أكد سفير المملكة المتحدة لدى البحرين رودي دراموند أن شحنات من لقاح «أسترازنيكا» المطور بريطانيًا سوف تصل الى البحرين ابتداءً من هذا الشهر، لافتًا الى أن لقاح أسترازنيكا مشروع عالمي لا يستهدف تحقيق الربحية، بل يستهدف الوصول الى مختلف دول العالم بالتساوي، لا سيما الفقيرة منها. وقال السفير البريطاني في مقابلة مع «الأيام» إن البحرين قد انتهجت نهجًا جيدًا عندما طرحت عدة أنواع من اللقاحات من اجل تغطية جميع الاحتياجات السكانية، مشددًا على أن جميع شحنات اللقاح تخضع للفحص من قبل الشركة قبل شحنها، كذلك من قبل السلطات البحرينية بعد وصولها.وكشف السفير دراموند أن نصف الجالية البريطانية في المملكة قد خضعت للتطعيم، مشيدًا بتوجه حكومة البحرين الى المساواة بالحصول على اللقاحات ما بين المواطنين والمقيمين.على صعيد آخر، أكد السفير البريطاني أن محادثات ومشاورات تجري بين دول خليجية والشركاء الأوروبيين بشأن إشراك دول الخليج طرفًا في المحادثات حول إيران، مشددًا على أن بلاده تدعم هذا الاتجاه... وفيما يلي نص المقابلة:] طرحت مملكة البحرين لقاح كوفيدشيلد - أسترازنيكا المطور بريطانيًا، وذلك بعد استلام الشحنة الأولى منه من جمهورية الهند، ليكون بذلك ثالث لقاح تطرحه البحرين، واستلمت الشحنة الأولى في 28 يناير 2021، كيف ترون هذا الاتجاه بتنويع اللقاحات المتوافرة أمام الجمهور؟- لا شك أن البحرين تتمتع بنظام صحي جيد لا سيما فيما يتعلق بالحصول على التطعيمات، وتحقق تقدمًا سريعًا في حصول أعداد كبيرة من الناس على اللقاح، وهذا أمر مهم. وجميع الدول تحتاج إلى العمل على إقناع الناس بالحصول على اللقاح، وإقناعهم بأن أخذ اللقاحات هو الخيار الصحيح لجعل الغالبية تحصل عليه، وعلينا جميعًا العمل على تحقيق وتسهيل ذلك على مستوى العالم؛ لأن هذه الازمة عالمية. لذلك كنا حريصين جدًا على إنجاز مشروع هذا اللقاح، واللقاحات الأخرى، والتأكد من توزيعها بالتساوي في جميع دول العالم. لقد عملنا من خلال حملة «كوفاكس» على توزيعها على الجميع، ومن المشجع حقيقة أن هذه الحملة قد بدأت هذا الأسبوع في توفير لقاحات كوفيد-19 في الدول النامية والفقيرة. وقد وضعت المملكة المتحدة مبلغ 548 مليون جنيه في حملة كوفاكس من أجل الدول الفقيرة في العالم، من أصل 1.50 مليار جنيه وُضعت من أجل لقاحات كوفيد-19 في مختلف أنحاء العالم. بالطبع من العظيم أن نرى هذا التقدم كذلك. أما بالنسبة للبحرين، فمن المشجع جدًا أن نرى البحرين وقد اتجهت مثل المملكة المتحدة لعدة لقاحات، من أجل أن تتمكن من تغطية العدد الأكبر من السكان خلال الأشهر القليلة القادمة. ] ماذا عن توفير إمدادات لقاح «أسترازنيكا»؟- كما هو معروف، من الصعب جدًا إنتاج وتوزيع وتسليم اللقاحات على مستوى العالم بالكميات المطلوبة. فالبحرين بدأت بلقاح «سينوفارم» ثم لقاح «فايزر»، ثم اعتمدت لقاح أسترازنيكا أكسفورد، وقد وصلت الدفعة الأولى منه قبل شهر تقريبًا، وقد كانت تبرعًا من الحكومة الهندية (هيئة الدواء الهندية) التي تنتج هذا اللقاح بموجب ترخيص. اما الإنتاج العادي لهذا اللقاح، والذي يأتي مع الشريك الروسي في هذه المنطقة، فسوف يصل هذا الشهر. لذلك سيكون هناك المزيد من لقاح «أسترازنيكا» متوفرًا خلال شهر مارس والشهور التالية. بتقديري أن هذا سوف يكون جزءًا مهمًا من برنامج البحرين للقاح، لا سيما أن لقاح «أسترازنيكا» قد استفاد كثيرًا من أبحاث جامعة أكسفورد، ومن الدعم الحكومي الكبير من الحكومة البريطانية لهذا المشروع، لكن «أسترازنيكا» قررت أن تعمل على إنتاج اللقاح دون أن تسعى إلى أي ربحية، لذلك فهي الشركة الكبيرة الوحيدة التي تنتج لقاحًا لكوفيد-19 في أثناء انتشار الجائحة ليس بهدف الربح، وهذا أمر رائع بالفعل.ونحن نتوقع أن يتم إنتاج وتوزيع ونشر اللقاح حول العالم بأعلى مستوى، لذا أعتقد أنه سيكون الأكثر انتشارًا حول العالم. وأنا سعيد جدًا أنه يأتي هنا إلى البحرين، وقد حصلت على الدفعة الأولى، والدفعات التالية قادمة قريبًا من «أسترازنيكا».] لكن ماذا عن تغطية كلفة إنتاج اللقاحات، إذا كنا نتحدث عن لقاح سوف يغطي العديد من الدول النامية والفقيرة؟- لقد اتخذوا القرار بأن عليهم هندسة هذا الأمر من البداية، بطريقة تجعل تكلفته قليلة، ويكون قابلاً للتسليم، ولا يحتاج إلى التبريد الشديد مثل بعض اللقاحات الأخرى، ما يجعله أسهل في التوصيل إلى البلاد البعيدة، أو المجتمعات البعيدة. حتى في المملكة المتحدة، يصبح من السهل توصيل هذا العقار إلى المناطق الزراعية البعيدة، حيث يكون الأمر أصعب من توصيله في المدن الكبيرة التي يتم التوزيع فيها عن طريق المستشفيات مثلاً. لذلك فقد قرروا هندسة اللقاح بحيث يكون قليل التكلفة، وسهل التوصيل. وكان التسليم بتكلفة أقل لأنه اعتمد خطوط التوصيل العادية. كما يتم فحص اللقاح بواسطة الشركة، ثم بواسطة السلطات الصحية هنا في البحرين، وهذا مهم جدا؛ لأنه لا بد أن يثق الجميع في سلامة اللقاح وفعاليته، ولا يوجد تنازل عن هذه المعايير، فهو يغطي تكلفته، وهذا لقاح للعالم ليساعدنا على العودة إلى الحياة الطبيعية. وقد اتخذوا القرار بأن هذا هو الطريق الصحيح، ونحن نقدر فعلاً هذه الطريقة التي اختارتها الشركة المنتجة.] هل هناك دول بعينها يستهدفها إيصال اللقاح لها، لا سيما التي تعاني من وضع وبائي مقلق وتعداد سكاني كبير؟هذه هي مهمة مرفق كوفاكس. لقد بذلك المملكة المتحدة الجهود مع الدول الكبرى الأخرى « جي - 7» من أجل التأكد من توزيع اللقاح بالتساوي في كل مكان. الدول الـ92 الأفقر أو الأقل دخلاً ستحصل على اللقاح، وهذا ما وضعنا من أجله 548 مليون جنيه، لنضمن وصول اللقاح إلى الدول الفقيرة في العالم. بالطبع، هناك جزء آخر من مرفق كوفاكس وهو التمويل الذاتي، ومملكة البحرين جزء منه، والتي تعمل على تمكين الدول من شراء اللقاح عبر مرفق كوفاكس بكميات تتناسب مع عدد السكان، لتحقيق المساواة. وهو يشبه الترتيبات التي قامت بها الدول الغنية مع الشركات المختلفة، بما فيها أسترازنيكا، ولكل شركة ترتيبات خاصة.] ماذا عن الجالية البريطانية المقيمة في البحرين؟ هل توجّهتم إليهم لنصحهم بأهمية أخذ اللقاح عبر سفارتكم؟- هذه نقطة جيدة. من الجوانب القوية التي نراها في برنامج التصدي لكوفيد-19 في البحرين أنه ينص بصراحة على المساواة بين المواطنين والمقيمين، سواء بالعلاج أو بأخذ اللقاح، ولأن هناك حاجة ماسة لتطعيم السكان، وهذا ما أكدت عليه حكومة، ونحن أيضًا أكدنا عليه في رسائلنا الى الجالية البريطانية، وذلك في بدايات يناير. وقد حصلت بالفعل -وفق معلوماتي- نصف الجالية البريطانية هنا على اللقاح، وهناك آخرون قد سجلوا للحصول على اللقاح عندما يتوافر، والأرقام جيدة جدًا.أعتقد أن الناس قد أدركت أن هذا هو القرار الصحيح، على المستوى الفردي ولأصدقائهم وعائلاتهم، وللمجتمع عمومًا. أعتقد أن التقدم كان كبيرًا.] اليوم، ما هو الوضع العام في المملكة المتحدة، لا سيما بعد تأكيدات منظمة الصحة العالمية قبل أيام عن عودة تفشي الوباء في أوروبا؟- لقد تعرضنا لشتاء صعب في المملكة المتحدة، وشهدنا ارتفاعًا كبيرًا في عدد حالات الإصابة والوفيات. ولكن من الملاحظ أن الأرقام في الشهر الأخير قد سجلت انخفاضًا كبيرًا في الإصابات والوفيات، وهي مستمرة في الانخفاض بشدة. ونحن نرى مؤشرات مشجعة تؤكد أن هذا الانخفاض ليس بسب إجراءات التباعد الاجتماعي المتبعة فقط، بل نرى تأثيرًا لبرنامج اللقاح المتبع. فهناك أكثر من 20 مليون حصلوا على الأقل على جرعة واحدة من اللقاح في المملكة المتحدة. وقد بدأنا نرى في الشهر الأخير نتائج إحصائية لهذا الانتشار الواسع في التلقيح، بانخفاض أكثر من 80%، سواء في الإصابات والوفيات، والحاجة للإقامة في المستشفى، خاصة بين كبار السن (فوق 80 عامًا)، وبالمقارنة مع الأرقام السابقة يمكننا أن نرى بوضوح تأثير اللقاح لملايين الأشخاص، وقد أظهرت الفحوصات والاختبارات تأثيرًا كبيرًا جدا لهذه اللقاحات، وهذه نتائج مشجعة جدًا، ونحن مستمرون في نشر اللقاح لتزويد النصف الأصغر سنًا من الشعب، والتوجه إلى الأشخاص دون 50 سنة، وهكذا. إنه يحقق فارقًا حقيقيًا. ] بعيدًا عن كوفيد-19 واللقاحات، سأنتقل إلى الملف الإيراني، اليوم توجد إدارة أمريكية جديدة تتراجع شيئًا فشيئًا عن سياسة الضغوط القصوى التي اتبعتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لدفع إيران للجلوس على طاولة المفاوضات، وهي سياسة لم تكن راضية عنها المملكة المتحدة بالتعامل مع إيران، ما هو الدور الذي تتطلع بريطانيا إلى القيام به بوجود إدارة أمريكية جديدة؟- هذا سؤال جيد. المملكة المتحدة تعتقد دائمًا أن الضغط الأقصى وحده لن يؤدي إلى نتائج صحيحة. لقد حافظنا دائمًا على فتح الطريق الدبلوماسي إلى جانب الشركاء الفرنسيين والألمان، وقد حافظنا على فتح هذه القناة وظللنا نعمل من خلالها. مع وجود الإدارة الجديدة في واشنطن هناك توجه مختلف تمامًا. فنحن نقود بجهودنا بالتعاون الوثيق مع شركائنا في المنطقة من دول التعاون الخليجي وإسرائيل، والتنسيق مع الإدارة الأمريكية لاستئناف المسار الدبلوماسي، ولكن هذا يتطلب من إيران القيام بالمثل. لذلك ترون في الأسابيع الأخيرة رسائل متبادلة، ودعوة من الدول الاوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) لإيران للمناقشة على أساس خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، وإيران قررت عدم المشاركة. وقد اتخذت إيران خطوات سلبية بشأن الملف النووي، وعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب وكالة الطاقة الدولية «IAEA «، وبمناقشة الأمر مع شركائنا في وكالة الطاقة الدولية «رأينا أن من الضروري أن تعود إيران للوفاء بالتزاماتها والتوقف عن الإجراءات التي اتخذتها. وسوف نرى مع شركائنا كيف سنستجيب تجاه إيران. المسار الدبلوماسي للمناقشة مفتوح، ولكنه يأتي مع التزامات لكلا الطرفين. لهذا يعني أن نتشاور عن قرب مع شركائنا في دول مجلس التعاون بما فيها البحرين.] تتعرض السعودية يوميًا لهجمات إرهابية من جماعة تمثل ذراع إيران في اليمن، في المقابل يلتزم المجتمع الدولي بمسارات دبلوماسية لا تحترمها إيران، وتواصل نهجها في إطالة عمر مأساة الشعب اليمني. ما تعليقكم؟- لقد قمنا بإدانة الهجمات الحوثية مطلع هذا الشهر التي استهدفت السعودية، والتي هددت الأرواح، وأظهرت أن المسؤولين هناك غير جادين بشأن السلام، وليسوا جادين في حماية اليمنيين، لذلك علينا إعادة الناس مرة أخرى إلى المسار الدبلوماسي في اليمن ضمن قضايا أخرى، ولدينا مؤتمر مع شركائنا الدوليين في بداية هذا الأسبوع. والمملكة المتحدة وضعت 87 مليون جنيه أخرى من أجل الدعم الإنساني للشعب اليمني. ونحن نعمل مع شركائنا الدوليين لدعم جهود المبعوث الدولي مارتن غريفيش، وهو يبذل جهوده مع جميع الأطراف من أجل الوصول إلى تسوية في اليمن. ولكن هذا يتضمن في بعض الأحيان إرسال رسائل على أعلى مستوى إلى الحوثيين والأطراف الأخرى المرتبطة بهذا الشأن. ولكن هذه القضية من القضايا المهمة، والمملكة المتحدة تتدخل في هذه القضية عن قرب، وهي أحد أصدقاء اليمن.] ماذا عن إشراك دول الخليج العربي في المفاوضات مع إيران، إذا أخذنا في الاعتبار أن الملف النووي ليس وحده ما يثير الخطورة في المنطقة، بل أيضًا تهديداتها للمنطقة، ومنتجاتها الإرهابية مثل جماعة حزب الله والحوثيين وغيرهم؟- لقد استمعنا بعناية لمطالبات شركائنا في القمة الأمنية «حوارالمنامة 2020» بشأن مشاركة دول مجلس التعاون في التفاوض مع إيران، ونحن نتفق معهم. كما استمعنا إلى شركائنا في ضرورة التفاوض مع إيران على قضايا أخرى غير القضية النووية، مثل سلوكيات إيران من خلال مجموعات أخرى في المنطقة، واستخدامها للتقنيات الصاروخية وتقنيات «الدرون»، فإننا الآن في مرحلة التشاور الوثيق مع شركائنا في دول مجلس التعاون، ومع الأوروبيين والولايات المتحدة بهذا الشأن. نحن نتشاور ونستمع جيدًا.
مشاركة :