الانتخابات التشريعية المبكرة تنطلق في سنغافورة وسط تراجع شعبية الحكومة

  • 9/12/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها أمس في سنغافورة للانتخابات التشريعية المبكرة التي تنظم ببادرة من رئيس الوزراء حسين لونغ، الذي يسعى إلى ولاية جديدة، وسط قلق الناخبين من مشاكل مرتبطة بالهجرة وبطء الاقتصاد. ويأمل مرشحو المعارضة، الذين يشاركون في كافة الدوائر للمرة الأولى، في كسب ما يكفي من الأصوات في البرلمان لإرساء نظام ثنائي القطب، وذلك بعد أكثر من نصف قرن من هيمنة حزب العمل الشعبي الحاكم، بلا منازع على السلطة. غير أنه من المتوقع أن ينال الحزب الحاكم أغلبية واسعة في البرلمان، المكون من 89 مقعدا معتمدا على رصيده. لكن في الوقت نفسه يمكن أن تسجل المعارضة نقاطا بمناسبة هذا الاقتراع في مواجهة حزب العمل الشعبي، الذي يرتبط اسمه بشكل وثيق بالتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لهذه الدولة. ودعي نحو 2.46 مليون ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم، بينما قالت الهيئة الانتخابية إن 1.15 مليون من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم حتى ظهر أمس. ويهيمن حزب العمل الشعبي على البرلمان منذ استقلال الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 5.4 مليون نسمة، في سنة 1959. ويشغل هذا الحزب ثمانين مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته، بينما يشغل أكبر أحزاب المعارضة، حزب العمال، المقاعد السبعة الأخرى، وهو عدد قياسي لمعارضة تواجه حملة ترهيب وسجن عدد من ممثليها، أو حرموا من الوسائل المالية بسبب قضايا تشهير. ونظمت هذه الانتخابات المبكرة في زمن قياسي بعد حل البرلمان في نهاية أغسطس (آب) الماضي، قبل 16 شهرا من انتهاء المهلة، وذلك بطلب من رئيس الوزراء حسين لونغ، الذي يأمل في ولاية جديدة، بينما يشعر الناخبون بالقلق من استمرار تدفق العمال الأجانب، بينما تشهد البلاد تراجعا في نسبة الولادات، وارتفاع أسعار العقارات، وبطء الاقتصاد. وحسب مراقبين، فإنه يفترض أن يسمح تراجع شعبية الحكومة في الأشهر الأخيرة لحزب العمال بتعزيز تمثيله في البرلمان، وخلال الاقتراع السابق الذي جرى في 2011، سجل حزب رئيس الوزراء أسوأ نتائج في تاريخه بحصوله على ستين في المائة من الأصوات، مع أنها سمحت له بالاحتفاظ بكل مقاعد البرلمان تقريبا بفضل نظام الأغلبية. ويفسر التمثيل الضعيف للمعارضة خصوصا بالمساعدات المالية الضئيلة التي تستفيد منها، وتنظيم فاعليات محدودة في دولة تهيمن عليها السلطات إلى حد كبير. وهذه الانتخابات التشريعية هي أول اقتراع في عهد ما بعد لي كوان يو، الذي تولى رئاسة حكومة سنغافورة عند استقلال هذه المستعمرة البريطانية السابقة في 1959. وقد شهدت سنغافورة في عهده طوال ثلاثة عقود تطورا اقتصاديا مهما لتصبح أحد «النمور الآسيوية»، وتحول الأرخبيل الذي يسكنه نحو خمسة ملايين نسمة مركزا إقليميا ماليا وسياحيا، يتميز بالتكنولوجيا المتطورة وخصوصا في مجال الصحة. وأظهرت عملية فرز عينات من بطاقات تصويت المراكز الانتخابية عقب إجراء الانتخابات البرلمانية في سنغافورة أمس تقدما كبيرا لحزب العمل الشعبي الحاكم على كافة منافسيه وفي كافة الدوائر الانتخابية التي أعلنت نتائج فرز عيناتها، والبالغ عددها 21 دائرة فيما عدا دائرتين فقط كانت النتائج فيهما متقاربة للغاية بين الحزب الحاكم وحزب العمال، حسبما ذكرت إدارة الانتخابات.

مشاركة :