واشنطن – فيما يحاول العلماء صب تركيزهم على "كوفد طويل الأمد"، برزت حديثا ادلة على المرض الذي يسببه فيروس كورونا يمكن لا فقط ان يستمر لاشهر بل بوسعه البقاء للأبد عند صنف محدد من المرضى. وسجل خبراء أميركيون احتمال إصابة مريض سرطان الدم "بشكل دائم" بعدوى الفيروس التاجي المستجد. وحلل خبراء جامعة جنوب كاليفورنيا ما تسميه وسائل الإعلام إصابة "دائمة" أو " أبدية" بعدوى الفيروس التاجي المستجد. واكتشف الباحثون في أجسام ثلاثة مرضى مصابين بسرطان الدم "تكاثر فيروس كورونا المستجد على مدى 162 يوما بعد أول اختبار إيجابي أكد إصابتهم بعدوى هذا الفيروس. ويعتقد الأطباء أن "كوفيد-19" لدى المرضى ضعيفي المناعة، يمكن أن يؤدي إلى تراكم الطفرات عندهم وحتى ظهور سلالات جديدة للفيروس، بما فيها المقاومة للأجسام المضادة. من جهته قال الدكتور ألكسندر سيرياكوف أخصائي علم الأورام في حديث لراديو "سبوتنيك" أن الأشخاص المصابين بالسرطان ضعفاء أمام أي عدوى مرضية. ويضيف "يعاني مرضى السرطان من ضعف المناعة. وتنخفض مقاومتهم للفيروسات والفطريات والبكتيريا. وعند وجود هذا الفيروس في أجسامهم يتكاثر دون مقاومة، ويمكنه البقاء فيها فترة طويلة جدا، ومنظومة المناعة لا تتعرف عليه، لذلك لا تقضي عليه". "يتضمن علاج مرضى سرطان الدم، العلاج الكيميائي والعلاج المصاحب، الذي يهدف إلى تصحيح المضاعفات المناعية والمعدية. لذلك يتضمن العلاج استخدام أدوية مضادة للفيروسات، والفطريات والبكتيريا. ويعتمد القضاء على الفيروس التاجي، على نجاح العلاج المضاد للبكتيريا وعلاج السرطان، أم سيبقى في دمه فترة طويلة مسببا ظهور أعراض كوفيد-19 دائما." ويشير الأخصائي الروسي إلى أنه لا يمكن إعطاء جواب قاطع حاليا على مسألة إمكانية تحول الإصابة بالفيروس التاجي المستجد إلى "أبدية". ويقول " لا يمكننا القول مدى الحياة أم لا. نحن نتواصل للسنة الثانية مع كوفيد-19، ولكن ليس لدينا نتائج لمتابعة طويلة لحالة المرضى. وعلى منظومة المناعة التعرف على الصديق والعدو وتدمير العدو" مؤكدا "لا أحد يعلم كيف تعمل منظومة المناعة لدى هؤلاء المرضى، فإذا تغلبنا على سرطان الدم الذي يعانون منه، سيشفون، ويدمرون بالجملة الفيروسات والبكتيريا، التي رافقتهم خلال علاجهم من سرطان الدم". وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت مؤخرا ان "كوفيد طويل الأمد" الذي يؤثر بشكل غامض على عدد كبير من مرضى كورونا يجب أن يمنح "أهمية قصوى" من جميع السلطات الصحية في كل أنحاء العالم. وفيما بدأت بعض الدراسات إلقاء الضوء على المرض، لا تزال المعلومات شحيحة حول سبب استمرار معاناة بعض الأشخا، بعد اجتيازهم المرحلة الحادّة من كوفيد-19، من أعراض عدّة بينها الإرهاق وضبابية الدماغ ومشاكل قلبية وعصبية. وتشير الدراسات إلى أنّ حالة واحدة من كل 10 قد تعاني من أعراض طويلة الأمد بعد شهر من الإصابة، ما يعني أنّ الملايين معرّضون للمعاناة من مرض مستمرّ.
مشاركة :