اعلنت الولايات المتحدة - المتهمة بالتقصير في مواجهة ازمة المهاجرين الناجمة عن النزاع السوري - انها ستستقبل عشرة آلاف لاجىء، وهو عدد قد لا يكون كافياً لإسكات الانتقادات. وقال جوش ارنست الناطق باسم الرئيس الاميركي ان باراك اوباما "امر بزيادة الجهود في مواجهة ازمة اللاجئين السوريين" مشيرا الى استقبال عشرة آلاف من هؤلاء حتى العام المقبل. وتفيد ارقام الحكومة الاميركية ان الولايات المتحدة استقبلت منذ بدء النزاع في سورية ربيع 2011 حوالى 1800 سوري وتحدثت وزارة الخارجية عن عدد يتراوح بين خمسة آلاف وثمانية آلاف لاجىء. وفي تناقض واضح، ستستقبل مقاطعة كيبيك الكندية وحدها 3650 لاجئا. ومنذ ايام تواجه الولايات المتحدة انتقادات من الاوساط الدبلوماسية والانسانية بسبب عدم تحرك اكبر قوة في العالم تملك تقاليد تاريخية في استقبال المهاجرين. ويشكل الخوف من وصول جهاديين متطرفين لب الجدل السياسي الاميركي. ودان الجمهوري مايكل ماكول رئيس لجنة الامن القومي في مجلس النواب بحزم القرار الرئاسي داعيا اوباما الى مشاورة الكونغرس في اسرع وقت ممكن. وقال ماكول "نعرف ان تنظيم داعش يريد استخدام طريق المهاجرين لارسال عملاء الى الغرب" واضاف "يحزننا ان نرى سوريين ابرياء يهربون من العنف في بلدهم لكن افضل طريقة لتسوية هذه الازمة تكمن في مصدرها" وطالب ب"استراتيجية حقيقية" لدحر تنظيم داعش وضمان رحيل الرئيس السوري بشار الاسد. من جهته أكد البيت الابيض ان امن الاراضي الاميركية هو "اولويته الاولى". وقال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جيمس كومي "علينا ان نكون متأكدين من اننا نعرف من يأتي الى هنا لان هناك مجازفة". واكد جوش ارنست "يمكنني ان اطمئنكم ان اللاجئين يمرون بعملية امنية تتسم باكبر قدر من الصرامة"، مشيرا الى عمليات التدقيق التي يقوم بها المركز الوطني لمكافحة الارهاب ومكتب التحقيقات الفدرالي والمقابلات الفردية التي يخضعون لها. ورحبت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين بعرض واشنطن استقبال اللاجئين لكنها قالت ان هذا لا يتناسب مع حجم النزوح الجماعي للفارين من الحرب والاضطهاد. وقال وليام سبيندلر المتحدث باسم المفوضية في افادة في جنيف "بالقطع الولايات المتحدة يمكنها ويجب ان تفعل المزيد لكنها خطوة في الاتجاه الصحيح". خلافات أوروبية ذكر مسؤولو الهجرة السويدية أن نحو 300 من طالبي اللجوء والمهاجرين وصلوا أمس الجمعة إلى السويد على متن عبارتين من ألمانيا. وقالت متحدثة باسم هيئة الهجرة السويدية لوكالة الانباء الالمانية إن نحو 250 شخصا وصلوا إلى ميناء "تريليبورج" بجنوب البلاد ووصل نحو 60 شخصا إلى مدينة "جوتنبورج" حيث "كان في استقبالهم أصدقاؤهم وأفراد عائلاتهم". وكانت العبارتان قد أبحرتا من مدينتي كيل وروستوك بشمال ألمانيا. وقال بعض الوافدين إنهم يريدون العبور إلى النرويج أو فنلندا المجاورتين حيث لديهم أسر وأصدقاء هناك. وكان مئات الاشخاص ومعظمهم من سورية قد وصلوا مؤخرا على متن عبارات من ألمانيا. ومازالت مدينة مالمو بجنوب البلاد تمثل نقطة العبور الرئيسية للسويد بسبب طرقها البرية وخطوط السكك الحديدية بها التي تقود إلى مدينة كوبنهاغن الدنماركية. من جهتها قالت المجر إنها تتوقع الانتهاء من بناء سياج على حدودها مع صربيا للمساعدة في وقف تدفق المهاجرين. وسمحت الدانمارك للاجئين بالتحرك بحرية من خلال أراضيها ليصلوا الى السويد بعد يوم من إغلاق طريق سريع مع المانيا في محاولة لوقف تدفقهم. وقال نائب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إن أعداد اللاجئين التي حطمت الأرقام القياسية يمكن أن تساعد في خفض النقص المزمن في العمالة وأن تعطي دفعة لأكبر اقتصاد في أوروبا. ويقول منتقدو برلين خاصة في شرق أوروبا الشيوعي السابق إن هذه الرسالة لن تؤدي الا لتشجيع المزيد من الناس على القدوم. أزمة في اليونان والمجر يبدو المنظر في اليونان مأساوياً والمهاجرون من الأطفال والمسنين يخوضون في الحقول الموحلة باتجاه صفوف من رجال الشرطة المقدونية الذين أصدروا أوامر بلغة إنجليزية ركيكة في محاولة لحفظ النظام. وقال أيمن سيد علي وهو مهندس من مدينة حلب السورية "أنا مريض. قضيت أربع ساعات تحت المطر" وقال رجل من دمشق ذكر أنه فقد ملابسه في القارب الذي أقله الى اليونان "نحن بشر ولسنا حيوانات" وأضاف "انظر. لا ملابس. لا سترة. لا طعام. نحن نعاني. سنموت هنا اذا انتظرنا في المطر لساعة أخرى" وتكررت مشاهد مماثلة من التكدس والإحباط عند معابر حدودية في أجزاء مختلفة من أوروبا. وقالت الشرطة اليونانية إن ما يصل الى أربعة آلاف شخص ينتظرون لعبور حدود مقدونيا. وقالت الشرطة إن نحو ثلاثة آلاف معظمهم من سورية يصلون يوميا الى جزيرة ليسبوس التي يتجهون منها الى البر الرئيسي اليوناني. والعبور من اليونان الى مقدونيا هو التحدي الأول بين الكثير من التحديات التي تواجه المهاجرين في أوروبا الذين يقابلون بالترحاب حينا والعداء في أحيان أخرى. وقال مدير مكتب رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان إن بودابست تعتزم وضع "قواعد مختلفة للعبة" اعتبارا من الأسبوع القادم وستفرض عقوبات على دخول البلاد بطرق غير مشروعة وتسرع إجراءات اللجوء ويحتمل أن ترد الوافدين من على الحدود. وقالت المجر إنه تم تسجيل 3331 شخصا بعد دخولهم من صربيا وهو العدد الأكبر الذي يدخل في يوم واحد حتى الآن. وقالت شرطة النمسا إنها تتوقع أن يدخل ثمانية آلاف شخص الى البلاد من المجر. ترحيب ألماني أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس الجمعة أن أكثر من نصف الألمان لا يشعرون بأنهم مهددون بسبب التدفق الذي لم يسبق له مثيل للاجئين على البلاد في حين أظهر استطلاع آخر أن أغلب الألمان غير راضين عن طريقة تعامل بلادهم مع الأزمة. وتكافح ألمانيا لاستيعاب عدد قياسي من اللاجئين الذين تتوقع برلين أن يرتفع عددهم هذا العام إلى أربعة أمثاله ليصل إلى حوالي 800 ألف شخص. وفي استطلاع أجرته مؤسسة إنفراتست لاستطلاعات الرأي لصالح محطة (إيه.آر.دي) التلفزيونية العامة قال 61 بالمئة إنهم لا يشعرون بالقلق من زيادة عدد اللاجئين بينما عبر 38 بالمئة عن القلق بشأن هذا. وقال أربعة من بين كل خمسة إن حياتهم اليومية لم تتغير على الإطلاق بسبب المهاجرين وقال اثنان بالمئة فقط إن حياتهم تأثرت بوضوح بتزايد عدد المهاجرين. وأظهر استطلاع مشابه أجرته وكالة إيلاب لاستطلاعات الرأي أن الرأي العام الفرنسي تحول بشكل مثير إلى دعم بالأغلبية لاستيعاب مزيد من المهاجرين من مناطق الحروب مثل سورية. وأظهر استطلاع آخر أجرته مؤسسة إمنيد لصالح تلفزيون "إن 24" الخاص أن أغلبية الألمان غير راضين عن معالجة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأزمة اللاجئين. وقال حوالي اثنين من كل ثلاثة شاركوا في الاستطلاع إن الحكومة الألمانية تؤدي عملا "سيئا إلى حد ما" أو "سيئا للغاية". وقال نحو 36 بالمئة إن الحكومة لا تفعل ما يكفي لمساعدة اللاجئين بينما قال 27 بالمئة إن برلين تفعل أكثر مما يكفي.
مشاركة :