د. أمل مصطفى : أقسى من الحجر

  • 3/2/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

نعيش فى عصر تتعدد فيه الأمراض والأسقام ومضاعفاتها ولكن لكل مرض دواء يعالجه ويطيبه ويشفيه ، او مصل يقاومه ويحصنا، ولكن هناك أمراض ليس لها اعرض يبدو فيها الإنسان ظاهريا انيقا متعافيا ولكن يوجد مرض يسرى فى ارجاء نفسه ويحتل قلبه فيعمل على تدميره وقتل إنسانيته فيحوله مهما كان شكله جميلا الى انسان قبيح مشوه باطنيا ، تلك امراض القلوب التى تحول قلب الانسان الى قلب قاسى ميت مريض مغمور بالاحقاد والشرور.. نحن جميعا نسأل من اين أتت القسوة أهى فطرة خلقنا عليها ؟ وكيف تحجرت القلوب التى تنبض بالحياه فى الصدور وأصبحت أشد قسوة من الحجر؟ وكيف اصبحنا لا نتراحم بيننا ولا نرحم بعضنا ؟ كيف يعيش الظالم قرير العين ينام ملىء جفونه ، ويمرح ويسعد ويتباهى بظلمه ونفسه مملؤة بالحقد والكره والقسوة لأحد ولربما كان اقربهم اليه ؟، على اى فطرة خلق الظالم على اى دين يعتقد ، وكيف يبرر ظلمه ويحلله لنفسه بل ويحاول ان يقنع به من حوله انه على صواب فى طغيانه وبطشه .. يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه الحكيم (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) فسبحانه الحق العالم بخلقه يشبه تلك القلوب انها اشد من الحجارة قسوة وان من الحجر ينبع الماء والخير اما من تلك القلوب لا ينبع الا كل كره وحقد فيالهم من بشر ويالها من قلوب .. فى العصر الحديث وعلى اثر التقدم الذى يحدث فى بعض المجتمعلت التى تدعى الحداثه والتطور فقدت تلك المجتمعات الكثير من معانى التعاطف والتراحم الانسانى والإخاء حتى لم يجد الفرد من يحدثه كل فرد يمشى بمفرده لا يهتم به احد وهو لا يفرق الكثير عند احد ، يريد ان يتحدث لا يجد من يسمعه يحتويه ويحتضن غربه نفسه وألمها . فلجأ من فرط فقر العاطفة الى تربيه الحيوانات الأليفة التى تشعره بالألفة والأهتمام ، التى تسمعه دون جدال واختلاف ، تحتويه بنظراتها دون ان تقتل مشاعره بخناجر الكلمات ، تناجيه وتحاكيه فقط بالاحساس والمشاعر.. فكم من البشر لجأ الى الحيوان الأليف ليشعر ببعض إنسانيته معه ، وبالسلام والأمان فى ان الذى يبوح به صدره لا يؤخذ ضده او يتنمر احد عليه ، وينتظر له غلطة ليغتاله نفسيا، يقول جبران خليل جبران ( وقاتل الجسم مقتول بفعلته وقاتل الروح لا تدري به البشر ) فكم قتيل بيننا روحه تنزف وحده ووجع وظلم ، وكم من ظالم يمشى متباهي على جثث قتلاه ولا يبالى ، كم من العيون تبكي دون دموع من ألم الحياة وشدتها ، كم من النفوس يملؤها الانين وهى صامته عازفه عن الكلام فاللصمت مهابه لا يعرفها الا الرحماء.. لو تمكنا من رؤية قلوب البشر لرأيت فى كل قلب قصة وجع ، نحتاج جميعا صغاراً أو كبار إلى الدعم النفسى نحتاج إلى الملاذ الأمن ، من نلجأ له ليسمعنا فقط ليحتوينا ويضمد جراحنا ويشد من أزرنا ويدعمنا ، نحتاج لدفِء القلوب والرحمه فيها ، للحضن الدافىء المغمور محبه وسلام وامان الذى يمدنا بأكسير الحياه كى نستمر بأمل ويقين وثقه ، كثيرا ما كنت اسمع عبارة كن قوياً كنت أظن حينها ان القوة فى القسوة والتجاهل واللامبالاه أو كن قوى فى القوه الجسديه ولكنى ايقنت أن القوة المقصوده هى قوة القلب وما به من إراده فى إنه مهما تحطم وتهشم ما زال ينبض أمل وحياه يتدفق عطاء ..!لذلك اما آن الأوان ان نفوق من غفلتنا لما القسوة لما الظلم والكره والبغض لمتى سندبر لبعضنا المكايد والحيل لمتى تكون الأذيه والضرر نابعه من قلوبنا لا نتمنى الخير لبعضنا ؟ .. احدثك انت يا من تصلك كلماتى وتقرأها ماذا عن قلبك انت هل هو باللين الرحيم ام بالقاسى الذى لا يرحم الذى يخشاه الناس من فرط قسوته ؟ اذا أردت ان تشعر بلين القلب ، تقرب من الله إعلم إنها دنيا ما من احد خالد فيها ، كلنا راحلون بأعمالنا الى عالم بلا عمل ، عالم الجزاء وليس امامك الا طريقين طريق الجنه يا طريق النار فماذا تختار؟ ، اكثر من الطاعات والتوبه والإستغفار فالذكر يلين القلب ، انظر بقلبك الى كم المرضى والألام التى يشعرون بها ، وانت معافى صحيح ، استمع لأنين آهات الالم من صدر مظلوم لا يستطيع رد الظلم عن نفسه لتحمد الله على راحة قلبك وسكينته ، ارحم يتيم وامسح على راسه ، اعطف على كبير جار الزمن عليه ولا يجد من يعوله ويساعده ، تكفل بأرملة لا تستطيع العيش والإنفاق ، فينابيع الخير كثيره فهل من باحث عنها ؟ كن قويا بذاتك رحيما بقلبك مختلفا فالعالم مكتفى قسوة وعش بالإنسانيه ، كن على فطرة الله التى خلقك عليها وكن كما انت لإنك جميل كما انت…

مشاركة :