صغير ... من يظن أن السعودية جدار قصير

  • 3/4/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

واهم من ينظر إلى «السعودية» وكأنها جدار قصير، ومشتبه من يعتقد أن المملكة بقرة حلوب. السعودية كيان شامخ وشعبها شعب عريق. «السعودية» دولة دخلت الحضارة من أوسع أبوابها. «السعودية» شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، ينعم بخيرها أبناؤها البررة ويتفيأ ظلالها المقيمون على أرضها الطاهرة. «السعودية» بيت الكرم العالمي، فكم من جائع أطعمته، وكم من خائفٍ آوته. «المملكة» كالتين الشوكي حلو المذاق طيب الرائحة، لكنه يجرح من لا يحسن ملامسته بدراية. وهنا أوجه رسالتي اليوم إلى رئيس «الولايات المتحدة الأمريكية السيد جوزيف بايدن» الذي أطلق هو وإدارته تصريحات أقل ما توصف بأنها رعناء كنعيق الغربان ، تخرصات خيبت ضن أكثر المتفائلين بمتانة العلاقات التاريخية التي تربط الولايات المتحدة « بـ «المملكة العربية السعودية» منذ عهد الزعيمين التاريخيين «الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود» طيب الله ثراه و الرئيس الأمريكي «فرانكلين ديلانو روزفلت « اللذان دشنا في عام 1945م شراكة استراتيجية بين البلدين – الصديقين - قائمة على المصالح المشتركة, وقد جنت «أمريكا» وحلفائها من دول أوروبا الغربية من هذه العلاقة فوائد جمة خاصة بعد الحرب العالمية الثانية من خلال «مشروع مارشال» الذي ساعد على تعمير أوروبا بعدما تعرضت لدمار هائل وإخراجها من تحت الأنقاض والرماد. مع الأسف الشديد أصبحت الشعوب تلحظ وبالعين المجردة غياب المواقف المسؤولة التي كان يتحلى بها رؤساء الولايات المتحدة العظام، والتي كانت تحترم المعاهدات وتلتزم بالعهود، بل أضحى العالم في حيرة من أمره، حيث يرى أن كل رئيس أمريكي يأتي بسياسات تختلف عن سياسات سلفه. فخلال الأيام القليلة الماضية أطل علينا «الرئيس جوزيف بايدن» بلغة لا تنسجم مع الأعراف الدبلوماسية، عندما زعم في حديثه لوسائل الإعلام عن المكالمة التي أجراها مع زعيمنا الذي نحبه ونجله ونقدره ونفديه بأرواحنا وأولادنا قبل أموالنا «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز» حفظه الله ورعاه والتي تختلف عما ذُكِر في البيان الرسمي الذي صدر عن «البيت الأبيض» بهذا الخصوص، وكأن «سيادته» أراد تسجيل خبطة إعلامية، ولكنها جاءت بلهجة لا تتوافق مع المعايير الدولية، ناهيك عن أواصر الصداقة بين دولتين تربطهما علاقات عميقة في شتى المجالات. لقد أثار «الرئيس جوزيف بايدن» مسائل تُعَيّر بها دولته قبل غيرها. فهل نسي فخامته الفظائع التي اقترفتها «الولايات المتحدة الأمريكية» في مجال قهر الشعوب وانتهاك حقوق الإنسان؟ يا فخامة الرئيس «جو بايدن» هل نسيت جريمة العسكري الأمريكي «كولبي» كبير ممثلي «وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في فيتنام، الذي قتل شخصيًا بدم بارد (1800) مدني فيتنامي وفق برنامج «فينيكس» أي التصفية الجسدية ؟، وعندما سأله المشرعون الأمريكيون عن درجة ارتباط» الولايات المتحدة الأمريكية» بهذا العمل اللا إنساني؟، أجاب بأنه قد اشترك معه في تنفيذ هذه المجزرة الرهيبة التي تشيب منه رؤوس الولدان (637) من العسكريين الأمريكيين بالإضافة إلى موظفين من وكالة المخابرات الأمريكية. وهل تتذكر بماذا كافأه «السادة المشرعون» ؟ لقد كافأوه بتقليده منصب مدير وكالة المخابرات المركزية. هل نسي «فخامة الرئيس بايدن» إلقاء الجيش الأمريكي القنبلة الذرية على هيروشيما اليابانية في عام 1945م التي أودت بحياة أكثر من (70.000) بريء ؟ وبعد استسلام اليابان أمر «الرئيس ترومان» القاء قنبلة ذرية أخرى على مدينة «ناكازاكي» أهلكت أكثر من (60.000) نسمة. هل نسي «فخامة الرئيس بايدن» قصف الطائرات الأمريكية لــ «ملجأ العامرية « في بغداد في عام 1991م مما أدى إلى قتل العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ؟ هذا غيض من فيض الفظاعات التي اقترفها الجيش الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية بحق الأبرياء. أجزم بأن آخر إنسان يحق له التحدث في مجال حقوق الإنسان هو الرئيس الأمريكي. كما أجزم أن المعلومات والتقارير التي ترده عن الشعب السعودي ودرجة تلاحم هذا الشعب الوفي مع قيادته الراشدة التي لم تأت على دبابة غير دقيقة. فالشعب السعودي يدرك أن حكومته ليست حكومة وظيفية، بل هي قيادة شعبية نبتت في حديقة الأمة، وبالتالي فإنه سيحميها بكل ما أوتي من قوة وسيضحي بالغالي والنفيس من أجل عزتها وسؤددها. وآخر كلمة أقولها لــ» ألسيد بايدن» إن «المملكة العربية السعودية» عصية على الاستلاب والابتزاز. كما أود أن أهمس بأذن «فخامته» « إن «السعودية» دولة عريقة قامت على أسس متينة من العقيدة الصادقة والأنظمة المتينة. وأن التعامل مع «السعودية» ليس كالتعامل مع أية دولة هامشية أخرى – مع الاحترام لكل الدول والتقدير لجميع الشعوب – فحدودها العقائدية تمتد لأكثر من مليار مسلم وأربعمئة مليون عربي. وفي الختام أرجو أن يمتلك «السيد بايدن» الحد الأدنى من الحنكة السياسية والثقافة الجغرافية التي تجعله لا يظن أن «المملكة العربية السعودية» من جمهوريات الموز، والا يعتقد أن قادتها من طراز الرئيس البانامي السابق «إيمانويل نورييغا».

مشاركة :