رأى مراقبون أن التصعيد الأخير قد يكون ردا من الكرملين على العقوبات الأوكرانية التي فرضها الرئيس فولوديمير زيلينسكي ضد نائب نافذ موال لروسيا وحليف مقرب لفلاديمير بوتين الشهر الماضي. وقال اولكسندر ليتفينينكو مدير المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية في كييف لوكالة فرانس برس: "إن روسيا تمارس ضغوطا على كييف بما في ذلك تهديد بتوسيع نطاق العدوان". وتتهم كييف والعواصم الغربية روسيا بدعم الانفصاليين من خلال تزويدهم بالقوات والأسلحة والتمويل، رغم نفي موسكو. وحملت كييف موسكو وقادة انفصاليين مسؤولية اندلاع الاشتباكات الأخيرة واتهمتهم باستخدام معدات عسكرية محظورة. ويحظ اتفاق مينسك الثاني الموقع في شباط/فبراير 2015 لتسوية النزاع، الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات وقذائف الهاون ذات العيار الكبير.الغرب يتهم روسيا بعرقلة التوصل إلى حل في شرق أوكرانياأوكرانيا تحظر ثلاث محطات تلفزيونية موالية لروسيا بهدف محاربة نفوذ الكرملين في البلاد وأكدت منظمات للعمل الإنساني التي تقدم مساعدات لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك اللتين مزقتهما الحرب، أن الوضع في منطقة النزاع تدهور. وقالت فلورنس جيليت رئيسة بعثة الصليب الأحمر في أوكرانيا لوكالة فرانس برس في شباط/فبراير: "اضطررنا لتأجيل بعض رحلاتنا بسبب القصف الليلي"، موضحة أنها المرة الأولى منذ أشهر التي يحدث فيها ذلك. قال الكرملين الخميس إنه "قلق للغاية بشأن التوترالمتزايد" على الجبهة وحذر من "حرب شاملة". وصرح المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: "نشهد مزيدا من القصف من الجانب الاوكراني". ودعا بيسكوف "كل من يستطيع" إلى استخدام نفوذه لتجنب تجدد الحرب الشاملة.اتهام أوروبي من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الثلاثاء أثناء زيارته خط المواجهة في أوكرانيا إن روسيا طرف في هذا النزاع وليست وسيطا، متهما موسكو بأنها لم ترد بالمثل على "خطوات أوكرانيا الإيجابية" لإنهاء الحرب. وبدأت الحرب بعد فترة وجيزة على فرار الرئيس الأوكراني الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش إلى روسيا في 2014، وتولي المؤيدين للغرب السلطة في كييف. وقد أودت بحياة أكثر من 13 ألف شخص منذ اندلاعها، وفي أعقاب هذا التغيير في النظام، ضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وفرضت أوكرانيا الشهر الماضي عقوبات على فكتور ميدفيدشوك (66 عاما)، الحليف المقرب لبوتين واتهمته بـ"تمويل الإرهاب" بسبب أعماله في روسيا. وقال السفير الأميركي السابق في أوكرانيا ستيفن بيفر المحلل في معهد بروكينغز، إنه قد تكون هذه الخطوة سرّعت في تصعيد أعمال العنف الأخيرة. وقال بايفر لوكالة فرانس برس: "يبدو الان ان الكرملين يصعّد الوضع. قد يكون هذا بسبب استياء موسكو من العقوبات المفروضة على ميدفيدشوك". لكن بايفر قلل من أهمية التحذيرات من أن الجانبين قد يستأنفان حربا شاملة، وقال: "ما الذي ستكسبه موسكو؟ قد تتمكن من الاستيلاء على مزيد من الأراضي الأوكرانية لكن ذلك مع خطر سقوط ضحايا روس وعقوبات غربية أشد". من جهته، قال اولكسندر ليتفينينكو مدير المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية في كييف لوكالة فرانس برس إن موسكو تحاول "الضغط على كييف لترهيبها".
مشاركة :