رغم مرور الزمن عليها واعتبارها من ذاكرة الماضي النابض والمتجدد، تتميز أسواق المدينة العتيقة بالعاصمة تونس، العابقة برائحة التاريخ والحضارة، بحركة نشيطة تترجم التنوع الذي يكتنزها. ويقبل الناس حتى اليوم بشغف على زيارة هذه الأسواق والتمتع بالتجول فيها وشراء ما يلزمهم من منتجات واحتياجات. وزائر المدينة العتيقة، بمجرد الوصول إلى أزقتها الهادئة، يمكنه ملاحظة التناسق الجميل لفنون الأضواء والظلال داخل الأسواق المترابطة، والتي يتجاوز عددها الـ30. ويعود بناء هذه الأسواق إلى القرن الـ13 الميلادي على يد مؤسس الدولة الحفصية أبو زكريا الأول، قبل أن تصبح الوجهة المفضلة للوافدين إليها من مختلف المدن والبلدان المجاورة. وتشهد هذه الأسواق وعددها أكثر من 30 سوقاً، صناعة الحرف المتعلقة بالسلع التراثية التي يرغب في شرائها الزوار والسياح، مثل المجوهرات، والأقمشة، والجلود والعطور، والصناعات التقليدية، مثل “البرنس”، “الجبة”، “الشاشية”، وسائر البذور، والفواكه، ولوازم الأعراس، فضلاً عن بيع الكتب والمخطوطات. وتعد أسواق تونس العتيقة مقصداً في مختلف الفصول، حيث لا تخلو من الحركة الضاجة ما بين المحال وداخلها، في محاولة للإطلالة على الصناعات التقليدية التي ما زالت الأجيال تتوارثها بفخر.
مشاركة :