اختتمت اليوم أعمال المؤتمر الدولي لجهودِ المملكة في خدمةِ الإسلام والمسلمين وترسيخِ قيمِ الاعتدال والوسطية, الذي عقد تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- في جامعةِ الإمام محمد بن سعود الإسلامية يومَي الأربعاء والخميس 19 ــ 20 رجب الجاري, بمشاركةِ عدد من أصحابِ المعالي والعلماء والباحثين المتخصصين من مختلفِ بلدان العالم. وعُرضت خلال المؤتمر الأبحاثُ العلمية وأوراقُ العمل في ضوء عنوان المؤتمر ومحاوره التي أثْرت المؤتمر.وصدر في ختام المؤتمر البيان الختامي المتضمن عددا من التوصيات, حيث رفع المشاركون الشكر والامتنان لخادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، مقدرين ما تبذله حكومةُ المملكة من جهود مباركةٍ في خدمة الإسلام والمسلمين, عادين رعاية سمو ولي العهد للمؤتمر رسالة تأكيد على مواقف المملكة الثابتة والمشرّفة لخدمة الإسلام والمسلمين، والتصدي لتيارات الغلو والتطرّف، ونهج فريد في تعزيز قيم الوسطية الاعتدال، والتواصل الحضاري مع شعوب العالم؛ لتحقيق السلام والتعايش.وثمن البيان جهودَ المملكة في العناية بالقرآن الكريم، والجهودَ الحثيثةَ المباركة لمجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشّريف في خدمةِ كتاب الله، والعنايةِ به وتفسيرِه ونشرِه، وعنايتَها بإقامة البرامج والمسابقات الدولية لذلك.كما أعرب المشاركون عن تقديرهم للمملكة على عنايتها بالسنة النبوية، مباركين إنشاء مجمّعِ خادمِ الحرمين الشريفين الملك سلمانَ بنِ عبدالعزيز للحديث النّبوي الشريف.وأشادوا بنهج المملكة في تطبيق الشريعة وحدودها وأحكامها المستمدةِ من الكتاب والسنة، مؤكدين الثقة التامة بالنظام العدلي والقضائي بالمملكة، واستقلاليتِه.وثمنوا جهودَ المملكة في تعليم العلم الشرعي والدعوة إلى الله تعالى وفق المنهج الوسطي المعتدل، منهجِ أهل السنة والجماعة, داعين إلى إنشاء جامعات متخصصة في العلوم الشرعية تنافس الجامعات العالمية في التعليم المتميز في ترسيخ قيم الاعتدال والوسطية.وأكدوا رفضهم واستنكارهم الحملات الإعلامية والسياسة المغرضة ضد قيادة المملكة العربية السعودية والعمل على استهدافها لأغراض سياسية جلية لكل ذي لُب رشيد محاولة لزعزعة مكانتها كرائدة للعالم الإسلامي والعمل الإنساني في ظل الجهود التي تبذلها لمحاربة التطرف والغلو والتشدد ودعوتها المستمرة للسلام والتسامح والتعايش مع الآخر، وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال وجهودها الإنسانية الخيرة في شتى بقاع العالم.وأيد المشاركون في المؤتمر ما اتخذته حكومةُ المملكة من الإجراءات الاحترازية في الحرمين الشريفين في ظل جائحة كورونا التي عمت العالم بأسره، حفاظًا على سلامة قاصديهما، مثمنين عنايتها الفائقة بسلامتهم وأداء شعائرهم، ومقدرين عاليًا خدمة المملكة للحرمين الشريفين وعمارتهما، ومشروعات التوسعة التاريخية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وما تلقاه من دعمٍ سخي في سبيل راحة الحجيج والعمار والزوار.وثمنوا مواقفَ المملكة العربية السعودية التاريخيةَ الثابتةَ في دعمِ القضية الفلسطينية ونصرةِ المسجد الأقصى، مقدرين جهودَها ومبادراتِها في دعم قضايا العرب والمسلمين، وجهودَها الخيّرةَ في دعم الأقلياتِ المسلمةِ في أنحاءِ العالم.ودعا المشاركون إلى إنشاءِ مركزِ تواصلٍ عالمي خاصٍ بالأقليات المسلمة؛ لتعزيز علاقاتهم بالعالم الإسلامي، يُعنى بالدعم الإعلامي والتعليمي للأقليات المسلمة، وتوفيرِ البعثات والمنح الدراسية إلى الجامعات في بلدان العالم الإسلامي، ونشرِ المنهج الوسطي المعتدل وحمايتِهم من الفكر المتطرف. ويكون مقرُه المدينةَ المنورة.وأشادوا بجهودِ مركز الملكِ سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وأعمالِه وبرامجِه الرائدة، وبما يقدمه من دعمٍ ومشروعاتٍ وبرامجَ إنسانيةٍ في مختلفِ دول العالم.ودعوا إلى التعاون مع المملكة العربية السعودية، ودعمِ جهودِها في نشر الاعتدال ومحاربة التطرف، مثمنين جهودَها في مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله، وسعيَها إلى توحيدِ جهودِ الدول الإسلامية لمواجهته، وجهودَ المركزِ العالمي لمكافحة التطرف، كما دعوا إلى مكافحةِ كافة أشكال الغلو والتطرف والإسهامِ الفاعل لمؤسسات التعليمِ والإعلامِ في ذلك، من خلال دعم المنهجِ الوسطي المعتدل وبرامجه ودعاته.كما قدروا جهودَ المملكة في دعم الحوارِ في الداخلِ الإسلامي وخارجِه، وسعيَ المملكة الحثيث ومبادراتِها إلى اتخاذه وسيلةً لنبذ الخلافات، وتحقيقِ اجتماع المسلمينَ على الكتاب والسنةِ وما عليه سلفُ الأمة، مؤكدين الإفادة من الحوار في إبراز حقيقة الإسلام وأنه دينُ الرحمةِ والعدل والوفاء، ومحاربتِه لأنواع الظلم والأعمال الإجرامية كافة.واستنكروا عدوانَ الميليشياتِ الحوثيةِ الإرهابية على المملكة وخرقَها للقوانين الدولية والإنسانية، مؤكدين تضامنَهم مع المملكة في جميع الإجراءات التي تتخذُها لصدِ هذا العدوان، داعين إلى توحيدِ الصف وجمعِ الكلمة في جميع الدول الإسلامية، ونبذ الجماعاتِ والأحزابِ الإرهابية.كما دعوا الجامعاتِ والمراكزَ، والجهاتِ البحثية، إلى الإسهامِ المتواصلِ في اجتثاث الفكرِ المتطرف، وكشفِ آثاره وآثارِ الجماعات الإرهابية على الإنسان والدولة، من خلال إعدادِ دراساتٍ فكرية وبحوثٍ علمية وبرامجَ وثائقية، تبينُ أصولَ التطرفِ الديني والفكرِ الإرهابي في المجتمعات الإنسانية، وإنشاءِ أمانةٍ عامةٍ لذلك يكونُ مقرُها في جامعة الإمامِ محمدِ بن سعود الإسلامية.وأكد المشاركون أهميةِ التوسع في الجانب الإعلامي الوثائقي بأدواته كافة وبمختلف اللغات، لإظهار جهودِ المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين ودعمِ العلم والعلماء، ومساعداتِها الإنسانية في جميع مجالات الحياة.وأوصى المشاركون بإنشاءِ مركزٍ لرصد جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، يتضمنُ مشاريعَ بحثية وكراسيَ علمية، وإعدادَ موسوعةٍ شاملةٍ تضمُ جهودَ المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين والحرمين الشريفين، ونشرِ المنهج الوسطي على أن يترجمُ ذلك باللغات الحيَّة.وأوصوا بالاستفادة من إستراتيجية المملكة في الحوار كأحد أهم الممكنات للحفاظ على الأمن والوسطية والاعتدال والتعايش بين فئات المجتمع.فيما أشاد المشاركون ببيان هيئة كبار العلماء في المملكة الصادر مؤخرًا في ربيع الأول 1442هـ والمتضمن التحذير من جماعة الإخوان الإرهابية، داعين جامعات العالم العربي والإسلامي إلى زيادة البحوث والدراسات العلمية التي تحلل وتفند خطاب جماعة الإخوان الإرهابية الموجه للشباب المسلم.وأكدوا ضرورة جمع الفتاوى كافة التي جرّمت التطرف والتشدد والإرهاب للإفادة منها كمرجع علمي.
مشاركة :