حذر مسئولون في وزارة الصحة الفلسطينية اليوم (الثلاثاء)، من انهيار النظام الصحي جراء الانتشار الواسع للسلالة الجديدة لمرض فيروس كورونا "كوفيد-19" في ظل عدم توفر الكميات المطلوبة من اللقاحات المضادة للمرض. وقال مدير المهن الطبية المساندة في الوزارة أسامة النجار لوكالة أنباء (شينخوا)، إن ارتفاع أعداد الإصابات خلال فترة زمنية قصيرة يمس قدرة القطاع الطبي على التعامل معها. وأشار النجار إلى وجود أعداد من المصابين بحاجة لرعاية ومتابعة طبية "لكن بسبب الاكتظاظ داخل المستشفيات يتلقون المتابعة الطبية في منازلهم". وحذر من حدوث "كارثة طبية وانهيار النظام الصحي مع انتشار السلالات الجديدة من (بريطانيا وجنوب أفريقيا) ما أدى لتسجيل إصابات بفئات عمرية مختلفة بشكل سريع". وأعلن النجار أن وزارة الصحة افتتحت مراكز جديدة خاصة بعلاج مرضى كورونا وإضافة أقسام للعناية الفائقة في عدة مدن في الضفة الغربية تحسبا لأي طارئ. كما حذر من خطورة عدم وصول اللقاحات المضادة لمرض كورونا "حال استمر هذا الانتشار للفيروس المتحور في الوقت الذي عاينت فيه الأطقم الطبية أعراضا مختلفة عما كانت عليه الفترات السابقة". وأشار النجار إلى أن الإصابات بالسلالات الجديدة للفيروس في الضفة الغربية والقدس ارتفعت إلى 409 إصابات منها 352 البريطانية و57 الجنوب أفريقية. بدوره اعتبر مسئول ملف كورونا في شمال الضفة الغربية وسام صبيحات، أن تأخير وصول اللقاحات من شأنه أن يتسبب "بضرر كبير على النظام الصحي". وقال صبيحات لوكالة أنباء (شينخوا)، إن "تأخير وصول اللقاحات ستزيد من الوضع الوبائي تدهورا لأننا كنا نراهن على سرعة إحضاره لتكون دائمة لدى القطاع الصحي". وأوضح أن وجود سلالات جديدة وسرعة انتشارها "ساهم في إعادة انتشار الفيروس في الضفة الغربية، داعيا إلى ضرورة سرعة الحصول على اللقاحات لتطعيم أكبر عدد من المواطنين. وأشار صبيحات إلى أن وزارة الصحة بحاجة لتطعيم ما نسبته 70 بالمئة من المواطنين بما يعادل 3 ملايين شخص للوصول إلى المناعة العامة، لافتا إلى أن تأخر وصول اللقاح سيكون من الصعب تحقيق ذلك حتى نهاية العام. وأرجع صبيحات تأخير وصول اللقاحات إلى "الضغط الهائل على الشركات المصنعة واحتكار الدول العظمى للمطاعيم بكميات كبيرة، إضافة للعراقيل الإسرائيلية". من جهته أكد مستشار وزيرة الصحة في قطاع غزة فتحي أبو وردة، أن السلالات الجديدة من فيروس كورونا لم تصل القطاع حتى اللحظة ولم يتم اكتشاف أي حالة ولم تظهر أي أعراض. وقال أبو وردة للصحفيين في غزة، إن القطاع "يفتقر المستلزمات المخبرية التي تشخص السلالات الجديدة، وحال وصلت سيتم إرسال العينات لرام الله من أجل فحصها أو العمل على وصول المستلزمات المخبرية اللازمة". واعتبر أبو وردة أن ما يحدث في الضفة الغربية من انتشار واسع للسلالات الجديدة "يرفع حالة القلق في غزة، خاصة أن معبر رفح الحدودي مع مصر مفتوح واحتمال وصول أي شخص مصاب للقطاع". ويأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل 6 حالات وفاة و2412 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية في الأراضي الفلسطينية مقابل 1316حالة تعاف. وقالت الوزارة في تقريرها اليومي تلقت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه، إن 4 حالات وفاة سجلت في الضفة الغربية وحالة في القدس وأخرى في قطاع غزة ما يرفع عدد الوفيات منذ مارس العام الماضي إلى 2281 حالة. وأشارت الوزارة إلى تسجيل 2412 إصابة جديدة بالفيروس توزعت بواقع 1819 في الضفة الغربية و154 في غزة و439 في القدس ما يرفع حصيلة الإصابات بالمرض إلى 212485 إصابة بينهم 191278 حالة تعاف. من جهة أخرى تسلمت وزارة الصحة 18 جهاز ضغط تنفسي (CPAP) منهم 11 للضفة الغربية و7 لقطاع غزة بتبرع من جمعية التربية الطبية الدولية (IMET 2000) الموجودة في بريطانيا. وذكرت الوزيرة مي الكيلة خلال التسليم في مقر الوزارة بمدينة رام الله، أن الأجهزة تساعد الوزارة من أجل معالجة مرضى "كوفيد-19" خاصة الذين يحتاجون التنفس الاصطناعي.