أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن الجهات المعنية منتبهة أشد الانتباه لمن يحاول أن يغلط ويتخذ الحج موسما لشعارات الجاهلية والآراء الحزبية والدعوات المضللة. وقال في خطبة الجمعة أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض هؤلاء يفرقون بين جمع المسلمين، ويشتتون كلمتهم، ويوغرون الصدور على حكامهم وشعوبهم، هذه الفئة الضالة التي لم تأت إلى الحج إلا للفسوق والطغيان لم تأت طاعة لله وقربة له، يرفعون فيها شعارات ويسيئون للأمة ويعكرون صفو حجها. وزاد إن الناس في الجاهلية كانوا يعمرون الحج بالتفاخر بأنسابهم وأحزابهم وقصائدهم إلى غير ذلك فجاء الإسلام ليعوضهم بحج بيت الله الحرام، كل ذلك من توفيق الله فنحن مسلمون لم نأت نفرق الكلمة ولا نحدث صدعا بيننا وبين شعوبنا وقادتنا، أتينا لتتحد صفوفنا وتجتمع كلمتنا ونتعاون ونتناصح ونستغل هذه الفرصة باجتماع الكلمة والتعاون والتناصح والحوار الهادف إلى الحق وإبطال الباطل، أما رفع الأعلام الجاهلية والصراخ والتواصل بالفتن هذا أمر غير صحيح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (أيها الناس أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنما تدعون سميعا بصيرا). وخاطب الحجاج قائلا: إخواني احترموا في الحج أنظمة المرور وما وضع لكم من نظام وكفوا عن ما لا يعنيكم واشتغلوا بما ينفعكم، وأكثروا فيه من ذكر الله جل وعلا وتلاوة كتابه العزيز والطواف والصلاة بالمسجد الحرام، وألا نتخذ شعارات وأعلام الجاهلية ما جئنا لهذا، نحن أمة مسلمة أمة واحدة ربنا واحد ونبينا واحد وكتابنا واحد. وأضاف أن الحجاج يتوافدون على مكة المكرمة من كل حدب وصوب ليشهدوا منافع لهم وأي منفعة أعظم من اجتماع كلمتهم وتآلف قلوبهم واتحاد مقصدهم. وتابع قائلا: لقد كان الحج فيما مضى أحيانا أصعب الأمور والبعض يكون الحج بالنسبة لهم مستحيلا لأن الطرق غير آمنة فلا أمن في الطرق ولا مرافق عامة، ولكن الله بجوده وكرمه يسر في الأزمنة الأخيرة دولة الإسلام التي رعت الحرمين حق الرعاية وتعاون سلف بعد سلف في خدمة الحرمين الشريفين وتهيئتهما للحجاج والمعتمرين والزائرين. وأردف أن بيت الله الحرام له خصائص دون غيره من البقاع فهو أطهر بقعة على وجه الأرض فيدخله العباد متواضعين ومتذللين متخشعين كاشفين عن رؤوسهم متجردين من لباس الدنيا.
مشاركة :