هبطت أسعار النفط أمس بعدما خفض بنك غولدمان ساكس توقعاته للخام إلى 20 دولاراً للبرميل بسبب تخمة المعروض العالمي ومخاوف بشأن متانة الاقتصاد الصيني وبعد أن رفضت السعودية فكرة عقد قمة لمنتجي النفط. وانضم غولدمان ساكس إلى قائمة طويلة من البنوك التي خفضت توقعاتها لأسعار النفط إذ قلص أمس توقعاته لأسعار الخام الأمريكي في 2015 إلى 48.10 دولار للبرميل من 52 دولاراً. كما خفض البنك توقعاته لسعر الخام الأمريكي في 2016 إلى 45 دولارا للبرميل من 57 دولاراً. وقلص غولدمان ساكس توقعاته لسعر خام القياس العالمي مزيج برنت في 2015 إلى 53.70 دولار للبرميل من 58.20 دولار وقال إنه يتوقع وصوله في 2016 إلى 49.50 دولار للبرميل انخفاضاً من 62 دولاراً في تقديراته السابقة. ولم يستبعد أن يصل سعر برميل النفط إلى 20 دولاراً للبرميل مع استمرار زيادة المخزونات النفطية. وتجاهل المستثمرون إلى حد كبير التقرير المتفائل نسبياً الذي أصدرته وكالة الطاقة الدولية. وقالت وكالة الطاقة إن الخطوة التي اتخذها أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بقيادة السعودية بالإحجام عن خفض الإنتاج لحماية حصتهم في السوق تؤتي ثمارها على ما يبدو. وذكرت الوكالة أن توقف بعض إنتاج النفط من خارج أوبك قد يسفر عن فقدان نصف مليون برميل يومياً في العام. ونزل خام برنت في عقود أكتوبر/تشرين الأول 38 سنتا إلى 48.51 دولار للبرميل، وهبط سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 86 سنتاً إلى 45.06 دولار للبرميل. برنت يتراجع لاستمرار تخمة الإمدادات هبوط الأسعار يجبر المنتجين خارج أوبك على خفض إنتاجهم تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس بفعل ارتفاع الدولار الأمريكي، وتقارير حول رفض السعودية عقد قمة لمنتجي الخام، إضافة إلى خفض غولدمان ساكس توقعاتها للأسعار. وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس إن انخفاض أسعار النفط سيجبر المنتجين من خارج منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ومن بينهم الولايات المتحدة على خفض إنتاجهم العام المقبل بأعلى وتيرة في أكثر من عقدين ،بما يعيد التوازن لسوق النفط المتخمة بالمعروض. يسجل النفط خسائر أسبوعية، مع التقلبات الشديدة التي شهدها في الأسبوع الجاري، مع استمرار المخاوف بشأن ارتفاع المعروض العالمي في الأسواق، واحتمالية هبوط الطلب. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر لم تسمها قولها إن السعودية رفضت عقد قمة لمنتجي النفط بسبب اعتقادها أن اجتماع وزراء النفط لن ينجح في الوصول لعمل ملموس للدفاع عن الأسعار. كما عانى النفط ضغوطا هبوطية بعد أن خفض غولدمان ساكس توقعاته للأسعار، حيث قلص تقديرات لسعر الخام الأمريكي إلى 48.10 دولار للبرميل من 52 دولاراً خلال العام الجاري، و 45 دولاراً من 57 دولاراً في 2016. كما قلص توقعاته لسعر خام برنت الأوروبي إلى 53.70 دولار من 58.20 دولار في العام الجاري، و إلى 49.50 دولار من 62 دولاراً في 2016. وهبط سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي 1.55% إلى 48.39 دولار للبرميل. كما انخفض سعر الخام الأمريكي تسليم شهر أكتوبر/تشرين الأول 2.4% ليصل إلى 44.69 دولار للبرميل. وقالت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة للاقتصادات الكبرى في العالم بخصوص سياسة الطاقة: إن الطلب العالمي على النفط يتجه للصعود بأعلى وتيرة له في خمس سنوات هذا العام بفضل انخفاض الأسعار. وعدلت وكالة الطاقة توقعاتها للطلب على نفط أوبك في واحد من أكثر التقارير تفاؤلاً بشأن المنظمة منذ أن فاجأت الأسواق العام الماضي بقرارها عدم خفض الإنتاج وآثرت حماية حصتها في السوق في مواجهة المنتجين المنافسين ذوي التكلفة العالية مثل الولايات المتحدة. وقالت وكالة الطاقة في تقريرها الشهري أبرز أحداث هذا الشهر هو انخفاض إمدادات المعروض والأضواء مسلطة بقوة على غير الأعضاء في أوبك. وأضافت تهاوي أسعار النفط يكبح الإنتاج العالي التكلفة من إيجل فورد في تكساس إلى روسيا وبحر الشمال وهو ما قد يسفر عن فقدان نصف مليون برميل يوميا في العام المقبل - وهو أكبر انخفاض في 24 عاماً. وسيكون الانخفاض المتوقع في الإنتاج هو الأكبر من نوعه منذ عام 1992 حين انكمشت إمدادات المعروض من خارج أوبك بواقع مليون برميل يومياً ،مقارنة مع السنة السابقة مع انهيار الاتحاد السوفييتي. وقالت وكالة الطاقة إنها تتوقع الآن أن ينكمش إنتاج النفط المحكم الأمريكي الخفيف بواقع 0.4 مليون برميل يومياً في العام المقبل بعد نموه بوتيرة قياسية بلغت 1.7 مليون برميل يومياً في 2014. تراجع الطلب العالمي من المتوقع أن يقفز معدل نمو الطلب العالمي على النفط إلى أعلى مستوياته في خمس سنوات ليسجل 1.7 مليون برميل يومياً أو 1.8 في المئة في 2015 قبل أن يتراجع إلى 1.4 مليون برميل يومياً في 2016 بزيادة 0.2 مليون برميل يومياً عن التقرير السابق لوكالة الطاقة. وفي 2014 بلغ معدل نمو الطلب العالمي أدنى مستوياته في خمس سنوات عند 0.8 مليون برميل يومياً. وقالت وكالة الطاقة إنه نتيجة لذلك سيحتاج العالم كميات أكبر بكثير من خام أوبك. وقدرت الوكالة أن المنظمة ستحتاج لضخ نحو 31.3 مليون برميل يومياً في 2016 - بزيادة 0.5 مليون برميل يومياً عن توقعاتها في التقرير السابق - لتحقيق التوازن في السوق. وفي النصف الثاني من 2016 ستحتاج أوبك إلى ضخ ما يقرب من 32 مليون برميل يومياً وهي أول مرة سيزيد فيها الطلب العالمي على ما تنتجه المنظمة حالياً. وتضخ أوبك بقيادة السعودية كميات نفط أكبر بكثير مما تحتاجه السوق على مدى السنة الأخيرة ما تمخض عن تخمة في المعروض العالمي وتهاوي الأسعار. روسيا تنتج 525 مليون طن من النفط في 2035 ذكرت وكالة الإعلام الروسية أمس الأول نقلاً عن نائب لوزير الطاقة قوله إنه وفقاً لاستراتيجية الطاقة الأساسية لروسيا فإن البلاد ستنتج 525 مليون طن من النفط في 2035. ونسبت الوكالة إلى اليكسي تيكسلر قوله أيضاً إن روسيا ستكرر 240 مليون طن من النفط الخام في 2035. وقالت الوكالة إن البيانات أولية ولم تحصل بعد على موافقة الحكومة الروسية. وقالت الوكالة إن روسيا أنتجت حوالي 527 مليون طن من النفط في 2014 وكررت حوالي 290 مليون طن. وقال ايجور سيتشن الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت - أكبر منتج للنفط في روسيا - الأسبوع الماضي إن روسيا يمكنها زيادة إنتاجها النفطي ليصل إلى 700 مليون طن سنوياً (أو ما يعادل 14 مليون برميل يومياً). وروسيا أحد أكبر منتجي النفط في العالم وسجل إنتاجها مستوى مرتفعاً بلغ حوالي 10.7 مليون برميل يومياً في الأشهر القليلة الماضية. إنتاج النفط الأمريكي يسجل أكبر انخفاض منذ 25 عاماً كان إنتاج النفط الأمريكي قد ارتفع بشكل قياسي خلال الأعوام الماضية، بفعل زيادة الأسعار التي جعلت منه استثماراً مربحاً. لكن الأسعار انخفضت إلى النصف خلال العام الماضي مع انخفاض الطلب، مصحوباً بتباطؤ في النمو الاقتصادي. وفي الوقت نفسه، يحافظ أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) على مستويات إنتاج مرتفعة، خاصة السعودية. وفي العام الماضي، بلغ سعر برميل النفط الأمريكي الخام 90 دولاراً، في حين يبلغ سعره الآن حوالي 45 دولاراً. كما انخفضت قيمة برميل الخام البريطاني برنت إلى النصف مقارنة بالعام الماضي، إذ يبلغ سعره الآن 48 دولاراً للبرميل. واستفاد منتجو النفط الأمريكيون من تقنيات في الإنتاج، مثل التكسير، لمواجهة انخفاض أسعار النفط عن طريق خفض تكلفة الإنتاج والاستثمار. وتسبب تراجع الطلب الاقتصادي وزيادة الإنتاج في وجود فائض من النفط يزيد على حاجة العالم حالياً. وتوقعت الوكالة الدولية للطاقة أن يسجل إنتاج النفط الأمريكي أشد انخفاض له منذ عام 1992، بسبب انخفاض الأسعار عالمياً. وقالت الوكالة إن انخفاض الأسعار سيؤدي إلى زيادة الطلب هذا العام إلى أعلى مستوى له منذ خمس سنوات، وهو ما يصب في مصلحة دول أوبك. وتتحكم أوبك في أكثر من ثلث إنتاج النفط في العالم. وعادة ما تقلل الإنتاج عند انخفاض الأسعار في محاولة لرفعها. لكن في الفترة الأخيرة، اتبعت المنظمة خطة للإبقاء على الإنتاج بالكامل، في محاولة للحد من الإنتاج الأمريكي، وهو مبدأ غير اقتصادي في ظل انخفاض الأسعار. وقالت الوكالة الدولية للطاقة انهيار أسعار النفط يتسبب في غلق مناطق الإنتاج المكلفة، بدءاً من إيغل فورد في الولايات المتحدة، وحتى روسيا وبحر الشمال، وهو ما قد يتسبب في خسارة العام القادم تبلغ نصف مليون برميل في اليوم، وهو أكبر انخفاض منذ 24 عاماً. وانكمش إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك بنحو مليون برميل في اليوم خلال عام 1992، مقارنة بالعام السابق له، وذلك بسبب تفكك الاتحاد السوفيتي. وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة انخفاضاً قدره 0.4 مليون برميل في اليوم خلال عام 2016. وكان الإنتاج قد زاد بمعدل 1.7 مليون برميل في اليوم خلال عام 2014.
مشاركة :