اكتشف باحثون أن السيتيسين، وهو عقار للإقلاع عن التدخين يشيع استخدامه في أوروبا، يقلل من فقدان الخلايا العصبية للدوبامين لدى الإناث. توفر هذه النتائج دليلا محتملا على استخدام الدواء لعلاج مرض باركنسون أو وقف تقدمه لدى النساء، وفقا لفريق البحث من مركز كلية الطب إيه آند إم للعلوم الصحية بجامعة تكساس. وأجريت الدراسة من قبل سارة زاراتي وجوري باندي، طلاب الدراسات العليا في مختبر راهول سرينيفاسان، الأستاذ المساعد في قسم علم الأعصاب والعلاجات التجريبية، ووقع نشر النتائج التي توصلوا إليها في مجلة Journal of Neurochemistry. وهناك ما يقارب 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون مع مرض باركنسون، وهو اضطراب تنكسي عصبي يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض التي يمكن أن تشمل صعوبة المشي والرعشة والاهتزاز وغيرها من الأعراض التي لا علاقة لها بالحركة. وتبدأ هذه الأعراض في التطور عندما يكون ما لا يقل عن 50 في المائة من الخلايا العصبية الدوبامين في دماغ الفرد ميتة أو معطلة. وفي الوقت الحالي، لا يوجد علاج لمرض باركنسون ولا يوجد علاج يمكنه إيقاف أو منع فقدان هذه الخلايا العصبية الدوبامين اللازمة لتحرك الجسم. ومنذ نحو عقد من الزمان، أصبح سرينيفاسان مهتما بمحاولة فهم سبب تعرض المدخنين والأشخاص الذين يستهلكون التبغ بشكل مزمن لخطر أقل للإصابة بمرض باركنسون. وقال سرينيفاسان: «بناء على الدراسات الوبائية، فإن هذه الظاهرة معروفة منذ نحو 60 عاما، لكننا لم نفهم حقا سبب ذلك، لأن التبغ والدخان يحتويان على العديد من المواد الكيميائية المختلفة. وقال سرينيفاسان: «ما يفعله السيتيسين هو أنه يرتبط بالمستقبلات المستهدفة لكنه لا ينشطها بكفاءة مثل النيكوتين، إنه يحافظ على المستقبلات مشغولة ومرافقة على سطح الخلية العصبية. وأثناء التجارب، تسبب الفريق بشكل مصطنع في مرض باركنسون في نماذج حيوانية. وخلال ذلك الوقت، قاموا إما بإعطائهم محلولا ملحيا (ماء مالح) أو سيتيسين، وبعد ذلك، أجرى الباحثون سلسلة من التجارب السلوكية لمعرفة ما إذا كان هناك أي نوع من التأثير الوقائي على النماذج الحيوانية التي تم إعطاؤها السيتيسين. وأظهرت النتائج التي توصلوا إليها أن هناك تأثيرا وقائيا من حيث الحد من سلوكيات باركنسون وأيضا من حيث تقليل عدد الخلايا العصبية الدوبامين المفقودة.
مشاركة :