يحتفل العالم بيوم المرأة، الذي يصادف الثامن من مارس من كل عام، والذي جاء بعد نضال طويل من أجل المساواة والعدل والسلام والتنمية. وتحيي هذا اليوم منظمة الأمم المتحدة منذ عام 1975، بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني، التي تستذكر جملة الإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمرأة... "الجريدة" رصدت آراء عدد من الكاتبات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وفيما يلي التفاصيل: سطّرت المرأة الكويتية إنجازات متنوعة خلال مسيرتها المرصعة بالتتويج في ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، منحازة إلى الإنجاز والتميز، متغلبة على العقبات والعراقيل. وفي مستهل حديثها، قالت الأديبة ليلى العثمان، إن "الاحتفال بيوم المرأة العالمي بمنزلة تذكير للعالم بجهودها وكيانها، وهي التي تقوم بواجباتها المنزلية والوظيفية في الوقت ذاته، غير آبهة بما تتعرض له من ظلم أو عنف، فتجابه الظلم وتدفعه عن كاهلها، وتجتهد لتحصل على الراحة لها ولأسرتها". وشددت العثمان على قوة المرأة الكويتية، مشيرة إلى أنها حققت إنجازات كثيرة في مجالات التعليم والطب والقضاء، فلم تدع مجالاً إلا اقتحمته بكل شجاعة، ففي الوظائف الحكومية أثبتت جدارتها، وفي القطاع الخاص حققت مرادها عبر مشاريع صغيرة خاصة بها تعتمد على مهاراتها، فتعين أسرتها وزوجها، ولا تعدم الوسيلة في تحقيق ذاتها وتأمين مستقبلها ومستقبل أفراد أسرتها، ولا غرابة في ذلك، فالمرأة الكويتية منذ زمن الغوص وشظف العيش كانت تقوم بدورها ودور زوجها في حال ذهابه في رحلة الغوص، معتبرة أن رحلة الكفاح ليست وليدة المصادفة إنما عمل تجذر في نفس المرأة الكويتية منذ أمد بعيد. وامتدحت العثمان دعم الدولة للمرأة الكويتية، فقد وفرت لبنات حواء العيش الكريم في أحلك الظروف، فلم تدر مؤسساتنا الحكومية يوماً ظهرها لبناتها، بل كانت دائماً تمد العون لهن حتى في فترة الغزو العراقي، وفي أزمات أخرى مثل "كورونا" وغيرها. البناء والتعمير بدورها، قالت الإعلامية أمل عبدالله، إن "العالم بأسره يحتفل بالمرأة كنوع من التكريم لها ولعطاءاتها ضمن يومها العالمي"، معتبرة أن هذه المناسبة ليست لتبادل الهدايا والزهور بل لرمزيتها، فهي تذكير للعالم بدور المرأة في تنمية أسرتها ومجتمعها كي لا يغفلها في خضم زحمة المشاغل عن فاعليتها وحيوية إسهاماتها في البناء والتعمير في شتى المجالات. وأشارت إلى ضرورة تمكين المرأة في المجتمع، لاسيما أنها حصلت على حقوقها السياسية منذ فترة طويلة، بفضل أمير القلوب الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد، والأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله، وأمير الإنسانية الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد، الذين أقروا الحقوق السياسية للمرأة، وكان لديهم بُعد نظر في ذلك، لكن ثمة مشكلة بدأت تطفو على الساحة المحلية، حيث تراجع دور المرأة في التمثيل الحكومي والدبلوماسي وصناعة القرار، وكأن المرأة أصبحت بروازاً فقط. "نحن نريد أن تكون فاعلة في شتى المجالات، وتأخذ بزمام الأمور". ودعت إلى أن تكون هذه المناسبة بمنزلة وقفة لتقييم المردود النسائي والإنجازات التي قدمتها حواء على مدى الأعوام السابقة، فالمرأة سند الرجل في كل الأزمنة، والتاريخ خلّد الكثير والكثير من النساء اللائي حفرن أسماءهن بأحرف من نور على جدار الإنجاز والتميز. قوة عظمى من جانبها، قالت الكاتبة جميلة سيد علي "يحتفل العالم في هذا اليوم بالإنجازات النسائية على كل الصعد العلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأدبية وغيرها"، مشيرة إلى أنها إنجازات إنسانية خالدة بدأتها المرأة مع وجودها على هذه الأرض، ولن تنتهي أبداً. وأضافت: "عطاء ممتد يتسرب من بين يدي المرأة بسخاء كالنبع الصافي يروي الجميع، البشر والطبيعة والكون بأجمعه، هي قوة عظمى، بعزيمتها التي لا تعرف التراجع، ومهما اشتدت الصعاب تتسلح بعقلها وهمتها التي لا تنضب ولا تتقاعس". وخلصت إلى القول: "للمرأة المورقة، المزهرة، المثمرة أجمل تحية في عيدها". جناحا المجتمع أما الباحثة والمؤرخة المختصة بشؤون المرأة الكويتية أبرار أحمد ملك، فقالت في يوم المرأة العالمي "يسرني أن أهنئ المرأة الكويتية، وأيضا الرجل الكويتي، الذي آمن بدورها، فعمل على مساندتها في أداء رسالتها، إيمانا منه بأن المجتمع كالطائر لا يطير إلا بجناحين هما المرأة والرجل معا. إنني لا أرفع لها أجمل التهاني اليوم فقط بل في كل الأيام التي تمضي من عمري، فعملها المتواصل تعطي فيه باذلة قصارى جهدها وفكرها". وأضافت "أذكر نفسي وغيري من أبناء وطني الحبيب بدور المرأة منذ القدم، "كويت ما قبل النفط" في البادية والمدينة إلى يومنا هذا، كيف قاست وعانت كل تلك العراقيل والعثرات في الحياة، فلم تكن الحياة سهلة أبداً بل كانت جهاداً، وكيف عملت على تثقيف ذاتها وتطورها وتسلحها في العلم والثقافة، فتحية خاصة لروح كل المطوعات والملايات... إلخ، ولأول معلمة في تاريخ دولة الكويت الأستاذة مريم عبدالملك الصالح، وإلى الرائدات طالبات أول دفعة طالبات عام 1956م، الدكتورة نورة الفلاح، فاطمة حسين، نجيبة جمعة، فضة الخالد، ليلى محمد حسين، شيخة العنجري، ونورية الحميضي، من أجل الارتقاء بوطنهن، ومن أجلنا نحن كي نحيا حياة كريمة لا نعاني كما عانت، ولا يغيب عنا تلك الأدوار المتواصلة من قبل الكويتية، وكيف ضحت وأوفت لوطنها وللآباء والأجداد، وكيف واجهت الغزاة في الثاني من أغسطس 1990م، فنذكر، على سبيل المثال لا الحصر، أول شهيدة كويتية سناء الفودري، وأسرار القبندي، وسعاد الحسن، ووفاء العامر، وأيضا تلك المرأة التي تحدت النيران التي كانت تتصاعد في سماء الكويت، والتي حولت نهارها إلى ليل المهندسة سارة أكبر". وتابعت "هناك رائدات في مجال الحقوق السياسية من بينهن السيدات: نورية السداني، ولولوة القطامي، والمحامية كوثر الجوعان، وشيخة النصف، ولولوة الملا، والشيخة لطيفة الفهد السالم، والشيخة فادية سعدالعبدالله، والوزيرة معصومة المبارك... إلخ، فالأسماء كثيرة جداً، والتاريخ الكويتي يزخر بالعديد ممن تستحققن دوماً أن تذكرن وتقدرن وتكرمن، ليس ليوم واحد بل كل يوم... نماذج نسائية كويتية مشرفة خير قدوة لأبناء البلاد". وذكرت "أتمنى أن تحول الأعمال الكتابية التي وثقت سيرهن ومسيرتهن الذاتية إلى مسلسلات وبرامج تلفزيونية وإذاعية، فالمرأة الكويتية ظلمت من قبل الكتاب والباحثين... إلخ، وقامت المؤرخة نورية السداني بالعمل على توثيق سيرهن، ومن ثم عملت أنا، ومن المؤكد أن هناك غيري، وأتمنى أن يهتم وزير الإعلام بهذا الأمر، وبدوري أنا على أتم الاستعداد لتقديم ما يمكنني تقديمه، وهناك العديد من الأعمال الثقافية والتاريخية التي نستطيع أن نقدمها، ولكن حينما نجد الدعم لإتمام العمل... فتحية محبة ووفاء واحترام وتقدير لكل امرأة كويتية".
مشاركة :