسر للمرة الأولى حاجز الـ 10 آلاف ليرة مقابل الدولار الأمريكي مما أدى إلى تأجيج الاحتجاجات وقطع الطرق في مختلف مناطق لبنان. وسجل سعر الصرف في السوق الموازية 10 آلاف ليرة للبيع مقابل الدولار و9950 للشراء بحسب الناشطين على المنصات بوسائل التواصل الاجتماعي في حين أن السعر الرسمي للدولار الواحد هو 1500 ليرة لبنانية في حين أن السعر على منصة المصارف والصرافين للتجار بهدف استيراد السلع الأساسية هو 3900 ليرة للدولار الواحد. وأدى هبوط الليرة إلى تحركات شعبية غاضبة ففي مناطق عدة في وسط بيروت وعدد من أحيائها وفي جبل لبنان وشرقه وشماله وجنوبه وقالت (الوكالة الوطنية للاعلام) الرسمية اللبنانية إن المحتجين قطعوا الطرق الرئيسية التي تربط بيروت بالمناطق بإطارات السيارات المشتعلة والعوائق. كما أفادت الوكالة أن محتجين على تردي الاوضاع المعيشية أقفلوا محال الصيرفة بالقوة في مدينتي صيدا وشتورا بجنوب وشرق لبنان. وكان الحد الأدنى للأجور في لبنان البالغ 675 ألف ليرة لبنانية يوازي 450 دولارا ، أما اليوم ومع احتساب سعر الدولار الواحد 10 آلاف ليرة فقد أصبح الحد الأدنى نحو 67 دولارا في بلد يستورد معظم احتياجاته بالعملة الصعبة من الخارج وخصوصا المواد الأساسية كالأدوية والقمح والمحروقات. ولم يتمكن لبنان منذ استقالة حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب على خلفية كارثة انفجار مرفأ بيروت في 10 أغسطس الماضي من تشكيل حكومة جديدة بسبب خلافات القوى السياسية على عدد الوزراء وتوزع الحقائب الوزارية في وقت تبدو فيه البلاد تسير نحو الانهيار الشامل. ويشهد لبنان أزمات اقتصادية ومالية ومعيشية وصحية متشابكة أدت إلى ارتفاع معدل الفقر إلى أكثر من 50 في المئة وإلى تفاقم البطالة والتضخم المالي بشكل قياسي وانهيار العملة المحلية وسط تراجع متسارع لاحتياطي النقد الأجنبي منذ أكتوبر 2019 مع تجميد المصارف للسحوبات النقدية بالدولار الأمريكي وتقييدها بالعملة المحلية.
مشاركة :