أكد عدد من السيدات المتخصصات في مجالات مختلفة أن الدعم الهائل للمرأة السعودية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ توليه مقاليد الحكم، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، جعلها تحصل على جميع حقوقها، وعزز من تمكينها في كل المجالات، وجاءت الإصلاحات المشهودة لترتقي بالمرأة إلى أعلى المناصب القيادية، وأوضحن -بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق يوم 8 مارس- أن ما نشهده اليوم من نجاحات للمرأة السعودية هو خير دليل على نجاح التغييرات والإصلاحات، ويبشر بمستقبل حافل بالإنجازات والإبداعات النسائية.عنصر مهمأكدت أستاذ التاريخ القديم بجامعة الملك السعود د. فتحية عقاب، أن خدمة الوطن والمشاركة في تنفيذ رؤية 2030 -التي أكدت أن المرأة عنصر مهم من عناصر القوة للوطن- تُعد من أهم وأجل طموحات المرأة السعودية في عام 2021، فضلًا عن العمل على استمرارية وديمومة قوة الإرادة والعزيمة، والجهد في السعي لكل ما من شأنه أن يحقق رفعة وتطوير الوطن، قائلة: حظيت المرأة السعودية وما زالت تحظى بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظهما الله-، ومن جميع قطاعات الدولة، الأمر الذي عزز من مكانتها وتمكينها كعنصر فعال بالمجتمع في المجالات كافة.تحديات وظيفيةوقالت: كانت المرأة تواجه عدة تحديات؛ أبرزها عدم توليها مناصب قيادية بالجهازين التشريعي والتنفيذي، فضلًا عن السلك الدبلوماسي، حيث أشارت الدراسات البحثية لقضايا المرأة إلى اختلاف واقعها عن الرجل في المواقع الإدارية العليا، ما يحد من فعاليتها بالمجتمع، ويعوق طموحها وأملها في تحقيق أهدافها وتنمية مسارها الوظيفي، ولكن -الحمد لله- تم سد هذه الثغرة، وازدادت نسبة مشاركتها في المناصب القيادية، وتولت مناصب كانت محجوبة عنها، ففي مجال التعليم الجامعي -على سبيل المثال- أصبح من حقها أن تتولى رئاسة الأقسام الأكاديمية ومنصب العمادة في الكليات، بل ومنصب مدير الجامعة، كما في جامعة الأميرة نورة، كذلك أُتيحت لها مناصب في السلك الدبلوماسي بعد أن كانت محجوبة عنها من قبل.بصمة واضحةواستكملت حديثها قائلة: أثبتت المرأة السعودية كفاءة وقدرة عاليتين، وتركت بصمة واضحة في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها، وشهدنا تفوق طالباتنا في الجامعات الدولية بشكل ملحوظ، وسجلت الباحثات براءات اختراع مميزة وغير تقليدية، كما كان لبعض الشخصيات النسائية مشاركات لافتة في عدة منابر إقليمية ودولية، منها مؤتمرا دافوس ويوروموني الدوليان، وفي أعمال مجموعة العشرين التي تقودها المملكة عبر مجموعة «تواصل المرأة العشرين».تحول كبيروعن تمكين المرأة في مجال الاقتصاد، قالت الباحثة الاقتصادية وعضو لجنة التنمية الاقتصادية بمجلس إمارة منطقة مكة المكرمة، نوف الغامدي: تشهد المملكة تحولًا كبيرًا في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مدفوعًا برؤية طموحة تهدف إلى الانفتاح على العالم ووضع المملكة في مصافِ الدول المتقدمة، ومن أبرز الأهداف الرئيسية لتلك الرؤية تمكين المرأة السعودية وتعزيز مشاركتها الفعالة في سوق العمل، وبناء مجتمع نابض مزدهر، فدور المرأة في بناء المجتمع لا يقل أهمية عن دور الرجل، وبناء المجتمعات لا يقتصر فقط على بناء الأسرة في المنزل، وإنما يتسع ليشمل المجتمع ككل بجميع جوانبه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ومن هنا كان الدعم الهائل للمرأة السعودية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ توليه مقاليد الحكم، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.نصف المجتمعوأضافت: المرأة السعودية عنصر مهم من عناصر قوتنا، إذ تُشكل ما يزيد على 50% من إجمالي عدد الخريجين الجامعيين، وتستمر في تنمية مواهبها واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها والإسهام في تنمية مجتمعنا واقتصادنا، كما أن خارطة الإصلاحات الاقتصادية وهندسة المجتمع تعمل على النهوض الاقتصادي بالمرأة، والتوازن بين الجنسين، وتمكينها يأتي في مقدمة أولويات هذه الإصلاحات كأحد أهم مكونات المجتمع.قفزات إصلاحيةوتابعت: القفزات التي حققتها المملكة وما زالت تحققها نحو تنفيذ هذه الإصلاحات التاريخية، جعلتها على رأس قائمة 190 دولة الأكثر تقدمًا وإصلاحًا في مجالات تمكين المرأة وتعزيز دورها في بناء المجتمع، وشهدت عمليات إصلاح وتحول كبير وفق تقرير البنك الدولي حول المرأة والأعمال والقانون عام 2020، وانطلاقًا من أهمية تمكين المرأة السعودية وتعزيز مشاركتها كشريك كامل وأساسي للنهوض بالمجتمع وتعزيز التنمية الاقتصادية، عملت المملكة على تبني حزمة من الإصلاحات التشريعية واستحداث الأنظمة والسياسات نحو النهوض بالمرأة وتمكينها، وعلى وجه التحديد في مجالات التنقل ومكان العمل وريادة الأعمال والمعاشات التقاعدية وغيرها، واتخذت المملكة قرارات صارمة نحو تجريم التحرش الجنسي في أماكن العمل في القطاعين العام والخاص، من خلال سن تشريعات وعقوبات جنائية لحماية النساء والفتيات من التمييز بين الجنسين والتحرش الجنسي.النهوض بالمرأةوأشارت إلى أن المملكة تهدف من خلال هذه الإصلاحات إلى النهوض بدور المرأة؛ لترتقي لأعلى المناصب القيادية، وتمكينها لتتولى أرفع المراتب في القطاعين العام والخاص، وتعزز وجودها في المناصب المختلفة، وتكسر السقف الزجاجي الذي يعانيه كثير من نساء العالم، والتقدم نحو تعزيز ازدهارهن وتمكينهن مهنيًا واقتصاديًا، قائلة: ما نشهده اليوم من نجاحات للمرأة السعودية، وتوليها المناصب القيادية رفيعة المستوى، هو خير دليل على نجاح هذه التغييرات والإصلاحات، فقد وصلن إلى مراتب سفيرات، ورئيسات مجالس إدارة، وعضوات في مجلس الشورى، ونتمنى قريبًا أن نرى المرأة قاضية ووزيرة، فالمملكة تمضي نحو هذه الإصلاحات والتحولات الجريئة والتاريخية؛ إيمانًا منها بالدور المهم والحيوي الذي تؤديه مشاركة المرأة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، والتزامها بالتوسع في توفير الفرص الاقتصادية لجميع المواطنين، لا سيما النساء والفتيات.حياة متوازنةوقالت الكاتبة والباحثة في قضايا الطفل والأسرة والعمل الإنساني، هوزان الزهراني: المرأة السعودية أصبحت تعيش كأي امرأة في العالم بكل حقوقها ومساراتها، سواء في عملها أو أسرتها أو المناصب القيادية، فاليوم نستطيع أن نقول إن تمكين المرأة جاء لأجل أن تعيش حياة متوازنة، وتربي أبناءها، وتكون متعايشة مع المجتمع، ففي السابق كان هناك العديد من المشاكل التي تعوق قدرة المرأة على العيش وحدها في بيئة سليمة ومتوازنة.وأكدت أن المرأة حصلت على جميع حقوقها -ولله الحمد-، قائلة: في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- أصبح التوازن موجودًا في عاداتنا وتقاليدنا ومجتمعنا، ورأينا تمكين المرأة في جميع الجوانب، سواء المرأة العاملة، أو المرأة في أسرتها، ومساعدتها في سد حاجاتها المعيشية، ولجعلها امرأة صالحة للعمل وقيادة منزلها، والحفاظ على أولادها وزوجها.موازنة عادلةوأوضحت أن التمكين ليس لزيادة فرص الطلاق والاستقلال في الحياة دون زوج؛ بل لعمل موازنة من قيادة السيارة، والعمل في المجالات السياسية، والعمل الاجتماعي والرياضي، وجميع مناحي الحياة كأي امرأة أخرى وليس مثل الرجل، إذ كان التوازن في السابق مقتصرًا على مجال التعليم، أما اليوم فالمرأة تعمل وتجدها في العمل الاجتماعي والإنساني والإغاثي، والرياضي والسياسي والطبي، فهي موجودة في جميع المجالات لتعيش حياة متوازنة مع أسرتها.مرحلة ذهبيةفيما قالت رئيس مجلس شابات أعمال المنطقة الشرقية، نجلاء العبدالقادر: نحتفي بكل فخر بالإنجازات والتقدم الملحوظ في تمكين المرأة من حقوقها في جميع المجالات، فنحن نعيش مرحلة ذهبية حققنا فيها مكاسب ونجاحات متتالية، وهذا اليوم يجعلنا نحتفل بإنجازات المبدعات من نساء وطننا في كل القطاعات، ويسهم في تحفيزنا على العطاء أكثر في سبيل تنمية الوطن وازدهاره، فالمرأة تشارك بفاعلية وكفاءة في رسم ملامح الوطن وطموحاته، واستطاعت -بما حققت من نجاحات- أن تزيد تألقها في كل المحافل، وتحصد الإعجاب والتقدير والاحترام، وسيكون مستقبلنا بإذن الله حافلًا ومطرزًا بالإنجازات والإبداعات التي ستسهم في تحقيق رؤية الحلم الكبير 2030، الذي سيكون حديث العالم وقتها، بما حققناه من إنجازات في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين -حفظهما الله-.سوق العملوأضافت: وجود المرأة في سوق العمل شهد ارتفاعًا ملحوظًا في الربع الثاني من عام 2020 يصل إلى قرابة 31%، وهذا يدل على التوجه العام والدعم الكبير من القيادة الرشيدة نحو تيسير أعمالها ومساندتها، وما نشهده الآن من إنجازات وتطلعات يدعونا للفخر بقيادتنا وعزيمتها نحو تمكين المواطنين لبناء هذا الوطن الغالي.
مشاركة :