أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن قرارًا حاسمًا بشأن قانون قديم يخول للرئيس الأمريكي سلطة الأمر بتوجيه ضربات عسكرية في الشرق الأوسط. يأتي ذلك بعد أيام من توجيهه أمر بقصف مواقع لميليشيات موالية لإيران في سوريا. وطلب بايدن بحسب صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية، مراجعة قانون سمح لرؤساء أمريكيين سابقين بإصدار قرارات بتوجيه ضربات عسكرية إلى العراق عامي 1991 (حرب تحرير الكويت) و2003 (غزو العراق)، بعد تقدم بعض أعضاء الكونجرس في وقت سابق من هذا الأسبوع بمشروع قانون لمراجعته. جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض قالت إن بايدن ملتزم بالعمل مع الكونجرس “لضمان استبدال تفويض الرئيس قرار توجيه ضربات عسكرية بإطار ضيق ومحدد لضمان حماية الأمريكيين من التهديدات الإرهابية وإنهاء الحروب الطويلة”. وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن الهدف وراء ضربات واشنطن الأخيرة على سوريا بتوجيه من الرئاسة إيصال رسالة سرية لإيران. وقالت الصحيفة- في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني الجمعة- إنه بعد مداولات ومناقشات استمرت 10 أيام، أمر بايدن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بشن غارات جوية على هدفين داخل سوريا في 26 فبراير. وتابع التقرير: أن أحد مساعدي الرئيس الأمريكي أرسل تحذيرا عاجلا، في اللحظات الأخيرة، وتحديدا قبل 30 دقيقة من لحظة الصفر (التوقيت المحدد المقرر لسقوط القنابل)، إذ أفادت مصادر الاستطلاع الميداني بأن امرأة وطفلين كانوا في فناء أحد الموقعين المستهدفين بالتزامن مع تحليق طائرات “إف 15 إي” نحو الهدفين وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المعطيات دفعت بايدن للتراجع على الفور عن ضرب الهدف الثاني، لكنه أمر بمواصلة ضرب الهدف الأول كما هو مقرر. ونوهت بأن هذه العملية هي الأولى التي استخدمت فيها الولايات المتحدة القوة منذ تولي بايدن الرئاسة باعتباره القائد الأعلى. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بارزين في الإدارة الأمريكية، أن الهدف من الهجوم كان إرسال إشارة لإيران بأن فريق البيت الأبيض الجديد سيرد على الهجوم الصاروخي في 15 فبراير شمال العراق ضد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ولن يقف مكتوف الأيدي حول أي اعتداء إيراني نحوها، لكنه في الوقت نفسه لا يسعى إلى تصعيد المواجهة مع طهران. ونسبت (وول ستريت جورنال) إلى مسؤولي الإدارة الأمريكية، القول بأنه لتعزيز هذه النقطة، بعثت واشنطن رسالة سرية إلى طهران بعد الضربة الجوية الأمريكية دون ذكر أي تفاصيل حول محتواها.
مشاركة :