سجل العجز التجاري في الولايات المتحدة ارتفاعا في (يناير) مع قفزة قياسية في واردات السلع، وسط تعاف في إنفاق المستهلكين، وهو ما عوض أثر تعاف متواصل في الصادرات.وقالت وزارة التجارة الأمريكية أمس، "إن العجز التجاري زاد 1.9 في المائة إلى 68.2 مليار دولار في(يناير)"، وفقا لـ"رويترز".وارتفعت واردات السلع 1.6 في المائة إلى 221.1 مليار دولار، وهي الأعلى على الإطلاق، وزاد إنفاق المستهلكين بأكبر قدر في سبعة أشهر في (يناير) بدعم من مدفوعات حكومية للأسر منخفضة الدخل في إطار حزمة للتخفيف من أثر جائحة كورونا بقيمة 900 مليار دولار تقريبا.وسجلت صادرات السلع زيادة 1.6 في المائة إلى 135.7 مليار دولار. أسهمت التجارة في تقلص نمو الناتج الإجمالي المحلي لفصلين متتاليين.من جهة أخرى، أعلنت وزارة العمل الأمريكية أمس، أن عدد الوظائف التي أحدثت في الولايات المتحدة سجل ارتفاعا كبيرا في (فبراير) معظمها في المقاهي والمطاعم بسبب تخفيف القيود المفروضة لمكافحة وباء كوفيد - 19 وقبل طفرة اقتصادية صغيرة متوقعة في الربيع.وقالت الوزارة "إنه تم إحداث 379 ألف وظيفة في (فبراير)"، أي ثلاثة أضعاف ما كان عليه في (يناير) الذي تم تعديل أرقامه بشكل كبير لتصل إلى 166 ألفا بدلا من 49 ألفا تم الإعلان عنها من قبل. والرقم أكبر أيضا من مائتي ألف كان يتوقعها المحللون.من جهة أخرى، انخفض معدل البطالة بشكل طفيف إلى 6.2 في المائة، بدلا من 6.3 في المائة، في (يناير).وتم توفير هذه الوظائف بشكل خاص في قطاعات المقاهي والمطاعم، لكن أيضا في أنشطة أخرى مرتقبة بالترفيه والسكن، وكذلك في أجهزة صحة ومبيعات بالمفرق والصناعات، وفي المقابل، فإن الوظائف المرتبطة بالتعليم والبناء والنشاط المنجمي تراجعت.وهذه الأرقام الجيدة تشير إلى أنه تم تجاوز الأسوأ في هذه الأزمة، وأن رؤساء الشركات الذين تنتعش أنشطتهم، باتوا الآن يتطلعون إلى الطفرة الاقتصادية المحدودة المرتقبة في الربيع.ويرتقب أن تمهد حملة التلقيح الواسعة النطاق والمساعدات العامة الضخمة التي وصلت للأمريكيين، الطريق أمام استهلاك كبير.لكن لا يزال يتعين توفير مزيد من فرص العمل للعودة إلى مستوى ما قبل الوباء، لأن الأزمة قضت على 22 مليون وظيفة، تم إعادة إنشاء نصفها فقط.وفي المقابل، لم يتراجع معدل البطالة إلا بشكل طفيف جدا ليصل الى 6.2 في المائة، بعد بلوغ 6.3 في المائة، في (يناير).وبينما كان ينتظر أن يبقى الوضع كما هو في يناير إلا أن بداية الانتعاش هذه لم يستفد منها كل الشعب، لأن العمال ذوي البشرة السوداء هم الوحيدون الذين شهدوا زيادة في معدل البطالة لديهم، من 9.2 في المائة إلى 9.9 في المائة.وتمت مراجعة الأرقام أيضا لشهر (ديسمبر) الذي شهد إلغاء وظائف للمرة الأولى منذ (أبريل) 2020. وإلغاء الوظائف كان أكبر مما كان متوقعا ليصل إلى 306 آلاف بدلا من 227 ألفا.
مشاركة :