أي قرارات تُتخذ وإن كانت مدروسة فلا يمكن أن يتم معرفة جميع سلبياتها إلا بعد التطبيق الفعلي لفترة طويلة، وكل ما زادت مدة العمل بها زاد اكتشاف السلبيات أكثر والعمل على تفاديها مستقبلا حتى تودي الغرض منها، وتكون ضامنة لتحقيق معدلات النجاح بنسبة كبيرة، لذلك أكثر اللوائح تكتب في إحدى موادها (يتم العمل في هذه اللائحة من تاريخه) وبعد عام كمثال او حسب ما يراه المشّرع يتم إبداء الملاحظات للتعديل عليها، ويبدو أن مدير المنتخب السعودي زكي الصالح لم يدرك هذا الشيء عندما سلمه اتحاد الكرة واعادها إلى اصحاب القرار بحجة وجود نقص وتلك ليست مسؤوليته، انما دليل واضح على ضعف وهشاشة الاتحاد السعودي وغياب الشجاعة في اتخاذ القرارات، فالصالح مدير تنفيذي للمنتخب وليس جهه تشريعية ومن غير المقبول أن يرفض أو يتلكأ في تنفيذ وتطبيق اللائحة التي وصلته بحجة اكتشافه الملاحظات وضرورة اعادتها إلى المشرع. وتصرفه هذا يعتبر تجاوزا لصلاحياته وحتى وإن وجد ملاحظات يفترض أن يرفع بها لتقوم الجهة المشرعة في حال وجدت أن ملاحظاته هو وغيره في محلها، بعد ذلك تقوم بتعديل وإضافة وإلغاء ما تراه بحسب الفترة التي حددتها. نحترم ونُقدر ما يقوم به مديرو المنتخبات من مجهودات وتعاملهم مع لاعبين كل منهم يختلف فكره وتفكيره ومكانته وهدفه شعبيته عن الآخر، ولكن طبيعة العمل بالنادي الجماهيري دائما ما تكون عكس العمل بناد أقل جماهيرية، لأنه عندما يعمل بناد ذي شعبية كبيرة واعلام يتابعه كل الوقت ويرصد كل صغيرة وكبيرة فإما أن يبتعد من المرة الأولى او يستقوي عوده ويعوّد نفسه على قوة التحمل، وأهمية التعامل مع الاحداث بصبر وحكمه، وروية، عكس عندما يكون قادما من ناد أقل جماهيرية وضغوطات إعلامية فإن المقود ربما يفلت منه بسبب الضغوطات الجماهيرية والاعلامية، والدليل حادثة لاعب الوسط محمد كنو وتأخره عن الالتحاق ببعثة فريقه تعاطى معها الاعلام والجماهير لفترة محدودة بسبب أن هناك انباء تشير الى انتقاله إلى إحدى الأندية الجماهيرية، ونقارنها بتأخر نواف العابد (مثلا) ونرى مدى تداول كل الحادثتين ومآل كل حادثه عن الأخرى، وهذا مالم يضعه مسيرو المنتخب في الاعتبار الذين يظنون أن ابعاد هلالي او نصراوي او اتحاد او اهلاوي عن مشهد العمل (من دون مراعاة الأفضل والقوى والاكثر احترافية وقدرة على معالجة الصعوبات) هو أحد الحلول الناجحة للبعد عن المجاملات، وتلك نظرية خطأ لا يعمل بها الا (الخوافون) وغير الواثقين من انفسهم، لذلك هم يظنون أن في ذلك هروبا عن الضغوطات والانتقادات فيقعون بها بكل سهولة والضحية منتخبات الوطن التي لم تبرح ميادين الاخفاقات حتى الآن فتحمل المدير للعمل في أجواء مشابهه مثل المنتخبات تكون سهلة مقارنة بمدير فريق ليس ذو جماهيرية وكلنا نتذكر فهد المصيبيح قديماً وسلمان القريني حديثاً. مسلسل محاولة رمي طرف للمسؤولية على طرف آخر وافلام محاولة الهروب من وجه مدفع اللوم الجماهيري والإعلامي اسلوب لا يمارسه الا الضعفاء غير القادرين على المواجهة، ونحسب ان اتحاد الكرة بمتحدثه ومدير المنتخب وجل الأعضاء يمارسون ضعفا فاضحا من خلال حرص كل شخص على تبرئة ساحته، والانسان الفاهم والواثق من نفسه وعمله وخبرته لا يمكن له أن يقف في موقف الضعف والتناقضات التي فضحت العمل العشوائي بالاتحاد والمنتخب فصارت الكرة السعودية تدفع الثمن بسوء النتائج وترك الآخرين "يقهقهون" على ما يحدث من فوضى. نتذكر بعد حادثة الحارس عبدالله العنزي أن عدنان المعيبد أكد مراجعة لائحة المنتخب وأنها قريبا سترى النور و (هذا الكلام قبل أكثر من عامين تقريبا) والسؤال: لماذا لم تخرج اللائحة طوال هذه الفترة وتسلم لأي لاعب ينضم للمنتخب وتوزع على الإعلام والأندية؟ والمضحك أن المعيبد يلوم الإعلام ويتهمه بتضخيم خروج شايع شراحيلي وفهد فلاته وعبدالفتاح عسيري، واذا كان المتحدث يعتبره أمرا عاديا لماذا يزعج الإعلام بالحديث عن اللوائح التي لا نسمع عنها الا عبر تصريحاته المتناقضة ولا تطبق على أرض الواقع قبل أن تصل مدير المنتخب ناقصة!. اما السؤال الاكثر اهمية فهل المعيبد يصرح في معزل عن رئيس الاتحاد والاعضاء حتى (لا يجيب العيد) في تناقضاته التي اصبحت تحفل بها الصحف والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي؟ «التنفيذيون» لا يحق لهم الاعتراض.. ودفاع المتحدث دعوة للتسيب يقول إن ما حدث من ثلاثي المنتخب يحدث في جميع منتخبات العالمية والأندية، فهل يفيدنا المتحدث من هذه المنتخبات واللاعبين؟، في الدول المحترفة والمتطورة نظنها نادرة ان لم تكن معدومة، واوضاع المنتخبات السعودية في مختلف فئاتها ماهي الا تجسيد حي وواقعي لاوضاع اتحاد الكرة وفوضويته وضعفه ومن الطبيعي عندما يكون صاحب القرار ضعيفا أن يضعف من يعمل تحت ادارته، ولا ينتج تحت نور التطوير، ونظن أن تصريحات بعض الأعضاء وتضجرهم وحديثهم عن اعضاء آخرين كقولهم (لا يعملون إلا لمصالحهم) ثم البيان الكارثي للمشرف على المنتخبات سابقا الدكتور عبدالرزاق ابو داود (من دون تحقيق او حساب) اشبه بالدخان قبل اشتعال النار وتلك مسؤولية صاحب القرار الذي استمر عاجزا عن ايجاد الحلول ومعالجة الاخطاء فحفل العمل بالتناقضات والسلبيات.
مشاركة :