حث إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم، على اغتنام فضائل أيام العشر من ذي الحجة، كونها أعظم الأيام عند الله جل وعلا. وقال في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي: إن فضيلة عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها، من الصلاة وصيام التطوع والصدقة والحج، فلا يتأتى ذلك في غيرها، وكل عمل صالح فيها أحب إلى الله من نفس العمل إذا وقع في غيرها، لقوله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب فيها من هذه أيام العشر، قالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع بشيء» رواه البخاري. وأضاف «أن العمل في أيام العشر أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء منها، إذ كان السلف رحمهم الله يجتهدون في الأعمال الصالحة فيها». وذكر أن مما يستحب في العشر صيام التسعة الأولى منها، فقد قال النووي رحمه الله (إنه يستحب استحبابا شديدا)، وكذلك الصدقة إذ هي عمل صالح بها تفرج قلوب وتزول أحزان، وخير ما تكون في وقت الحاجة، وشحيح الزمان. وأكد عظم الحاجة إلى التوبة، وقال: ما أجمل التوبة في أحب الأيام إلى الله، ومن صدق في توبته علا في الدرجات وبدل الله سيئاته حسنات. وبين أن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، به تحط الذنوب والخطايا، مشيرا إلى أن للحج حكما عظيمة، وغايات جميلة، ومقاصد نبيلة في الدين والدنيا والمعاش والمعاد، وأول تلك الحكم تحقيق التوحيد، وأوضح أن الحج فيه تذكير بالرحيل عن الدنيا هذه فزمنه آخر أيام العام.
مشاركة :