الخرطوم – الوكالات: أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس في أول زيارة له للخرطوم منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير، الاتفاق مع السودان على «رفض سياسة فرض الأمر الواقع» والإجراءات الأحادية في ما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي على نهر النيل. وقال السيسي في ختام زيارته التي استغرقت ساعات والتقى خلالها رئيس الحكومة الانتقالية عبدالله حمدوك ورئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان «اتفقنا على رفض سياسة فرض الأمر الواقع وبسط السيطرة على النيل الأزرق بإجراءات أحادية لا تراعي مصالح مصر والسودان كدولتي مصب، عبر تنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة دون التوصل إلى اتفاق». ومنذ عام 2011 تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق حول ملء سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا وتخشى القاهرة والخرطوم آثاره عليهما. وأخفقت الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق. ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 يوليو 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4.9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد. ثم أعلنت انتهاء المرحلة الأولى من ملء خزان السد. كما أكدت عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في يوليو القادم. وأشار السيسي إلى ضرورة العودة إلى المفاوضات بين الدول الثلاث «بوساطة رباعية تضم الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وفقا للمقترح الذي قدمه السودان ووافقت عليه مصر». وتعهد رئيس دولة الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي الذي يرأس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي إيجاد حل للنزاع حول سد النهضة. وشدّد الرئيس المصري على ضرورة التوصل إلى اتفاق قبل موسم فيضان نهر النيل الأزرق القادم، وهو التاريخ الذي حددته إثيوبيا لتنفيذ المرحلة الثانية من ملء السد. ويشكل نهر النيل، أطول أنهار العالم، شريان حياة للدول العشر التي يعبرها ويوفر لها مياه الشرب والكهرباء. وتوترت العلاقات مؤخرا بين إثيوبيا والسودان على خلفية اشتباكات في منطقة الفشقة الزراعية على حدود الدولتين التي يدعي السودان ملكيتها ويزرعها إثيوبيون. ويتبادل الطرفان اتهامات بالقيام بأعمال عنف داخل حدود الآخر. في المقابل، تتجه العلاقات حاليا بين الخرطوم والقاهرة إلى تعزيز التعاون. وتمّ الأسبوع الماضي توقيع اتفاق عسكري بين الجانبين. كما زارت وزيرة الخارجية السودانية القاهرة أخيرا.
مشاركة :