في ظل الانقسامات التى يشهدها مجلس النواب الليبي، وعمليات الاختيار الصعبة التى تواجه رئيس الحكومة الانتقالية في التشكيلة الوزارية فإن هناك بارقة أمل، تشير إلى وجود انفراجة في أزمة منح الثقة لحكومة الدبيبة، في ظل دفع البعثة الأممية بالعملية السياسية للأمام.ووفقا لمصادر ليبية مطلعة، فإن جلسة مجلس النواب ستنعقد في سرت خلال الأسبوع المقبل، وهو ما أكده أيضا عضو مجلس النواب عيسى العريبى، الذى أشار إلى أن أكثر من ١٢٠ نائبًا جاهزون لحضور جلسة البرلمان لتنصيب الحكومة الجديدة، بسرت، في الثامن من الشهر الجاري.ولفت إلى أن النواب مستعدون لحضور الجلسة بحسب الدعوة الموجهة من رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، لمناقشة منح الثقة للحكومة الانتقالية بالشكل القانوني.وفى محاولة من البعثة الأممية لإحراز تقدم بهذا المسار أجرى المبعوث الأممى يان كوبيش، محادثات هاتفية منفصلة مع رئيس الوزراء المكلف عبد الحميد الدبيبة، ومع رئيس مجلس النواب المعترف به دوليا عقيلة صالح، شدد خلالها على أهمية المضى قدمًا في عقد جلسة رسمية للنواب في ٨ الربيع مارس لمناقشة التصويت على منح الثقة للحكومة.في حين واصل كوبيش جهوده المستمرة لحشد الداعمين الإقليمى والدولى لعملية الحوار التى يضطلع بها الليبيون ويمتلكون زمامها في مساراتها الثلاثة الأمنية والعسكرية، والسياسية، والمالية والاقتصادية بغية الإسراع في وتيرة تنفيذ خارطة الطريق.ويرى الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن اتفاق النواب على عقد جلسة منح الثقة للحكومة في سرت، سيقطع الطريق على محاولات العرقلة التى تقودها تركيا، مشيرا إلى أن أسلوب الدبيبة في العمل منذ تكليفه بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية، يشير إلى امتلاكه فكرا متطورا، وبالتالى امتلاكه القدرة على إحداث التغيير المطلوب في الأجواء السياسية بالبلاد.وشدد بدر الدين على ضرورة أن يقف المجتمع الدولى أمام الأطماع التركية، ولا يسمح بمنحها أى فرصة لاستخدام نفوذها في ليبيا، من أجل تحريك المشهد نحو نقطة الصفر مرة أخرى.
مشاركة :