شهدت المتاجر في سنغافورة وضعا أهدأ من المعتاد في شهر كانون الثاني (يناير) قبل احتفالات رأس السنة الصينية الأقل صخبا، حيث أظهرت البيانات الرسمية لمبيعات التجزئة تراجعا 6.1 في المائة على أساس سنوي. وبحسب "الألمانية"، قالت وزارة الإحصاء في بيان أمس: "جاء التراجع الأكبر في كانون الثاني (يناير) 2021 جزئيا كنتيجة لارتفاع المبيعات في 2020، عندما جرى الاحتفال برأس السنة الصينية". وعلى الرغم من أن سنغافورة رفعت أغلب القيود المحلية المفروضة على الشركات والتجمعات الاجتماعية بسبب فيروس كورونا، فإن مظاهر الاحتفال المعتادة في الشوارع لم تحدث خلال عطلة العام الجاري، التي جرى الاحتفال بها في منتصف شباط (فبراير) الماضي. وجرى قصر الحفلات الأسرية الكبيرة والصاخبة في المعتاد، التي يتم خلالها تقديم الهدايا، على ثمانية زوار أو منزلين. وتراجعت مبيعات كانون الثاني (يناير) من الأغذية والمشروبات بواقع نحو 25 في المائة، بحسب الوزارة، حيث لم تقم الأسر بالتخزين المعتاد قبل العطلة. يشار إلى أن رأس السنة القمرية أو الصينية هي إحدى العطلات العامة الرئيسة في سنغافورة، حيث ينحدر نحو 70 في المائة من السكان من أصول صينية. وفي ظل غلق سنغافورة أمام كل الزوار تقريبا والسفر التجاري مقصور على حفنة من الدول، فإن القطاعات المعتمدة على السياحة مثل المتاجر متعددة الأقسام ومستحضرات التجميل شهدت تراجعا هائلا، بحسب وزارة الإحصاء، لتتراجع بواقع 30 في المائة مقارنة بكانون الثاني (يناير) 2020، "فيما تواصل تأثرها بقلة توافد الزوار". وتقلص اقتصاد سنغافورة 5.4 في المائة قياسية في 2020، على الرغم من أن الحكومة تتوقع تعافيا العام الجاري وتتوقع نموا بنحو نسبة انكماش العام الماضي نفسه. إلى ذلك، ذكر وزير النقل في سنغافورة، أونج يي كونج في بيان أمس أن بلاده تعطي أولوية لإعادة فتح آمنة لحدودها هذا العام وتحسين وضع مطار "شانجي" ليكون مركزا عالميا، عندما يتم استعادة السفر بعد الجائحة، و"إلا سنكون محرومين من مزايا عودة السفر"، طبقا لما ذكرته وكالة "بلومبيرج" للأنباء أمس. وأضاف أونج "مهمتنا هذا العام ليست كبيرة للغاية لفرض هذا الانتعاش الحاد في قطاع الطيران، لكن للتكيف مع وضع طبيعي وجديد لإعادة فتح آمنة وبناء الثقة ولاختبار مفاهيم عملية ولتعزيز الثقة بأن مطار شانجي سيظل مركزا دوليا بعد كوفيد-19". وأضاف أن الخطوط الجوية السنغافورية حيوية أيضا وستكون فقاعات السفر رئيسة لإعادة بناء صناعة الطيران والاقتصاد، فيما يؤدي التطعيم في مختلف أنحاء العالم لتقليص معدلات الإصابة بفيروس كورونا وتشجيع الدول على إجراء مثل تلك الترتيبات. وتابع "إذا خسرنا الخطوط الجوية السنغافورية أو خسرنا مطار شانجي، فإن الحياة في سنغافورة لن تكون هي نفسها أيضا". وأزمة فيروس كورونا المستجد حادة بشكل خاص لصناعة الطيران في سنغافورة، حيث تضرر السفر الدولي بشدة، وليس هناك أي سوق داخلية للطيران . وكان مطار "شانجي" قد تعامل مع 11.8 مليون راكب في 2020، بانخفاض عن نحو 60 مليون في العام السابق، وتكبدت الخطوط الجوية السنغافورية، وهي مصدر فخر كبير للدولة المدينة، خسائر قياسية، حيث قلصت آلاف الوظائف. من جهة أخرى، طلبت هيئة تنظيم سوق الطاقة في سنغافورة تقديم عروض لتعيين مستورد للكهرباء يتولى استيرادها من ماليزيا لفترة تجريبية مدتها عامان. ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن بيان نشرته الهيئة على موقعها الإلكتروني القول إن الفترة التجريبية تستهدف اختبار أطر العمل الفنية والتنظيمية لاستيراد الكهرباء. ووفقا لهذا الطلب، يستهدف الاقتراح استيراد ما يصل إلى 100 ميجاوات لبيعها في سنغافورة، عبر الكابل الممتد تحت سطح البحر بينها وبين ماليزيا.
مشاركة :