قسم المتابعة الإعلامية بي بي سي لاجؤون سوريون يحملون عند الحدود بين مقدونيا واليونان مازالت تداعيات أزمة اللاجئين السوريين تلقي بظلالها على الصحف العربية، حيث دافعت صحف خليجية صادرة اليوم، لاسيما السعودية منها، عن مواقف بلادها تجاه الأزمة. وفي موضوع آخر، أشادت صحف عربية بقرار الأمم المتحدة السماح برفع العلم الفلسطيني على مقار المنظمة باعتباره. إفراغ سوريا أبرزت صحف سعودية خبرا أوردته وكالة الأنباء الرسمية نقلا عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية يفيد بأن المملكة استقبلت منذ اندلاع الأزمة في سوريا ما يقارب المليونين ونصف المليون سوري، وأنها حرصت على عدم التعامل معهم كلاجئين، أو وضعهم في معسكرات لجوء حفاظاً على كرامتهم وسلامتهم. وتحت عنوان المملكة تحتض السوريين، دافعت صحيفة الوطن السعودية في افتتاحيتها عن دور المملكة في استضافة اللاجئين السوريين والمحافظة على هويتهم وأنها لم تعتد من قبل أن تضخّم ما تقدم من مساعدات خاصة للأشقاء، فأخلاقها الإسلامية والعروبية تجعلها تقدم وتعطي من غير منّة. وتحذر الافتتاحية من أن استقبال السوريين في أوروبا وغيرها على أساس منحهم جنسيات الدول التي لجأوا إليها فقد يسهم في دعم من يخططون لإفراغ سورية من سكانها وإحلال غيرهم، عبر خروجهم لاجئين، وإضعاف احتمالات عودتهم. في صحيفة الجزيرة السعودية، يتساءل أحمد الفراج عن السبب وراء هجرة السوريين بأعداد كبيرة وعن التوقيت وهوية ممولي الهجرة وسبب تركيز الإعلام الغربي على القضية وهو الذي تجاهل أحداثاً جساماً ليس أقلها ضرب بشار الأسد لشعبه بالبراميل المتفجرة، واستخدامه للأسلحة المحرمة دولياً؟!. وتساءل الكاتب كذلك عما إذا كان هناك توجه عالمي لتغيير التركيبة السكانية لسوريا، قبل أن يتم طرح حل سياسي تقبل به روسيا والصين؟!!، أم أنّ هذه الهجرة، وتحويلها إلى حدث عالمي مأساوي، هي للضغط على روسيا والصين لتقبل مرغمة بحل وسط يرضي جميع الأطراف، معتبرا التركيز فجأة على هذه القضية أمر يثير الريبة والشك. وفي صحيفة الديار اللبنانية، تساءلت دوللي بشعلاني عن خطة الحكومة اللبنانية بتقليص عدد النازحين في بلد بات عدد النازحين واللاجئين فيه يقارب نصف عدد سكانه ما يعني أنّ خطر التغيير الديموغرافي، أو زوال كيان هذا البلد، لن يُصيب أي دولة أوروبية تستضيف نازحين أو تستقبل مهاجرين سوريين غير شرعيين لديها. وتساءلت كيف ستتمكن الحكومة من السيطرة على أزمة نزوح سوري أكلت الأخضر واليابس فيه، والآتي أعظم، مختتمة مقالها بالسؤال من يستطيع أن يقول للسوريين : عودوا الى دياركم، في حال عاد الاستقرار الى بلادهم؟ وفي صحيفة الشرق القطرية، يطالب محمد قيراط بإرادة سياسية عالمية قوية داعمة لما تبذله المنظمات العالمية من مجهودات ميدانية واستغلال صور مثل تلك التي نشرت للطفل السوري إيلان كردي والاستعانة بها في التأثير في الرأي العام الدولي من أجل حماية البراءة ومحاربة تجار الحروب والأزمات. وعلى صعيد آخر، يقول أيمن الحماد في افتتاحية صحيفة الجزيرة السعودية إن مأساة النزوح البشري هذه ستنعكس ثقافيًا في قابل الأيام شعرًا وتشكيلا وقصة، تزخر بعبارات الألم عن وصف الرحيل وقسوته، والشعور بالغربة وذكريات الصبا والطفولة، والتأسي على الوطن وأحواله. استفتاء وعلى الموقع الإلكتروني لصحيفة الشروق الجزائرية، تفاعل القراء مع استفتاء في الموقع يطرح السؤال: من يتحمل مأساة اللاجئين السوريين؟. وكانت الاختيارات المتاحة أمام القراء للتصويت هي: النظام السوري، المعارضة المسلحة، الدول العربية، الغرب. واحتلت الدول العربية الصدارة في المسؤولية بنسبة 33.31 في المئة، تلاها النظام السوري بنسبة 31.17 في المئة، فيما أتت المعارضة المسلحة ثالثة بنسبة 18.07 في المئة، وحل الغرب رابعا بنسبة 17.45 في المئة. العلم الفلسطيني تحت عنوان انتصار أممي للقضية الفلسطينية، كتبت الراية القطرية في افتتاحيتها تقول إن قرار الأمم المتحدة يشكل انتصاراً دبلوماسياً للشعب الفلسطيني في حملته الدبلوماسية المكثفة للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف كما أنه يحمل دلالة رمزية كبيرة باتجاه الاعتراف الدولي بدولة فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وتأكيد دولي جديد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وتقول افتتاحية صحيفة الوطن العمانية إن نجاح الفلسطينيين في معركتهم هذه برفع علم فلسطين في الأمم المتحدة بجوار أعلام الدول الأعضاء هو خطوة ثانية في معركتهم نحو استعادة حقوقهم المسلوبة والاعتراف الكامل بدولتهم الفلسطينية بعد نجاح خطوة الاعتراف بها صفة دولة مراقب في المنظمة الدولية، على أمل استمرار النضال الفلسطيني لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس يرفرف فوقها العلم الفلسطيني، بإذن الله. وتحت عنوان رفع العلم الفلسطيني خطوة وليست بديلا، طالب زهير الشمالي من صحيفة الأيام الجزائرية الفلسطينيين بالوحدة تحقيقا للوفاق الوطني. وقال الكاتب أليس من الضروري أكثر من أي وقت مضى ، أن يتّكئ الفلسطينيون على كل ما يمكن أن يحقق الوفاق الوطني، في وقت لم يعد للفلسطينيين من ظهير يحتمون به سوى فلسطينيتهم ووحدة صفّهم، بل أن كل ما شهدته محطات نضال الشعب الفلسطيني من نجاحات، إنما تم تحت راية الوحدة والتوافق الوطني الفلسطيني.
مشاركة :