الشارقة في 4 مارس / وام / يروي "نصب المقاومة" الذي تم تشييده على قمة جبلية في مدينة خورفكان بأمر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بطولات وتضحيات أهالي المدينة إبان الغزو البرتغالي عام 1507 . وقد أراد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تكريم أهالي المدينة، من خلال النصب التذكاري ليكون رمزاً ملهماً للبطولة والشجاعة والإقدام، ومركزاً للتعلم والاطلاع على تاريخ وعراقة الماضي، لمواصلة بناء الحاضر والمستقبل. ويعبر النصب عن فخر إمارة الشارقة ببطولات أهالي مدينة خورفكان، كما يوثق المعركة التاريخية التي خاضوها، ويذكر بالشهداء الذين ارتقوا في سبيل الدفاع عن أرضهم، ويرسخ مفهوم الانتماء والولاء والدفاع عن الوطن والهوية، فضلاً عن تعريف الزوار على التاريخ وزيادة رصيدهم المعرفي حول ماضي المدينة العريق. وأقيم نصب المقاومة على مساحة 393 متراً في مدينة خورفكان، ويضم المبنى استراحة للزوار والسياح، وصالة تمت إحاطتها بالكامل بالزجاج، لتوفير المتعة البصرية بالمناظر الساحرة التي تتمتع بها مدينة خورفكان. ويحتوي المبنى على ردهة واسعة تمتد على مساحة 898 متراً، تتفرع إلى صالتين خُصصت الكبرى التي تتسع لما يزيد عن 40 شخصاً، للعروض السينمائية من خلال شاشات العرض، فيما تتألف الصالة الأصغر على معرض لنشر ملصقات العروض التاريخية، ومقتنيات دلالية ترمز لأدوات القرن الرابع عشر، التي استخدمها أهالي المدينة في نضالهم ضد الغزو الآثم. ويهدف نصب المقاومة الذي تم تشييده على شكل خوذة عسكرية، ويضم باقة من المرافق الحيوية بما فيها منصة للكراسي المتحركة ومصاعد، إلى إطلاع الزوار على التضحيات الكبيرة التي قدمها أهالي المدينة خلال المعركة الملحمية التي خاضوها ضد الغزو البرتغالي لمدينتهم. ووجهت هيئة الشارقة للمتاحف دعوة لكافة أفراد المجتمع لزيارة نصب المقاومة حيث يمكن للزوار من شتى أنحاء البلاد التعرف والاطلاع على المعركة الملحمية التي دارت بين الطرفين، من خلال مشاهدة فيلم "خورفكان 1507 ُ" الذي يعرض حالياً على شاشة العرض، حيث يقدم تفصيلاً إبداعياً ودقيقاً لتفاصيل المعركة البطولية كما يمكن لجميع أفراد المجتمع في الإمارات، بالإضافة إلى السياح، زيارة نصب المقاومة طيلة أيام الأسبوع مجاناً، من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الثامنة مساءً، فيما تبدأ الزيارات يوم الجمعة من الساعة الرابعة عصراً وحتى الساعة الثامنة مساءً. وتشير الوثائق والوقائع التاريخية إلى أن قائد البحرية البرتغالي دي ألبوكريك، قاد ست سفن حربية إلى ميناء خورفكان عام 1507، وعلى متنها جنود مدججون بالأسلحة، متوجهين إلى موانئ مختلفة في شتى أنحاء الخليج والمحيط الهندي، من أجل السيطرة على طرق التجارة، والمراكز التجارية المزدهرة، إلا أن أهالي خورفكان هبّوا مواجهين هذا الغزو بالسيوف والسهام، ما أثار حنق وغضب البرتغاليين، الذين قاموا بقصف المدينة بنيران المدافع، لإرهاب الأهالي والسيطرة عليها، فصمد الأهالي ليومين كاملين بأسلحتهم البسيطة.
مشاركة :