بعد التصريحات التي أطلقتها عن الحالة الاقتصادية بالغة السوء، وغير المسبوقة في سوريا، وأثارت جدلا واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، أواخر الشهر الماضي، ظهرت الفنانة السورية، هدى شعراوي، المعروفة بشخصية "أم زكي" في مسلسل "باب الحارة" للمرة الثانية، لإيضاح حقيقة ما كانت ذكرته عن تناول الناس للطعام من القمامة في البلاد، بسبب الفقر الشديد الذي يعانون منه، وعن مشاهدتها أباً يبيع ابنه، لعجزه عن تأمين طعامه وطعام إخوته. وفي التفاصيل، ظهرت شعراوي، الأربعاء، على محطة محلية، للمرة الثانية، بعد الضجة التي أثارتها تصريحاتها عن الوضع الاقتصادي البالغ السوء في البلاد، وأكّدت مجدداً، حقيقة ما روته من مشاهدات عنيفة، في هذا السياق. وبحسب مجريات الحوار الثاني، فقد ظهرت شعراوي بقصد التقليل من أثر "الفضيحة" التي تركتها تصريحاتها في الشارع الموالي للأسد، عن وجود أناس تأكل من القمامة، وأب يبيع ابنه من شدة الفقر. وسعت الفنانة المعروفة على نطاق واسع، في سوريا، إلى القول إنها من أنصار النظام، والتعبير عن حبها لرئيس النظام، أكثر من مرة، مع إصرارها على صدق ما روته من مشاهد رأتها، بأم العين. لي الشرف بالتسوّل لرئيسي! وقبيل انتهاء الحلقة التي استمرت نصف ساعة، وكانت شعراوي تناشد الأسد بقولها باللهجة العامية: "ألله يخليك، يا سيادة الرئيس، خليك معنا، حتى لو قالوا عني أنا، ما بعرف، ما بعرف!" فقاطعها المذيع: "هل أقول لك ما قالوه؟" فقالت: "قلها!" فقال: "قالوا عنك إنك متسولة" فردّت: "نعم، فليكن، إذا تسوّلتُ لرئيسي، فهذا أشرف من أن أتسوّل لأحد آخر. لي الشرف". وكانت شعراوي، قد قالت في حوار في الثالث والعشرين، من الشهر الماضي، إنها رأت بأم العين، سوريين يأكلون من القمامة، ورأت أباً يعرض ابنه البالغ من العمر، ست سنوات، للبيع، لعجزه عن تأمين طعامه وطعام أبنائه الستة. ووصل نحو 13 مليون سوري، إلى مرحلة انعدام الأمن الغذائي، بحسب بيانات رسمية لبرنامج الغذاء العالمي، ووصل سعر الدولار الواحد، إلى 4000 ليرة سورية، في الساعات الأخيرة، مترافقا مع ارتفاع جنوني في أسعار جميع السلع، ليكتوي السوريون بمزيد من الفاقة والفقر وانعدام أبسط الحاجيات وعجزهم عن تأمين مجرد لقمة لأبنائهم. وتسود حالة من الاستياء الشديد، وفي مختلف المناطق السورية، على الوضع المعيشي المتفاقم يوما بعد يوم، يقابلها نظام الأسد بمجموعة من الوعود الحكومية التي لا يرى السوريون منها، أي شيء على أرض الواقع، سوى التدهور الاقتصادي اليومي، وتوسع رقعة الفقر الى الدرجة التي يأكل فيها، سوريون، من حاويات القمامة، أو يضطر فيها أبٌ لبيع ابنه الصغير، لعجزه عن سدّ رمقه ورمق إخوته، بحسب ما أكدته الفنانة هدى شعراوي التي حولت الحوار إلى منصة لإطلاق دعوة لرفع العقوبات الاقتصادية، ومنها عقوبات "قيصر" كما ذكرت بالاسم، عن نظام الأسد.
مشاركة :