قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي - في خطبة الجمعة - : من أعظم النعم نعمة الأمن، قال تعالى : " فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف "، الأمن نعمة عظمى يغفل عنها أكثر الناس ولا يقومون بشكرها ولا يتفكرون في منافعها ولا يحرص أكثر الناس على حفظ أسباب هذه النعمة من العمل بالطاعات ومجانبة المحرمات، نعمة الأمن بهجة الحياة، وحارس ما يخاف عليه الإنسان من الحرمات والمصالح والمنافع والآمال، الأمن أخو الإسلام وقرينه وتابع الدين وخدينه، وصاحب الإسلام في كل زمان ومكان وحيثما حل الإسلاك صحبه الأمن ولزمه. وأضاف : الأمن الذي يحبه الله ويرضاه هو الأمن على الدين فلا يفتن مسلم في دينه ولا يغيره إلى غيره، والأمن على الدماء فلا يعتدى عليها، والأمن على العقول من المسكرات والمخدرات وأسباب الأمراض، والأمن على الحرمات والأعراض فلا تنتهك ويعبث بها المفسدون المجرمون، والأمن على الأموال فلا يعتدى عليها ويتسلط عليها أحد، والأمن ههو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو حارس الدين وقد جعله بعض اهل العلم ركنا من أركان الدين، والأمن حماية المجتمع من كل ضرر وشر وإيصال كل نفع وخير إليهم، كل فرد مسلم بحسب قدرته على ذلك، وهذا الأمن لا يحققه إلا الدين الإسلامي العظيم لأنه من عند الله العليم الحكيم. وقال : الحياة لا تطيب إلا بالأمن ولا يتمتع الإنسان بالطيبات إلا بنعمة الأمن وهل ينتفع الناس بالمعيشة مع فقد نعمة الأمن فاسألوا الله الأمن والإيمان والعافية واحذروا المعاصي ومحرم الشهوات وظلم النفس وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، واشكروا الله على نعمة الأمن والاستقرار فما نزلت النقم والعقوبات والغير إلا بانفتاح أبواب الأهواء والشهوات ولله سبحانه سنن لا تتبدل يسير عليها الكون وهل شقي بطاعة الله أحد ؟ أو هل سعد بمعصية الله أحد ؟ والله يحب الصالحين المصلحين ويكره المفسدين.
مشاركة :