الخيل في رحلة الليدي آن بلنت إلى شبة الجزيرة العربية

  • 3/4/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ اهتمام الغرب الأوربي ببلاد شبة الجزيرة العربية منذ القرن الخامس قبل الميلاد ، حتى جاء القرن السادس عشر الميلادي, وبدأ تدفق الرحّالة الأوروبيين إلى شبة الجزيرة العربية, مع اختلاف أهدافهم ومن بين تلك الرحلات إلى شبة الجزيرة العربية التي قامت رحلة المستشرقة الليدي آن بلنت فارسة بارعة ومربية خيول ماهرة، وكما تعد أول امرأة تزور شمال الجزيرة العربية ووسطها، فهي أول رحالة من الغرب تزور حائل, وكان الهدف الرئيس لرحلتها لبلاد شبه الجزيرة العربية هو الحصول على الخيل العربية الأصيلة ,وقد تعدى الأمر شراء بضع رؤوس من تلك الخيل، إلى هدف أسمى وهو المحافظة على السلالة العريقة لتلك الخيل الأصيلة لدرجة أن عدها بعض المؤرخين أنها الشخص الذي قدم عملاً مسؤولاً وغير مسبوق في ميدان المحافظة على سلالات الفرس العربي. لقد سخرت الليدي آن بلنت وقتها وحبها للخيل العربية، واتخذت من المهر العربية ذرية، بدلاً من ذريتها الشخصية التي حرمت منها. كانت أمومتها لتلك المهر لدرجة تفوق الوصف وقد اشترت خيولًا عربية من رجال شبة الجزيرة العربية لتميزها واصالتها، ونقلتها بعد ذلك إلى إنجلترا، وكان لأعمالها عظيم الأثر على تأسيس السلالة العربية في بريطانيا, اشتهرت الليدي آن بلنت، برحلاتها إلى شبة الجزيرة العربية وببراعتها في امتطاء وتربية الخيول العربية الأصيلة التي لم يضاهيها أحد في زمانها. وهناك في مجاهل الصحراء وبين القبائل العربية المضيافة كانت الليدي آن بلنت، تقيم في الخيام العربية على ما كانت عليه من بداوة وحياة أبعد ما تكون عن المدينة، مفضلة إياها على القصور الشامخة والحياة المترفة الرغيدة لمجرد وجود الخيل العربية بالقرب منها، وهناك تجسد لها الجوهر الكامن في الخيل العربية بالإضافة إلى جمالها الرائع الظاهر في الخيول العربية الأصيلة، فصممت على رعايتها بكل طاقتها، فاشترت بما تيسر لها من نقد ما أمكنها شراؤه من هذه الخيل، وبلغت مجموع مشترياتها من الخيول الاصلية سبعة وعشرين جواداً، وتمكنت الليدي آن بلنت وزوجها الشاعر والدبلوماسي ويلفريد سكاوين بلنت, من إنشاء اسطبل للخيول في منزلهما، بعد أن تم شراء أجمل الخيول العربية في شبة الجزيرة العربية من قبائل شمر وعنزة ومنها الفرس قصيدة وجربوعه.. وشريفة وزنوبيا والحصان فيصل بن كحيلان وكان أبوه ابن نورة وأمه بنت جلابية فيصل تعود للأمير فيصل بن تركي أمير الرياض، والتي نقلت إلى منطقة قريبة من لندن الكربيت، يرجع تسمية الخيول الكربيت بهذا الاسم نسبةً للمربط الشهير كربيت بارك للسيد وينفرد والسيدة الرحالة الليدي آن بلنت، وقد قامت أسرة الليدي بلنت بشراء حديقة الشيخ بن عبيد في منطقة الزيتونة القريبة من القاهرة لوضع الخيل المشتراة بها من مصر والجزيرة العربية قبل نقلها إلى إسطبل الكربيت في بريطانيا . واشترت العديد من إصطبلات لتربية الخيول العربية الأصيلة، وهكذا بقيت الليدي آن في مصر حتى الثمانين من عمرها الحافل بكل ما من شأنه أن يؤمن الحفاظ على هذا النسل النادر من الخيل العربي،. فشيدت إصطبلات خاصة بتوليد الخيل وجهزت حقول التوليد العائدة لها في إنجلترا من إنتاج خيلها في مصر من جهة ومما اشترته من أصائل الخيل من مصر ومن شبه الجزيرة العربية من جهة أخرى. وكان لها العديد من المؤلفات التي ترجمت حول رحلاتها في شبة الجزيرة العربية الأول (رحلة إلى نجد)، والثاني (عشائر بدو الفرات)، وأخبار الخيول العربية متناثرة بين طيات الكتابين، في فصول خاصة كرست لفهم طبيعة الخيول العربية، وفي كتاب «رحلة إلى نجد » ، ذكرت فيه أن من الخيل النادرة في نجد تلك الفرس الصقلاوية العجوز وأن هذه الفرس الصقلاوية العجوز كانت من خيل الإمام فيصل بن تركي، والنسل الأخير لهذه الفرس المشهورة كان قد بيع لعباس باشا، الذي أرسل من مصر عربةً تجرها الثيران خصيصاً لإحضارها، إذ كانت عجوزاً وغير قادرة على السفر سيراً من قلب نجد إلى أرض مصر. تقول الليدي آن بلنت في كتابها «رحلة إلى نجد»، عن هذه المهرة التي تعتبر الممثلة للسلالة الوحيدة الباقية في جزيرة العرب: (رمادية وتبدو عادية للوهلة الأولى، لها أرداف منحنية مترهلة ورأسها عادي، لكن أكتافها جميلة. إن هذه الصقلاوية تمتلك شهرة واسعة هنا (أي في نجد) وتعتبر ذات قيمة لكونها الأخيرة في سلالتها)، كانت الصحراء والجواد عشقها وفرحها الدائم فتقضي معظم وقتها في الحديث عن الجياد وسلالاتها الكريمة، كانت بلنت، تتميز ببراعتها ومهارتها في ركوب الخيل وكانت قد تعلمت في قلب الجزيرة العربية , كيفية القفز على الجواد بدون الركاب والسير بدون لجام.

مشاركة :