«وود ماكنزي»: التدفقات النقدية لكبرى شركات النفط مرشحة للانتعاش بفعل ارتفاع الأسعار

  • 3/6/2021
  • 23:16
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حققت أسعار النفط الخام مكاسب أسبوعية قياسية بعد قرار مجموعة المنتجين في "أوبك+"، في اجتماع الخميس الماضي، تثبيت مستوى الإنتاج لشهر نيسان (أبريل) المقبل، إضافة إلى قرار السعودية تمديد التخفيضات الطوعية البالغة مليون برميل يوميا شهرا إضافيا حتى نهاية الشهر المقبل، وعلى أثر ذلك ربح خام برنت 5.2 في المائة، والخام الأمريكي 7.4 في المائة، على أساس أسبوعي. كما تلقت الأسعار دعما قويا آخر من بيانات إيجابية عن الوظائف في الولايات المتحدة، إلى جانب توقعات تعافي الاقتصاد العالمي، واستعادة زخم الطلب العالمي على النفط الخام بسبب الانتشار السريع للقاحات كورونا. وعلى أثر المفاجأة التي تعرضت لها سوق النفط الخام، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت بأكثر من 4 في المائة، يوم الجمعة في آخر تعاملات الأسبوع، وهو ما أدى إلى أن يتجاوز خام برنت 69 دولارا للبرميل. وفي هذا الإطار، توقع تقرير "أويل برايس" الدولي أن يتجاوز خام برنت مستوى 70 دولارا للبرميل خلال فترة وجيزة على أثر قرار "أوبك+" المفاجئ للأسواق بتأجيل زيادة إنتاج النفط الخام. وأشار إلى أن مجموعة "أوبك+" مددت التخفيضات بشكل أثار بعض الدهشة في السوق، حيث أقرت العمل بالتخفيضات الراهنة حتى الشهر المقبل مع السماح بزيادة طفيفة في إنتاج كل من روسيا وكازاخستان بسبب أنماط الاستهلاك الموسمية. ولفت إلى أن المكاسب السعرية تأثرت بشكل أكبر بقرار السعودية الإبقاء على التخفيضات الطوعية البالغة مليون برميل يوميا، مشيرا إلى بيانات صادرة عن شركة "ريستاد إنرجي" تؤكد استمرار السوق في رد الفعل الإيجابي عقب قرار مجموعة "أوبك+". وأشار إلى أن بنك "جولدمان ساكس" يتوقع أيضا تسجيل 70 دولارا للبرميل في الربع الثاني من العام الجاري، كما تتوقع شركات النفط الكبرى تدفقات نقدية قياسية، لافتا إلى أن شركات النفط الكبرى تتطلع إلى عام 2021 بتفاؤل متزايد، ويرجع ذلك في الغالب إلى ارتفاع أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة، وعلاوة على ذلك سمحت خطط الإنفاق الرأسمالي شديدة التحفظ والتخفيضات الهائلة في التكلفة لشركات النفط الدولية بخفض معدلات التدفق النقدي بشكل ملموس. وأشار التقرير إلى تحليلات صادرة عن شركة "وود ماكنزي" الدولية تؤكد أن هذه العوامل ستؤدي إلى انتعاش التدفقات النقدية لأكبر شركات النفط هذا العام إذا كان متوسط أسعار النفط 55 دولارا للبرميل، ولا سيما أن سوق النفط تضيق حاليا بشكل أوسع مع خصم 500 ألف برميل يوميا بسبب الصيانة في ثلاث مصاف، إضافة إلى خصومات أخرى في إنتاج الخام من الرمال النفطية في كندا بنحو 500 ألف برميل يوميا، ما يساعد على تشديد العرض وسط ارتفاع الأسعار. ونوه إلى احتمالية عدم عودة النفط الصخري الأمريكي إلى الإنفاق القوي، لكن إذا وصلت الأسعار إلى نطاق يراوح بين 70 و75 دولارا لبرميل النفط، حيث تمكن إعادة الأموال إلى المستثمرين وتحقيق نمو قوي لذلك، فهناك نقطة يكون فيها الإغراء واسعا ويدفع إلى تغيير استراتيجيات الإنتاج. وتوقع أن إنتاج النفط الخام الأمريكي سيشهد "نموا ضئيلا للغاية" في المستقبل بعد أن ظل ثابتا إلى حد كبير في عام 2021 عند مستوى نحو 11 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى أن الهند ستستمر في حث "أوبك+" على زيادة الإنتاج، وذلك باعتبارها واحدة من أكبر مستهلكي النفط والأسرع نموا، حيث تواصل الضغوط على المجموعة من أجل زيادة الإنتاج للحد من ارتفاع الأسعار. ورجح التقرير أن تتأثر سوق النفط الخام الدولية بالإشارات التي صدرت عن إيران بشأن العودة إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة فيما يتعلق باحتمال إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، منوها إلى أن الحظر الذي فرضه الرئيس الامريكي جو بايدن على تصاريح الحفر في الأراضي الفيدرالية سيؤدى إلى خفض واسع في الإنتاج، على الرغم من آلاف التصاريح والإيجارات التي خزنتها الصناعة بالفعل حتى نهاية عام 2025. وأضاف أنه "مع ذلك فإن حظر الحفر قد يحد من الإنتاج بما يراوح بين 230 و490 ألف برميل يوميا - وفقا لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في دالاس. من جانب آخر، أكدت وكالة "بلاتس" الدولية أن تعطل الإنتاج الأمريكي بسبب الطقس السيئ وجه ضربة أخرى إلى صناعة النفط والغاز في تكساس، التي كانت تتعافي بعد التداعيات الاقتصادية للوباء، إضافة إلى تداعيات أزمة وقوع انخفاض كبير في أسعار النفط في ربيع عام 2020. وقال تقرير حديث للوكالة - عن مؤتمر "سيراويك" الدولي - "إنه بحسب مسؤولين أمريكيين انقطع التيار الكهربائي عن ملايين من سكان ولاية تكساس لعدة أيام بعد أن هز طقس الشتاء القاسي نظام الطاقة في الولاية". وذكر أن قرار الرئيس جو بايدن بوقف تأجير الأراضي الفيدرالية يهدد بشكل أساسي قطاع النفط والغاز البحري في ولاية تكساس، حيث إن الولاية لديها قليل من الأراضي الفيدرالية البرية، لافتا إلى أن هدف بايدن المتمثل في الحصول على قطاع طاقة خال من الكربون بحلول عام 2035 سيكون من الصعب الوصول إليه، وذلك على الرغم من أن الرئيس منفتح على جميع التقنيات بما في ذلك محطات الفحم والغاز مع التوسع في احتجاز الكربون. وأضاف أنه "مع حث العلماء على تخفيضات إضافية للانبعاثات لتجنب أسوأ آثار في تغير المناخ يرغب عديد من المشرعين داخل الأغلبية الديمقراطية في الكونجرس في اتخاذ إجراءات سريعة"، مشيرا إلى تركيز العلماء على الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية في موعد أقصاه عام 2050. من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، قفزت أسعار النفط نحو 3 في المائة، يوم الجمعة، لتبلغ أعلى مستوى في أكثر من عام، وذلك بعد تقرير أقوى من المتوقع للوظائف في الولايات المتحدة، وقرار "أوبك" وحلفائها عدم زيادة الإمدادات في نيسان (أبريل). وزادت العقود الآجلة لخام برنت 2.62 دولار، بما يعادل 3.9 في المائة، ليصل سعر التسوية إلى 69.39 دولار للبرميل. وكان أعلى سعر في الجلسة لخام القياس العالمي هو الأعلى على الإطلاق منذ كانون الثاني (يناير) 2020. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.26 دولار، أو 3.5 في المائة، لتجري تسويته عند 66.09 دولار للبرميل. وعلى أساس أسبوعي، صعد برنت 5.2 في المائة، مواصلا الزيادة للأسبوع السابع على التوالي، وذلك للمرة الأولى منذ كانون الأول (ديسمبر)، في حين ربح غرب تكساس الوسيط 7.4 في المائة، بعد ارتفاعه بنحو 4 في المائة، الأسبوع الماضي. وارتفع الخامان القياسيان أكثر من 4 في المائة، الخميس، بعد أن مددت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+" تخفيضات إنتاج النفط إلى نيسان (أبريل)، ومنحوا استثناءات محدودة لروسيا وكازاخستان. وفوجئ المستثمرون بأن السعودية قررت الإبقاء على خفضها الطوعي البالغ مليون برميل يوميا خلال نيسان (أبريل) حتى بعد أن ارتفعت أسعار النفط على مدى الشهرين الماضيين بدعم من حملات التحصين من كوفيد - 19 في أنحاء العالم. وراجع بعض المحللين توقعاتهم للأسعار بالزيادة بعد قرار "أوبك+"، ورفع "جولدمان ساكس" توقعه لسعر برنت خمسة دولارات إلى 75 دولارا للبرميل في الربع الثاني و80 دولارا للبرميل في الربع الثالث من العام الجاري، بينما زاد "يو.بي.إس" توقعه لبرنت إلى 75 دولارا للبرميل ولخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 72 دولارا للبرميل في النصف الثاني من 2021. وإضافة إلى ذلك، تلقت السوق دفعة بعد تقرير أظهر أن الاقتصاد الأمريكي وفر وظائف أكثر من المتوقع في شباط (فبراير). وشجع تعافي أسعار النفط إلى مستويات ما قبل الجائحة شركات النفط في الولايات المتحدة على العودة إلى زيادة النشاط، فقد أفادت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، بأن عدد حفارات النفط العاملة زاد واحدا هذا الأسبوع بعد ستة أسابيع متتالية من الزيادة.

مشاركة :