ضاعفت العلامة التجارية الرئيسية لشركة «فولكس واجن» (Volkswagen AG) مستهدفاتها لحصة السيارات التي تنتجها في أوروبا إلى 70% بحلول نهاية العقد، مما يشير إلى أنها تتوقع أن تقدم أكثر من مليون سيارة كهربائية سنوياً بحلول ذلك الوقت. ورغم أن الهدف أقل مبالغة من أهداف شركة «فولفو» (Volvo Cars) و»جاكوار» (Jaguar) المتمثلة في التحول للسيارات الكهربائية بالكامل خلال نفس الإطار الزمني، لكن الشركتين تبقيان أصغر بكثير من وحدة «فولكس واجن» التي تحمل الاسم نفسه، وهي العلامة التجارية الأكثر مبيعاً في أوروبا. وسترتفع مبيعات السيارات الكهربائية من «فولكس واجن» في أماكن أخرى أيضاً، لتصل إلى أكثر من 50% من المبيعات في الصين والولايات المتحدة بحلول عام 2030. وقال «رالف براندشتايتر»، رئيس علامة «فولكس واجن» التجارية:» نعمل على زيادة الوتيرة، وسيكون هناك المزيد من التغيير في «فولكس واجن» خلال السنوات القليلة المقبلة أكثر من أي وقت مضى». ويأتي الهدف الجديد لشركة «فولكس» بعد عام تجاوزت فيه أوروبا الصين كأكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم. ودفع هذا التطور عدداً من شركات صناعة السيارات إلى تغيير التروس، حيث تخطط شركة «فولفو» السويدية و»جاكوار» البريطانية للتخلي عن بيع سيارات الاحتراق تماماً بحلول عام 2030. كما أعلنت شركة «فورد» (Ford Motor Co) أيضاً مؤخراً عن الشيء نفسه بالنسبة لأعمال سيارات الركاب في أوروبا. وتبيع «فولكس واجن» عادة حوالي 1.8 مليون سيارة سنوياً في أوروبا، مقارنة بحوالي 960 ألف سيارة لـ «فورد» و340 ألفاً لـ «فولفو». وأثناء التحول إلى شركة صانعة للسيارات الكهربائية، ستظل علامة «فولكس واجن» التجارية تحقق هامش ربح تشغيلي لا يقل عن 6% اعتباراً من عام 2023، وذلك حتى مع تحقيق السيارات التي تعمل بالبطاريات عائدات أقل، وتكثيف وتيرة الاستثمار في الكهرباء والخدمات الرقمية. وتُخطط «فولكس واجن» للعودة إلى الربحية في الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية العام الجاري بعد خسائر طويلة الأمد؛ حيث أثارت التكاليف المرتفعة مقارنة بالمنافسين غضب المستثمرين لفترة طويلة، وبالتالي تستهدف الشركة خفض التكاليف الثابتة بنسبة 5% بحلول عام 2023 إلى جانب خفض النفقات المادية بنسبة 7%. ويعدّ التحوّل في علامة «فولكس واجن» أمراً أساسياً لأكبر شركة صانعة للسيارات في أوروبا، حيث تُعد الشركة مسؤولة عن نصف عمليات تسليم السيارات العالمية تقريباً. وتتعقب ربحيتها منافسيها الآخرين في السوق الشامل، وذلك بالنظر إلى كونها مثقلة بتكاليف تطوير كبيرة للمكونات المستخدمة من قبل العلامات التجارية الأخرى التابعة لمجموعة «فولكس واجن». وكانت أقسام «بي إس إيه غروب» (PSA Group) موضع حسد الصناعة قبل أن تتحد الشركة المصنعة الفرنسية مع شركة «فيات كرايسلر» (Fiat Chrysler) لتشكيل «ستيلانتس إن في» (Stellantis NV) في وقت سابق من هذا العام. وحقق قسم «فولكس واجن» عائداً سلبياً على المبيعات في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي مع خسارة تشغيلية قدرها مليار يورو (1.2 مليار دولار)، حيث تسببت جائحة كورونا في إغلاق المصانع وخفض المبيعات. وفي عام 2019، بلغ الهامش 4.3%. و يكتسب طرح «فولكس واجن» للسيارات الكهربائية زخماً؛ حيث طرحت سيارة «آي دي. 3» (ID.3) هاتشباك، وهي أول سيارة عبر منصتها المخصصة للسيارات الكهربائية المدمجة، للبيع في عام 2020. وسيتبعها السيارة الرياضية «آي دي. 4» (ID.4 SUV) وسيارة الكروس أوفر «آي دي. 5» (ID.5) هذا العام. و سيتم طرح الطراز «آي دي. 6 إكس» (ID.6 X) المكون من سبعة مقاعد للبيع في الصين في الخريف. في حين تأجلت خطط طرح سيارة كهربائية أصغر حجماً من «آي دي. 3» بسعر حوالي 20,000 يورو لمدة عامين حتى عام 2025. وتلقت عملية التحول الكهربائي لشركة «فولكس واجن» دَفعَة هذا الأسبوع عندما قال محللو «يو بي إس غروب إيه جي» (UBS Group AG) إن طراز «آي دي. 3» ومنصة السيارات الكهربائية الخاصة بـِ «فولكس واجن» تنافسان شركة «تسلا» (Tesla Inc) من حيث المقاييس الرئيسية، بما في ذلك التكلفة، وكثافة الطاقة، والكفاءة. وبحسب ما قاله «براندشتايتر» فإن جميع السيارات الكهربائية من ماركة «فولكس واجن» سيكون لها هامش إيجابي منذ البداية. وستحصل الطرازات الرئيسية، بما في ذلك «غولف» (Golf)، و»تيغوان» (Tiguan)، و»باسات» (Passat) على خلفاء لسيارات الاحتراق، ضمن خطة التحول الكهربائي الواسع، وذلك للمساعدة في تمويل التحرك نحو السيارات الكهربائية؛ في حين تواجه الطرازات الأخرى خطر التخلص منها، حيث تم بالفعل إلغاء طراز «بيتل» (Beetle) الأيقوني أو الطرازات الأكثر مبيعاً مثل «باسات» سيدان. و قال «براندشتايتر»، إنه لا توجد خطط لبناء خليفة كهربائي لطراز «توران ميني فان» (Touran Minivan) وربما طرز أخرى. و تستثمر العلامة التجارية حوالي 16 مليار يورو في مجالات تشمل التنقل الرقمي والكهربائي حتى عام 2025؛ وستبدأ التحديثات اللاسلكية كل 12 أسبوعاً بدءاً من هذا الصيف مع خطة لوضع أسطول يضم أكثر من 500 ألف سيارة متصلة بالكامل على الطريق في غضون سنتين.
مشاركة :