كنائس العراق تنفض غبار الحرب

  • 3/6/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تتوجه أنظار المسيحيين في العراق إلى بابا الفاتيكان، على أمل أن تكون بركاته وصلاته بينهم المخلّص لهم، لتشد ارتباطهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وذلك وسط نزيف الهجرة هرباً من الاعتداءات والتجاوزات، تارة على يد المتطرفين في تنظيم «داعش» الذي هجّرهم من ديارهم، وأخرى على يد المتطرفين في المجاميع المسلحة التي تستغل موطنهم لتنفيذ سياساتهم.ولأول مرة منذ قرابة عقدين، يظهر مسيحيو العراق شعاراتهم وهويتهم الدينية للعلن، وينفضون غبار الحرب عن كنائسهم المدمرة، ويزينون الطرقات بصلبانهم التي ترسخ أصالتهم وانتماءهم التاريخي للعراق، تأهباً للزيارة التاريخية الأولى للمرجع الأعلى للديانة المسيحية في العالم، بابا الفاتيكان فرنسيس.كنيسة الساعة التاريخية «حوش البيعة» في الموصل، التي لم تتوج بصليب بعد أن أزاله تنظيم داعش قبل سبع سنوات، اختارها البابا ليصلي فيها لضحايا الحرب، حيث اقتصرت التحضيرات في الموصل على الإجراءات الأمنية من إعلان حظر للتجوال يبدأ قبل زيارة البابا بيومين وينتهي يوم مغادرته العراق. أما في قرقوش، فقد توج برج كنيسة الطاهرة الكبرى بتمثال للسيدة العذراء، ضمن حملة إعادة إعمار يقودها الأب عمار التوني ياكوـ الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، من داخل كنيسة الطاهرة وخلفه الكرسي البابوي المغطى الذي أعد خصيصاً للزيارة، إن «حملة إعادة إعمار كنيسة الطاهرة بدأت منذ أكثر من شهرين، قبل أن يعلن عن زيارة البابا للعراق».وأضاف أن «قرار البابا إدراج كنيسة الطاهرة، التي يعود تاريخها لعام 1932، ضمن جدول زيارته، له أهمية تاريخية بعد معاناة طويلة للكنيسة ورعاياها على مدى عقدين من الزمان، تسببت في هجرة أكثر من نصف الرعايا لبلاد المهجر والمدن الأخرى في العراق». وأوضح أن «هذه الكنيسة تعرضت للحرق والدمار الكامل أثناء عمليات التحرير، وتعمد المخربون تحطيم معالمها. وبعد أن علمنا بزيارة البابا نعمل طوال الليل والنهار دون كلل لتكون الكنيسة بأبهى حلة في استقبال زيارة قداسته». وتابع قوله: «على أمل أن تكون زيارة الحبر الأعظم للكنيسة والمنطقة خطوة تمنح الرعايا الأمان في ديارهم، لتتوقف هذه الهجرة من أرض الآباء والأجداد».وهذا ما تتمناه حنا شعيا (82 عاماً) من زيارة البابا قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى أن يحل السلام والأمن جميع أرجاء العراق ببركات البابا وصلاته، وأن يعود كل مهجر إلى داره دون خوف أو توجس». وقال أيضاً بشار البغديدي، وهو خطاط من قرقوش يخط الكلمات على لوحة تذكارية للزيارة التاريخية، إن «زيارة البابا فيها فرحة وأمل... فرحة لكونها الأولى من نوعها، وأمل أن يحل مع زيارته السلام والأمان في العراق والمنطقة، فلا تقتصر أهمية الزيارة على المسيحيين إنما تشمل العراق ككل».ويتسابق عمال البلدية في قرقوش مع الزمن في أسرع حملة إعمار وتأهيل للقضاء الصغير شمال شرقي الموصل، يصلحون الشوارع الرئيسية ويعيدون تأهيلها، ويزينونها بلافتات ترحب بزيارة البابا، إضافة إلى حملة تنظيف شاملة، لم يسبق لها مثيل. وقال الناشط المدني فراس سطيفا (35 عاما) لـ«الشرق الأوسط» إن «قرقوش تشهد حملة إعادة إعمار وتنظيف ليس لها مثيل، ما يجعلنا أن نتوجه للبابا بطلب واحد وهو أن يزور كل بلدة وقرية في المنطقة، ليدفع المؤسسات الحكومية لتقوم بواجبها في إعادة إعمار هذه المناطق كافة». وأضاف أن «من المخجل أن تقتصر عملية التنظيف وإعادة الإعمار على المناطق التي سيزورها البابا دون باقي المناطق، وكأن واجب المؤسسات يقتصر على تجميل المناطق التي سيزورها البابا وليس تقديم الخدمة للمواطن».أما في أربيل المحطة الأخرى لزيارة البابا، فقد كانت التحضيرات مختلفة، حيث يجري تجهيز ملعب كرة القدم «فرانسو حريري الدولي» ليقام فيه قداس يحضره 10 آلاف شخص، إضافة إلى تزيين الشوارع الرئيسية بلوحات ضوئية ترحب بقدوم البابا، وتحمل ضمن طيتها آمال العراقيين بأن يحل السلام والأمن في العراق.

مشاركة :