قالت ثلاثة مصادر في "أوبك +"، إن منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاءها، المجموعة المعروفة باسم "أوبك +"، يدرسون تمديد تخفيضات إنتاج النفط من آذار (مارس) إلى نيسان (أبريل) بدلا من زيادة الإنتاج، إذ لا يزال تعافي الطلب على النفط هشا بسبب فيروس كورونا. وفيما يعقد وزراء "أوبك +" اجتماعا بكامل هيئتهم، اليوم، تتوقع السوق إلى حد بعيد أن تخفف "أوبك +" تخفيضات الإنتاج بنحو 500 ألف برميل يوميا اعتبارا من الشهر الجاري، وفقا لـ"رويترز". كما من المتوقع أن تنهي السعودية، أكبر منتج في "أوبك"، خفضا طوعيا لإنتاجها قدره مليون برميل يوميا، بينما تقول مصادر في "أوبك +"، إن بعض الأعضاء الرئيسين في "أوبك" يقترحون إبقاء إنتاج "أوبك +" دون تغيير. ودعت وثيقة أعدها خبراء "أوبك +" واطلعت عليها "رويترز"، إلى "تفاؤل حذر"، مشيرة إلى الضبابية الكامنة في الأسواق الحاضرة والمعنويات على المستوى الكلى، ولا سيما المخاطر من طفرات كوفيد - 19 التي ما زالت آخذة في الارتفاع". وقالت إنها تعتقد أن ارتفاع سعر النفط في الآونة الأخيرة ربما يكون بسبب لاعبين ماليين أكثر من تحسن في العوامل الأساسية للسوق. وتتوقع "أوبك" نمو الطلب العالمي على النفط في 2021 بمقدار 5.8 مليون برميل يوميا إلى نحو 96 مليون برميل يوميا، وهو ما يظل دون مستوى الطلب في 2019، الذي كان عند نحو 100 مليون برميل يوميا. ومن المتوقع بشكل كبير أن تدفع روسيا في اتجاه مزيد من الزيادات، لكنها أخفقت في شباط (فبراير) في أن ترفع الإنتاج رغم حصولها على الضوء الأخضر لذلك من جانب "أوبك +"، إذ أثر طقس شتوي قاس على الإنتاج من الحقول المتقادمة. وبعد حديث مع دينيس دريوشكين ممثل روسيا في اللجنة الفنية بـ"أوبك +"، قال "جيه.بي مورجان"، إن روسيا ترى منطقا في رفع الإنتاج، إذ لا تزال سوق النفط تشهد عجزا يبلغ 500 ألف برميل يوميا. وقال البنك "تعتقد روسيا بأنه في حالة الإبقاء على الإنتاج عند المستويات الحالية، ستنتقل السوق إلى عجز أكثر حدة من ذلك". وأضاف "على هذا النحو، هناك حاجة إلى استعادة الإنتاج، لكن السرعة والكمية لم يجر البت فيهما بعد". بدوره أكد محمد الفارس وزير النفط الكويتي، أن التفاؤل بأن تطعيمات كوفيد - 19 ستساعد في تعافي الاقتصاد العالمي أدى إلى تدعيم سوق النفط. وأضاف أن "قرارات "أوبك +" الأخيرة أسهمت في دعم الأسواق وصبت في مصلحة تعافي الاقتصاد العالمي بشكل تدريجي، الأمر الذي شجع أجواء الاستثمار والتعافي، ويتماشى مع التفاؤل والآمال حول انتشار لقاح كورونا وأثره في انتعاش الاقتصاد العالمي". وكان الوزير يتحدث قبل يوم من اجتماع لجنة مراقبة السوق التابعة لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك". إلى ذلك، قال خبراء في مجموعة "أستراليا آند نيوزيلاند بانكينج جروب" المصرفية الأسترالية، إنه يمكن لدول تجمع "أوبك +" المصدرة للنفط زيادة إنتاجها من النفط الخام خلال نيسان (أبريل) المقبل بمقدار 750 ألف برميل، دون أن يكون لهذه الخطوة تأثير سلبي في الأسعار. وقالت المجموعة المصرفية في تقرير أعده المحللان دانيال هينز وسوني كوماري، إن الأسواق سترحب بهذه الزيادة في ظل توقعات بضخ ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا إضافية. وأشارت وكالة "بلومبيرج" للأنباء، إلى أنه رغم أن مخزونات النفط لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ليست بعيدة عن المستويات المستهدفة، وأن والأسعار قريبة من نقطة التوازن المستهدفة لبعض المنتجين، فإن حالة التفاؤل في السوق لا تسايرها حركة الأسعار. ويقول المحللان في تقريرهما إن تحسن وتيرة التعافي يمثل "فرصة مثالية لدول (أوبك +) لزيادة إنتاجها". ومع ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات ما قبل الجائحة، يرى المحللون، أن اختلال إمدادات النفط عالميا قد يفرض على التحالف مراجعة مستويات الإنتاج.
مشاركة :