«الأيام» تفتح ملف الإدمان الإدمــــــــان أرقام مخيفة وخطاب إعلامي ركيك يفرضه حرج المناسبة

  • 9/13/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

20‭ ‬الى‭ ‬30‭ ‬الف‭ ‬مدمن‭ ‬هو‭ ‬الرقم‭ ‬الذي‭ ‬قدره‭ ‬اخر‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬حول‭ ‬اعداد‭ ‬المدمنين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬25‭ ‬الى‭ ‬70‭ ‬عاماً‭.‬ هذا‭ ‬العدد‭ ‬وان‭ ‬لم‭ ‬تقابله‭ ‬احصائيات‭ ‬محلية‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية،‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬اكدت‭ ‬لــاالايامب‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬اعداد‭ ‬المدمنين‭ ‬الجدد‭ ‬الذين‭ ‬يترددون‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬العلاجية‭ ‬الحكومية‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بتزايد،‭ ‬معللة‭ ‬الاسباب‭ ‬بقلة‭ ‬الوعي‭ ‬بآفة‭ ‬المخدرات‭ ‬والصحة‭ ‬السيئة‭ ‬والتشتت‭ ‬الاسري‭ ‬والحالة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للأسرة‭.‬ وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬ايضا‭ ‬لفتت‭ ‬في‭ ‬تقارير‭ ‬سابقة‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬اعداد‭ ‬المترددين‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬خليل‭ ‬المؤيد‭ ‬للعلاج‭ ‬من‭ ‬الادمان‭ ‬يصل‭ ‬الى‭ ‬نحو‭ ‬60-80‭ ‬مريضاً‭- ‬يترددون‭ ‬على‭ ‬العيادات‭ ‬الخارجية‭ - ‬أي‭ ‬حوالي‭ ‬9‭ ‬الاف‭ ‬زيارة‭ ‬شهرياً‭- ‬فيما‭ ‬تبلغ‭ ‬نسبة‭ ‬الاشغال‭ ‬على‭ ‬اسرة‭ ‬الوحدة‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬عددها‭ ‬16‭ ‬سريراً‭- ‬نسبة‭ ‬100‭ ‬‭% ‬مما‭ ‬يشير‭ ‬الى‭ ‬وجود‭ ‬نقص‭ ‬واضح‭ ‬بالقدرة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬لهذه‭ ‬الوحدة‭.‬ التزايد‭ ‬بإعداد‭ ‬المدمنين‭ ‬الجدد‭ ‬خلال‭ ‬الاربعة‭ ‬اعوام‭ ‬الماضية‭ ‬يطرح‭ ‬هو‭ ‬الاخر‭ ‬مؤشر‭ ‬حول‭ ‬طبيعية‭ ‬المدمنين‭ ‬الجدد‭ ‬والذي‭ ‬يشير‭ ‬الى‭ ‬زيادة‭ ‬معدل‭ ‬ادخالهم‭ ‬نتيجة‭ ‬لتقدم‭ ‬وضعهم‭ ‬في‭ ‬تعاطي‭ ‬السموم‭ ‬البيضاء‭ ‬والتي‭ ‬يتصدرها‭ ‬الهيروين‭ ‬كأكثر‭ ‬انواع‭ ‬المخدرات‭ ‬انتشاراً‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬ هذا‭ ‬الرقم‭ ‬المخيف‭ ‬حول‭ ‬اعداد‭ ‬المدمنيين‭ ‬والاعتراف‭ ‬االصامتب‭ ‬بوجود‭ ‬زيادة‭ ‬بين‭ ‬اعدادهم‭ ‬وكذلك‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬التي‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬الادمان‭ ‬وتكرار‭ ‬القاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬االوعيب‭ ‬جميعها‭ ‬معطيات‭ ‬تضعنا‭ ‬امام‭ ‬تساؤلات‭ ‬هل‭ ‬كنا‭ ‬نمارس‭ ‬دورا‭ ‬ناضجاً‭- ‬بالتوعية‭ ‬حول‭ ‬المخدرات‭ ‬ام‭ ‬كنا‭ ‬نمارس‭ ‬طقوساً‭- ‬سنوية‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمخدرات‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تحت‭ ‬وقع‭ ‬حرج‭ ‬المناسبة؟‭ ‬هل‭ ‬احسنا‭ ‬اختيار‭ ‬ادوات‭ ‬حربنا‭ ‬على‭ ‬المخدرات؟‭ ‬ام‭ ‬اكتفينا‭ ‬بالتعامل‭ ‬معها‭ ‬كمسألة‭ ‬امنية‭ ‬رغم‭ ‬يقيننا‭ ‬ان‭ ‬لا‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬تهريب‭ ‬المخدرات‭ ‬وان‭ ‬الانجازات‭ ‬لا‭ ‬تسجل‭ ‬بالضبطيات‭ ‬بل‭ ‬بتراجع‭ ‬اعداد‭ ‬زبائن‭ ‬هذه‭ ‬السموم‭!‬؟‭. ‬جميعها‭ ‬اسئلة‭ ‬تطرحها‭ ‬االايامب‭ ‬بدون‭ ‬حلول‭ ‬مناسبات‭ ‬رسمية‭ ‬ترتبط‭ ‬بتواريخ،،‭ ‬بدون‭ ‬تخدير‭ ‬القارئ‭ ‬عبر‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬ارفاق‭ ‬السوءب‭!‬ معصومة‭ ‬عبدالرحيم‭: ‬أعداد‭ ‬المدمنين‭ ‬يتزايد‭ ‬والسبب‭ ‬االوعيب‭ ‬وعدد‭ ‬الإناث‭ ‬المترددات‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬اصفرب داخل‭ ‬وحدة‭ ‬خليل‭ ‬المؤيد‭ ‬للعلاج‭ ‬من‭ ‬الادمان‭ ‬استقبلتنا‭ ‬رئيس‭ ‬وحدة‭ ‬المؤيد‭ ‬لعلاج‭ ‬وتأهيل‭ ‬مرضى‭ ‬الاعتمادية‭ ‬على‭ ‬المخدرات‭ ‬والكحول‭ ‬طبيب‭ ‬استشاري‭ ‬الدكتورة‭ ‬معصومة‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬التي‭ ‬اكدت‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬امكانية‭ ‬افساح‭ ‬المجال‭ ‬لنا‭ ‬للتحدث‭ ‬مع‭ ‬اي‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬كأحد‭ ‬سياسات‭ ‬الوحدة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬سرية‭ ‬المرضى‭ ‬وخصوصيتهم‭ ‬فاحترمنا‭ ‬ذلك‭.‬ تؤكد‭ ‬الدكتورة‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬تولي‭ ‬اهتماماً‭ ‬بالغاً‭ ‬لعلاج‭ ‬مرضى‭ ‬الاعتمادية‭ ‬على‭ ‬المخدرات‭ ‬والكحول،‭ ‬لذلك‭ ‬هنالك‭ ‬وحدة‭ ‬المؤيد‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬عام‭ ‬1987‭ ‬والتي‭ ‬تقدم‭ ‬العلاج‭ ‬لسحب‭ ‬السموم‭ ‬والتأهيل،‭ ‬كما‭ ‬توفر‭ ‬متابعات‭ ‬بشكل‭ ‬منظم‭ ‬في‭ ‬العيادات‭ ‬الخارجية‭ ‬التابعة‭ ‬للوحدة‭.‬ تقول‭ ‬الدكتورة‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬الكل‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬الاعتمادية‭ ‬خصوصيتها‭ ‬وسريتها‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬واحتياج‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬الحالة‭ ‬الأخرى‭. ‬ويوجد‭ ‬العلاج‭ ‬الدوائي،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬بسيطة‭ - ‬كما‭ ‬أوصت‭ ‬به‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭- ‬بعلاج‭ ‬اعتمادي‭ ‬المخدرات‭ ‬بالميثادون‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬أحد‭ ‬العلاجات‭ ‬الهامة‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة،‭ ‬حيث‭ ‬تمنع‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الهيروين،‭ ‬ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬العلاج‭ ‬بهذا‭ ‬العقار‭ ‬لوحظت‭ ‬نتائج‭ ‬جيدة‭ ‬وايجابية‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المريض‭ ‬بل‭ ‬وعلى‭ ‬علاقاته‭ ‬مع‭ ‬الأهل‭ ‬والمجتمع‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬توفير‭ ‬العلاج‭ ‬النفسي‭ ‬والعلاج‭ ‬الأسري،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬المرضى‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬قلق‭ ‬واكتئاب‭ ‬مصاحب‭ ‬للاعتمادية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اضطرابات‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الزوجية،‭ ‬وهذا‭ ‬يعكس‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬الأخصائي‭ ‬النفسي‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬العملب‭.‬ لكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬الارقام‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬اعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المدمنيين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬30‭ ‬الف‭ ‬مريض‭ ‬فأجابت‭: ‬الا‭ ‬يوجد‭ ‬لدينا‭ ‬ارقام‭ ‬او‭ ‬احصائيات‭ ‬دقيقة‭ ‬حول‭ ‬اعداد‭ ‬المرضى‭ ‬او‭ ‬المتعافين،‭ ‬ولكن‭ ‬لوحظ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التردد‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬المؤيد‭ ‬بأن‭ ‬الحالات‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭ ‬مستمر،‭ ‬والان‭ ‬نعمل‭ ‬كفريق‭ ‬في‭ ‬وحدة‭ ‬المؤيد‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬ايجاد‭ ‬احصائيات‭ ‬رسمية‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬اعداد‭ ‬المرضى‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬لحالات‭ ‬الجرعة‭ ‬الزائدة‭ ‬ولتصنيف‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬استخدام‭ ‬المخدرات‭ ‬او‭ ‬الكحول‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬التصنيف‭ ‬العالمي‭ ‬للامراض‭ ‬النفسيةب‭.‬ وعندما‭ ‬سألنا‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اناث‭ ‬يترددن‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج‭ ‬فاجابتب‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭!‬ تقول‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬اهنا‭ ‬في‭ ‬الوحدة‭ ‬يوجد‭ ‬ثلاثة‭ ‬اقسام،‭ ‬العيادات‭ ‬الخارجية،‭ ‬وحدة‭ ‬سحب‭ ‬السموم،‭ ‬وحدة‭ ‬التأهيل،‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬الوحدة‭ ‬كادر‭ ‬مؤلف‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬اطباء‭ ‬متخصصين‭ ‬وباحثة‭ ‬اجتماعية‭ ‬وكادر‭ ‬تمريضي‭ ‬واخصائي‭ ‬نفسي،‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬نقصاً‭ ‬اذا‭ ‬اخذنا‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬الاعداد‭ ‬التي‭ ‬تستقبلها‭ ‬الوحدةب‭.‬ تبدو‭ ‬مفردة‭ ‬االوعيب‭ ‬هي‭ ‬المفردة‭ ‬التي‭ ‬حافظت‭ ‬على‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬اللقاءات‭ ‬الصحفية‭ ‬التي‭ ‬اجريناها‭ ‬عن‭ ‬المخدرات‭ ‬منذ‭ ‬قرابة‭ ‬18‭ ‬عاماً‭ ‬وبقيت‭ ‬الجانب‭ ‬الذي‭ ‬نعتبره‭ ‬السبب‭ ‬الاساسي‭ ‬في‭ ‬انتاج‭ ‬مدمنيين‭ ‬جدد‭ ‬يؤكد‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬يفقدون‭ ‬حياتهم‭ ‬بسبب‭ ‬الجرعات‭ ‬الزائدة‭ ‬او‭ ‬الاصابة‭ ‬بامراض‭ ‬قاتلة‭ ‬نتجت‭ ‬عن‭ ‬تعاطيهم‭ ‬المخدرات‭ ‬مثل‭ ‬نقص‭ ‬المناعة‭ ‬االايدزب‭ ‬والتهاب‭ ‬الكبد‭ ‬الوبائي‭ ‬وخلفت‭ ‬مأسي‭ ‬عائلية‭ ‬تقتل‭ ‬افرادها‭ ‬بصمت‭.‬ سالنا‭ ‬الدكتورة‭ ‬معصومة‭ ‬حول‭ ‬الوعي‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬اننا‭ ‬لم‭ ‬نفعل‭ ‬الكثير‭ ‬ازاء‭ ‬تطويره‭ ‬فقالت‭: ‬االأسباب‭ ‬مختلفة‭ ‬ومتعددة،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬قلة‭ ‬الوعي‭ ‬بآفة‭ ‬المخدرات،‭ ‬والصحة‭ ‬السيئة،‭ ‬والتشتت‭ ‬الأسري،‭ ‬والحالة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للأسرة‭. ‬لقد‭ ‬قدمنا‭ ‬مشروع‭ ‬حول‭ ‬التوعية‭ ‬والوقاية‭ ‬ولا‭ ‬زال‭ ‬قيد‭ ‬الدراسة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزار‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬ونتمنى‭ ‬ان‭ ‬يرى‭ ‬النورب‭.‬ عبدالرحيم‭ ‬اأحد‭ ‬المدمنين‭ ‬باع‭ ‬اطقم‭ ‬اسنان‭ ‬امه‭ ‬المسنة‭ ‬كي‭ ‬يشتري‭ ‬المخدرات‭ ‬واخر‭ ‬ترك‭ ‬زوجته‭ ‬تحتضر‭ ‬ولم‭ ‬ينقلها‭ ‬المستشفىب‭.‬ ماذا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬العائلة؟‭ ‬تشير‭ ‬الدكتورة‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬العائلة‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬هاماً‭ ‬في‭ ‬مسالة‭ ‬التعافي‭ ‬وتكون‭ ‬مهمة‭ ‬التحفيز‭ ‬على‭ ‬التعافي‭ ‬اكثر‭ ‬صعوبة‭ ‬امام‭ ‬الاختصاصين‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬عائلة‭ ‬تلعب‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭.‬ تقول‭ ‬الدكتورة‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬ادور‭ ‬العائلة‭ ‬مهم‭ ‬جداً‭ ‬لاسيما‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المدمن،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نركز‭ ‬عليه،‭ ‬نعم‭ ‬هذه‭ ‬العائلات‭ ‬تعاني‭ ‬الكثير‭ ‬بسبب‭ ‬ادمان‭ ‬احد‭ ‬افرادهم‭ ‬ونحن‭ ‬نركز‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬لهمب‭.‬ تؤكد‭ ‬الدكتورة‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬الادمان‭ ‬لا‭ ‬يكتفي‭ ‬بإنتاج‭ ‬مدمنين‭ ‬جدد‭ ‬هم‭ ‬ضحايا‭ ‬مباشرين‭ ‬له‭ ‬بل‭ ‬ينتج‭ ‬ايضا‭ ‬ضحايا‭ ‬اخرين‭ ‬بحكم‭ ‬علاقاتهم‭ ‬الاسرية‭ ‬بالضحية‭ ‬الاول،‭ ‬فالادمان‭ ‬يتصرف‭ ‬بقسوة‭ ‬ليس‭ ‬مع‭ ‬ضحيته‭ ‬بل‭ ‬مع‭ ‬افراد‭ ‬عائلته‭ ‬ولا‭ ‬يكتفي‭ ‬بقيادة‭ ‬حياة‭ ‬من‭ ‬وقع‭ ‬ضحيته‭ ‬بل‭ ‬ايضا‭ ‬التحكم‭ ‬بظروف‭ ‬حياة‭ ‬اسرته‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬قيام‭ ‬احد‭ ‬المدمينين‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬ما‭ ‬يبيعه‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬شراء‭ ‬جرعة‭ ‬مخدرات‭ ‬فسرق‭ ‬اطقم‭ ‬اسنانب‭ ‬والدته‭ ‬المسنة‭ ‬وقام‭ ‬ببيعه،‭ ‬واخر‭ ‬ترك‭ ‬زوجته‭ ‬تحتضر‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يفعل‭ ‬ما‭ ‬يتوجب‭ ‬فعله‭ ‬كــاإنسانب‭ ‬فتركها‭ ‬تلفظ‭ ‬انفاسها‭ ‬الاخيرة‭ ‬دون‭ ‬اي‭ ‬مساعدة‭ ‬طبية‭.‬ تقول‭ ‬الدكتورة‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬الا‭ ‬يخفى‭ ‬عليكم،‭ ‬هناك‭ ‬مأسٍ‭ ‬اسرية‭ ‬حدثت‭ ‬ولا‭ ‬زالت‭ ‬تحدث‭ ‬بسبب‭ ‬الادمان‭ ‬على‭ ‬المخدرات،‭ ‬احد‭ ‬المدمنيين‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬شيء‭ ‬ليقوم‭ ‬ببيعه‭ ‬لشراء‭ ‬الجرعة‭ ‬فعثر‭ ‬على‭ ‬اطقم‭ ‬اسنانب‭ ‬امه‭ ‬المسنة‭ ‬وقام‭ ‬ببيعه‭ ‬لشراء‭ ‬المخدرات،‭ ‬هناك‭ ‬مأساة‭ ‬اخرى‭ ‬لا‭ ‬زلت‭ ‬اتذكرها‭ ‬حين‭ ‬اصيبت‭ ‬زوجة‭ ‬مدمن‭ ‬بإعياء‭ ‬شديد‭ ‬وكان‭ ‬يستوجب‭ ‬نقلها‭ ‬الى‭ ‬اقرب‭ ‬مستشفى،‭ ‬لكن‭ ‬زوجها‭ ‬االمدمنب‭ ‬لم‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭ ‬وتركها‭ ‬تموت،‭ ‬وخسر‭ ‬بذلك‭ ‬زوجته‭ ‬وطفلهب‭.‬ لكن‭ ‬المآسي‭ ‬ليست‭ ‬وحدها‭ ‬من‭ ‬ترسم‭ ‬ملامح‭ ‬علاقة‭ ‬العائلة‭ ‬بالمدمن،‭ ‬بل‭ ‬تؤكد‭ ‬الدكتورة‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬على‭ ‬قصص‭ ‬نجاح‭ ‬كثر‭ ‬كان‭ ‬للعائلة‭ ‬الدور‭ ‬الاكبر‭ ‬لوضع‭ ‬نهاية‭ ‬سعيدة‭ ‬لها‭ ‬كتبت‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الصبر‭ ‬والتضيحات،‭ ‬حين‭ ‬تتحدث‭ ‬الدكتورة‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬عن‭ ‬شقيقات‭ ‬قدمن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الوقوف‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬اشقاءهم‭ ‬الذين‭ ‬وقعوا‭ ‬ضحية‭ ‬مرض‭ ‬االادمانب‭.‬ تقول‭ ‬الدكتورة‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬الدينا‭ ‬حالات‭ ‬دخلت‭ ‬مرحلة‭ ‬التعافي‭ ‬ولن‭ ‬اقول‭ ‬بفضل‭ ‬العلاج‭ ‬والدعم‭ ‬بل‭ ‬ايضا‭ ‬لما‭ ‬قدمته‭ ‬عائلاتهم‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬نفسي‭ ‬وتشجيع‭ ‬ومثابرة‭ ‬لانقاذ‭ ‬ابناءهم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المرض،‭ ‬هناك‭ ‬شقيقيات‭ ‬عانين‭ ‬الامرين‭ ‬لاجل‭ ‬شقيقهم‭ ‬المدمن،‭ ‬الاهل‭ ‬يلعبون‭ ‬ما‭ ‬نسبته‭ ‬85%‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬المدمن‭ ‬على‭ ‬التعافي،‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬يتوجب‭ ‬التركيز‭ ‬عليهم‭ ‬وتأهيليهم‭ ‬حيال‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يتعاملوا‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬ابنهم‭ ‬المريض‭ ‬بالادمانب‭.‬ ودعنا‭ ‬الاستشارية‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬وقررنا‭ ‬ان‭ ‬ننتقل‭ ‬الى‭ ‬من‭ ‬اختاروا‭ ‬القتال‭ ‬بشراسة‭ ‬وكتابة‭ ‬قصص‭ ‬نجاح‭ ‬ولدت‭ ‬هي‭ ‬الاخرى‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬عالمية‭ ‬تعرف‭ ‬باسم‭ ‬االمدمن‭ ‬المجهولب‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬اقرب‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬االقتال‭ ‬الجماعيب‭ ‬ضد‭ ‬عدو‭ ‬شرس‭ ‬اسمه‭ ‬االادمانب‭.‬ ‭ ‬ أحمد‭: ‬البحرين‭ ‬أول‭ ‬دولة ‭ ‬شرق‭ ‬أوسطية‭ ‬احتضنت‭ ‬مجموعة‭ ‬الزمالة داخل‭ ‬احدى‭ ‬المقاهي‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬المنامة‭ ‬وصلنا‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬بانتظارنا‭ ‬رئيس‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬بزمالة‭ ‬المدمن‭ ‬المجهول‭ ‬محمد‭ ‬احمد‭ ‬وشاب‭ ‬اخر‭ ‬يبدو‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬18‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬العمر‭.‬ حدثنا‭ ‬احمد‭ ‬عن‭ ‬بداية‭ ‬تأسيس‭ ‬الزمالة‭ ‬كمجموعة‭ ‬عالمية‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1953‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ليصل‭ ‬اليوم‭ ‬عدد‭ ‬فروعها‭ ‬في‭ ‬حوالي‭ ‬140‭ ‬دولة،‭ ‬تعتمد‭ ‬الزمالة‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬الامتناع‭ ‬التام‭ ‬عن‭ ‬تعاطي‭ ‬المخدرات‭. ‬وتعمل‭ ‬بشكل‭ ‬ذاتي‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬الاعضاء‭ ‬دون‭ ‬تلقي‭ ‬اي‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬او‭ ‬تحقيق‭ ‬اي‭ ‬ربح‭ ‬مالي‭.‬ يقول‭ ‬احمد‭ ‬القد‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬اول‭ ‬دولة‭ ‬شرق‭ ‬اوسطية‭ ‬يتم‭ ‬انشاء‭ ‬الزمالة‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1985‭ ‬ثم‭ ‬تلاها‭ ‬تأسيس‭ ‬الزمالة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وبعدها‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬اخرى‭. ‬اليوم‭ ‬الزمالة‭ ‬تضم‭ ‬بعضويتها‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‭ ‬قرروا‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬تعاطي‭ ‬اي‭ ‬مخدراتب‭. ‬يشرح‭ ‬احمد‭ ‬دور‭ ‬الزمالة‭ ‬بالقول‭ ‬انحن‭ ‬لسنا‭ ‬اطباء،‭ ‬بل‭ ‬نعتمد‭ ‬على‭ ‬خبرتنا‭ ‬كمدمنين‭ ‬سابقين،‭ ‬نحن‭ ‬ندرك‭ ‬ان‭ ‬اي‭ ‬شخص‭ ‬يأتينا‭ ‬اليوم‭ ‬ولديه‭ ‬االرغبةب‭ ‬بالتعافي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يمر‭ ‬نحو‭ ‬التعافي‭ ‬دون‭ ‬اعراض‭ ‬انسحابية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يحتاج‭ ‬الدخول‭ ‬الى‭ ‬الوحدة‭ ‬او‭ ‬الاشراف‭ ‬الطبي‭ ‬لسحب‭ ‬السموم‭ ‬وضمن‭ ‬مدة‭ ‬محددة،‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬هنا‭ ‬يكون‭ ‬للزمالة‭ ‬دور‭ ‬كبير،‭ ‬حيث‭ ‬يبدأ‭ ‬بهذه‭ ‬المرحلة‭ ‬حضور‭ ‬اجتماعات‭ ‬الزمالة‭ ‬وفهم‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬نقدمها‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬الخضوع‭ ‬للعلاج‭ ‬تحت‭ ‬اشراف‭ ‬طبي،‭ ‬لذلك‭ ‬دورنا‭ ‬يكمل‭ ‬دور‭ ‬العلاج‭ ‬الطبيب‭, ‬ويضيف‭ ‬االمريض‭ ‬يدرك‭ ‬اننا‭ ‬اشخاص‭ ‬نشبهه‭ ‬تماماً‭ ‬ومررنا‭ ‬بما‭ ‬يمر‭ ‬به‭ ‬ونعرف‭ ‬ما‭ ‬يواجهه‭ ‬من‭ ‬معركة‭ ‬تحتاج‭ ‬للصبر‭ ‬والثبات،‭ ‬فعندما‭ ‬نتحدث‭ ‬داخل‭ ‬حلقات‭ ‬اجتماعات‭ ‬الزمالة‭ ‬يسمع‭ ‬العضو‭ ‬الجديد‭ ‬قصته‭ ‬على‭ ‬السننا‭ ‬لاننا‭ ‬كلنا‭ ‬مررنا‭ ‬بما‭ ‬يمر‭ ‬به‭ ‬وتتشابه‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياتنا‭ ‬خلال‭ ‬الادمان‭ ‬وكذلك‭ ‬اعلان‭ ‬معركة‭ ‬االتعافيب‭ ‬ندرك‭ ‬تماماً‭ ‬ما‭ ‬يعانية‭ ‬من‭ ‬الم‭ ‬ونعرف‭ ‬تماماً‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬كي‭ ‬يتخلص‭ ‬تماماً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الالم‭ ‬ويعود‭ ‬لطبيعتها.‬ يشير‭ ‬احمد‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬الزمالة‭ ‬تضم‭ ‬اليوم‭ ‬بعضويتها‭ ‬100‭ ‬مدمن‭ ‬سابق‭ ‬اصبحوا‭ ‬اشخاص‭ ‬متعافيين‭ ‬يمارسون‭ ‬حياتهم‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬واطلقوا‭ ‬سراح‭ ‬انفسهم‭ ‬من‭ ‬اسجنب‭ ‬الادمان‭.‬ لكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬من‭ ‬انسحبوا‭ ‬من‭ ‬المعركة‭ ‬وقرروا‭ ‬البقاء‭ ‬رهائن‭ ‬سجن‭ ‬بائس‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يبذلوا‭ ‬جهداً‭ ‬لقتال‭ ‬عدو‭ ‬احتل‭ ‬اجمل‭ ‬ما‭ ‬بتفاصيلهم‭ ‬الانسانية؟ يقول‭ ‬احمد‭ ‬ابلا‭ ‬شك‭ ‬هم‭ ‬كثر،‭ ‬كثيرين‭ ‬من‭ ‬اتوا‭ ‬ولم‭ ‬يعطوا‭ ‬لانفسهم‭ ‬فرصة‭ ‬ان‭ ‬تشملهم‭ ‬الرعاية‭ ‬الالهية‭ ‬برسالة‭ ‬االاملب‭ ‬التي‭ ‬منحتنا‭ ‬اياها‭ ‬الزمالة،‭ ‬لا‭ ‬استطيع‭ ‬ان‭ ‬احدد‭ ‬اعدادهم‭ ‬لكنهم‭ ‬كثر‭.‬ لا‭ ‬نستطيع‭ ‬ان‭ ‬ننظر‭ ‬اليهم‭ ‬بتعالي‭ ‬وكاننا‭ ‬نجلس‭ ‬في‭ ‬برج‭ ‬عالي‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬الاسفل‭ ‬لاننا‭ ‬ببساطة‭ ‬مثلهم،‭ ‬فكلنا‭ ‬مررنا‭ ‬بمعارك‭ ‬ذاتية‭ ‬مع‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬التعافي،‭ ‬وكلنا‭ ‬انتكسنا‭ ‬وعدنا،‭ ‬ثم‭ ‬اعطينا‭ ‬لانفسنا‭ ‬فرصة‭ ‬اخرى‭ ‬ونجحنا‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ينقصهم،‭ ‬ما‭ ‬ينقصهم‭ ‬هو‭ ‬االمحاولةب‭ ‬وليس‭ ‬الاستسلام،‭ ‬فقرار‭ ‬التعافي‭ ‬هو‭ ‬98%‭ ‬قرار‭ ‬ذاتي‭ ‬من‭ ‬الشخص‭ ‬نفسه‭ ‬و2%‭ ‬فقط‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬المحيطيين‭ ‬بالمدمنب‭.‬ لا‭ ‬نستطيع‭ ‬ان‭ ‬ننظر‭ ‬اليهم‭ ‬بتعالي‭ ‬وكاننا‭ ‬نجلس‭ ‬في‭ ‬برج‭ ‬عالي‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬الاسفل‭ ‬لاننا‭ ‬ببساطة‭ ‬مثلهم،‭ ‬فكلنا‭ ‬مررنا‭ ‬بمعارك‭ ‬ذاتية‭ ‬مع‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬التعافي،‭ ‬وكلنا‭ ‬انتكسنا‭ ‬وعدنا،‭ ‬ثم‭ ‬اعطينا‭ ‬لانفسنا‭ ‬فرصة‭ ‬اخرى‭ ‬ونجحنا‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ينقصهم،‭ ‬ما‭ ‬ينقصهم‭ ‬هو‭ ‬االمحاولةب‭ ‬وليس‭ ‬الاستسلام،‭ ‬فقرار‭ ‬التعافي‭ ‬هو‭ ‬98%‭ ‬قرار‭ ‬ذاتي‭ ‬من‭ ‬الشخص‭ ‬نفسه‭ ‬و2%‭ ‬فقط‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬المحيطيين‭ ‬بالمدمنب‭.‬ االتعافي‭ ‬ونموذج‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬داخل‭ ‬الزمالةب اذا‭ ‬كانت‭ ‬عادات‭ ‬الادمان‭ ‬السيئة‭ ‬تطرح‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬التساوي‭ ‬الادماني‭ ‬عبر‭ ‬تبادل‭ ‬الجرع‭ ‬والحقن‭ ‬التي‭ ‬اكلها‭ ‬الصدأ‭ ‬بفعل‭ ‬التناوب‭ ‬على‭ ‬اذرع‭ ‬تمتد‭ ‬لاستقبال‭ ‬سمومها‭ ‬وقد‭ ‬تدعو‭ ‬معه‭ ‬ضيوف‭ ‬اخرين‭ ‬لن‭ ‬يغادروا‭ ‬الجسد‭ ‬مثل‭ ‬الكبد‭ ‬الوبائي‭ ‬والايدز،‭ ‬فالتعافي‭ ‬يقدم‭ ‬نموذجا‭ ‬بالعدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬نجدها‭ ‬في‭ ‬جوانب‭ ‬حياتيه‭ ‬اخرى،‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬الزمالة‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬مسلم‭ ‬وغير‭ ‬مسلم،‭ ‬بين‭ ‬رجل‭ ‬وامراة،‭ ‬بين‭ ‬بحريني‭ ‬واجنبي،‭ ‬بين‭ ‬غني‭ ‬وفقير‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬روحاني‭ ‬تبدو‭ ‬استمارة‭ ‬الانضمام‭ ‬اليه‭ ‬هياالرغبةب‭ ‬وليس‭ ‬غيرها‭.‬ سألنا‭ ‬احمد‭ ‬عن‭ ‬النساء‭ ‬داخل‭ ‬الزمالة‭ ‬فاكد‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬مواطنات‭ ‬واخريات‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬اجنبية‭ ‬ولكن‭ ‬اعدادهن‭ ‬قليلة‭.‬ يقول‭ ‬احمد‭ ‬االخط‭ ‬الساخن‭ (‬17-533558‭) ‬يلعب‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لفئة‭ ‬الاناث،‭ ‬لكن‭ ‬بالمجمل‭ ‬هن‭ ‬اعدادهن‭ ‬قليلةب‭.‬ يستدرك‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬يكمل‭ ‬اعند‭ ‬اوجاع‭ ‬الادمان‭ ‬تتساوى‭ ‬الالم‭ ‬لكن‭ ‬النظرة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تكون‭ ‬اكثر‭ ‬قسوة‭ ‬اتجاههن‭ ‬لاسيما‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عائلاتهن،‭ ‬وهنا‭ ‬نشدد‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬دور‭ ‬العائلة‭ ‬مهم‭ ‬جداً‭ ‬باحتواء‭ ‬المدمن‭ ‬أو‭ ‬المدمنة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬اليوم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفتيات‭ ‬اللواتي‭ ‬تعافيين‭ ‬والحمدلله‭ ‬يحظن‭ ‬برعاية‭ ‬عائلاتهم‭ ‬واهتمامهمب‭.‬ الحديث‭ ‬عن‭ ‬فئة‭ ‬الاناث‭ ‬دفعنا‭ ‬بحماس‭ ‬لسؤال‭ ‬احمد‭ ‬حول‭ ‬نظرته‭ ‬كشاب‭ ‬بحريني‭ ‬لفتيات‭ ‬وقعن‭ ‬ضحايا‭ ‬مرض‭ ‬الادمان‭ - ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬منا‭ ‬لمعرفة‭ ‬ما‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬نظرة‭ ‬ذكورية‭ ‬حتى‭ ‬وان‭ ‬تساوت‭ ‬حصص‭ ‬الذكر‭ ‬والانثى‭ ‬من‭ ‬الادمان‭ - ‬فرد‭ ‬اهن‭ ‬شقيقاتنا،‭ ‬هكذا‭ ‬ننظر‭ ‬اليهن،‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نختلف‭ ‬عنهن‭ ‬ولا‭ ‬نملك‭ ‬اي‭ ‬مزايا‭ ‬للتفوق‭ ‬عليهن،‭ ‬جميعنا‭ ‬ابتلينا‭ ‬وقاتلنا‭ ‬بشراسة‭ ‬عدو‭ ‬واحدب‭.‬ يحضر‭ ‬اجتماعات‭ ‬الزمالة‭ - ‬بحسب‭ ‬احمد‭- ‬من‭ ‬20‭ ‬الى‭ ‬50‭ ‬عضواً‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬خضع‭ ‬للعلاج‭ ‬من‭ ‬الادمان‭ ‬في‭ ‬وحدة‭ ‬المؤيد‭ ‬واخرين‭ ‬في‭ ‬مصحات‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬والاردن،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬تعافوا‭ ‬بدون‭ ‬دخول‭ ‬مصحات‭ ‬وبالاعتماد‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬الارادة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬سجن‭ ‬االادمانب‭.‬ ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬جهود‭ ‬الزمالة‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬الحلقات‭ ‬لاعضاءها‭ ‬بل‭ ‬يقوم‭ ‬اعضاءها‭ ‬بزيارة‭ ‬وحدة‭ ‬المؤيد‭ ‬بمعدل‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬الاسبوع‭ ‬لتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬لمن‭ ‬اختاروا‭ ‬خوض‭ ‬معركة‭ ‬التعافي‭ ‬من‭ ‬المرض‭. ‬يقول‭ ‬احمدا‭ ‬نقوم‭ ‬بزيارة‭ ‬الوحدة‭ ‬وكنا‭ ‬سابقا‭ ‬نقوم‭ ‬بزيارة‭ ‬مركز‭ ‬الاصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬والالتقاء‭ ‬بالمحكومين‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬قضايا‭ ‬مخدرات،‭ ‬كذلك‭ ‬نقوم‭ ‬بعقد‭ ‬ندوات‭ ‬للتوعية‭ ‬وسرد‭ ‬تجاربنا‭ ‬لاننا‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬لاحداً‭ ‬ان‭ ‬يقع‭ ‬بهذا‭ ‬المرض‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬معنا،‭ ‬وأيضا‭ ‬نغتنم‭ ‬فرصة‭ ‬حلول‭ ‬مناسبات‭ ‬دينية‭ ‬مثل‭ ‬امحرمب‭ ‬وما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬اجتماعي‭ ‬لافت‭ ‬ونقوم‭ ‬بعمل‭ ‬ندوات‭ ‬توعوية‭ ‬ونعرض‭ ‬مساعداتنا‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يرغب‭ ‬الانضمام‭ ‬الينا‭ ‬والتعافي‭ ‬من‭ ‬الادمان،‭ ‬هذا‭ ‬بالاضافة‭ ‬الى‭ ‬زيارتنا‭ ‬الى‭ ‬جمعية‭ ‬الحد‭ ‬نحمل‭ ‬رسالة‭) ‬بمعدل‭ ‬زيارة‭ ‬واحدة‭ ‬شهرياًب‭.‬ أحمد‭ ‬االعائلة‭ ‬تلعب‭ ‬دوراً‭ ‬ محورياً‭ ‬بالتحفيز‭ ‬على‭ ‬التعافيب يتفق‭ ‬احمد‭ ‬مع‭ ‬محدثتنا‭ ‬السابقة‭ ‬الدكتورة‭ ‬معصومة‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬العائلة‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬عامل‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬والتحفيز‭ ‬على‭ ‬التعافي‭ ‬عند‭ ‬المدمن‭- ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الادمان‭ ‬يحتاج‭ ‬لقرار‭ ‬ذاتي‭ ‬يسدل‭ ‬الستار‭ ‬على‭ ‬المعاناة‭- ‬اذ‭ ‬يرى‭ ‬احمد‭ ‬ان‭ ‬اطلاع‭ ‬الاهل‭ ‬على‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬بفعل‭ ‬ارادة‭ ‬من‭ ‬سبقوا‭ ‬ابناءهم‭ ‬بالخروج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ (‬المستنقع‭) ‬يجعل‭ ‬الاهالي‭ ‬داعم‭ ‬اساسي‭ ‬ومحفز‭ ‬للمدمن،‭ ‬فيما‭ ‬يشير‭ ‬احمد‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬مستوى‭ ‬التعليم‭ ‬لا‭ ‬يتحكم‭ ‬ببوصلة‭ ‬الوعي‭ ‬عند‭ ‬الاهالي‭ ‬بكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المدمن،‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬عائلة‭ ‬متواضعة‭ ‬التعليم‭ ‬لكنها‭ ‬ادركت‭ ‬قوة‭ ‬التأثير‭ ‬النفسي‭ ‬المحفز‭ ‬على‭ ‬التعافي‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬تخرج‭ ‬افرادها‭ ‬من‭ ‬جامعات‭ ‬مرموقة‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬لديها‭ ‬وعي‭ ‬كيف‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬مأساة‭ ‬وجود‭ ‬مدمن‭ ‬في‭ ‬العائلة‭.‬ التوعية‭ ‬حول‭ ‬الادمان‭ ‬والطرح‭ ‬الاعلامي‭ ‬السنوي‭ ‬االركيكب اذا‭ ‬كانت‭ ‬العائلة‭ ‬تملك‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬من‭ ‬التأثير‭ ‬حيال‭ ‬التحفيز‭ ‬على‭ ‬التعافي،‭ ‬فهل‭ ‬كانت‭ ‬العائلة‭ ‬ايضا‭ ‬عاملاً‭ ‬محفزاً‭ ‬بالاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬الادمان؟‭ ‬ربما‭ ‬هذا‭ ‬التساؤل‭ ‬قد‭ ‬دار‭ ‬باذهاننا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬قدمت‭ ‬فيها‭ ‬تقارير‭ ‬وتحقيقات‭ ‬صحفية‭ ‬حول‭ ‬المخدرات‭ ‬وإدمانها،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬كنا‭ ‬نعود‭ ‬لمفردة‭ ‬االوعيب‭ ‬ونلقي‭ ‬على‭ ‬غيابها‭ ‬باللوم‭ ‬ثم‭ ‬نعود‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬لنجد‭ ‬انفسنا‭ ‬لا‭ ‬زلنا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬الوعي،‭ ‬والسؤال‭ ‬هل‭ ‬كنا‭ ‬نقوم‭ ‬فعلاً‭ ‬بزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬حول‭ ‬المخدرات‭ ‬ام‭ ‬كنا‭ ‬نمارس‭ ‬اطقوس‭ ‬سنويةب‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬موعد‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لمكافحة‭ ‬المخدرات‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬ونتبرع‭ ‬بتقديم‭ ‬حملة‭ ‬اعلاقات‭ ‬عامةب‭ ‬تشبه‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ ‬تسجيل‭ ‬موقف‭ ‬من‭ ‬المخدرات‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬المناسبة‭ ‬ثم‭ ‬وكأن‭ ‬شي‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭! ‬واذا‭ ‬كنا‭ ‬مخطئين‭ ‬فلماذا‭ ‬لدينا‭ ‬اليوم‭ ‬30‭ ‬الف‭ ‬مدمن‭ ‬بحسب‭ ‬تقارير‭ ‬المنظمة‭ ‬العالمية؟واذا‭ ‬كنا‭ ‬ذ‭ ‬كمجتمع‭ ‬يضم‭ ‬جهات‭ ‬رسمية‭ ‬وصحافة‭ ‬ووسائل‭ ‬اعلام‭- ‬نحارب‭ ‬المخدرات‭ ‬فهل‭ ‬كنا‭ ‬نوجه‭ ‬رسالتنا‭ ‬الى‭ ‬الفئة‭ ‬المناسبة؟‭ ‬هل‭ ‬الاعلام‭ ‬قدم‭ ‬رسالة‭ ‬ناضجة‭ ‬ام‭ ‬لازلنا‭ ‬نتمسك‭ ‬بصورة‭ ‬درامية‭ ‬امملةب‭ ‬نضع‭ ‬فيها‭ ‬المدمن‭ ‬بصورة‭ ‬الابن‭ ‬الذي‭ ‬اوقعه‭ ‬حظه‭ ‬العاثر‭ ‬برفاق‭ ‬سوء‭ ‬لينتهي‭ ‬به‭ ‬الامر‭ ‬مدمن‭ ‬وكأن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬رائع‭ ‬فقط‭ ‬المشكلة‭ ‬برفاق‭ ‬السوء‭ ‬تلك‭ ‬المخلوقات‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬كوكب‭ ‬اخر‭ ‬لتوقع‭ ‬ابناءنا‭ ‬في‭ ‬براثن‭ ‬الادمان‭!‬ طرحنا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬بأذهاننا‭ ‬امام‭ ‬محدثنا‭ ‬وقبل‭ ‬ان‭ ‬يرد‭ ‬سألناه‭ - ‬كمدمن‭ ‬سابق‭- ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬كتابة‭ ‬سيناريو‭ ‬فيلم‭ ‬قصير‭ ‬للتوعية‭ ‬من‭ ‬المخدرات‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬سيلقي‭ ‬اللوم؟‭ ‬والى‭ ‬من‭ ‬سيوجه‭ ‬رسالة‭ ‬الفيلم‭ ‬للابن‭ ‬ام‭ ‬للعائلة‭ ‬ام‭ ‬للمدرسة؟‭ ‬فرد‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬ارفيق‭ ‬السوء‭ ‬هو‭ ‬انا‭ ‬وهو‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يتورط‭ ‬بمرض‭ ‬الادمان،‭ ‬جميع‭ ‬العائلات‭ ‬ترى‭ ‬بابنها‭ ‬الابن‭ ‬الصالح‭ ‬ولكن‭ ‬المشكلة‭ ‬برفيق‭ ‬السوء،‭ ‬وعائلته‭ ‬هو‭ ‬الاخر‭ ‬ترى‭ ‬به‭ ‬ابن‭ ‬صالحاً‭ ‬والمشكلة‭ ‬بسببي،‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬من‭ ‬المكابرة‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬العائلات‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬ان‭ ‬الاشكالية‭ ‬الحقيقة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬قبل‭ ‬الرفيق‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مقعد‭ ‬الدراسة‭ ‬او‭ ‬في‭ ‬الشارعب‭.‬ يصمت‭ ‬احمد‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬يكمل‭ ‬وكأننا‭ ‬اعدناه‭ ‬الى‭ ‬عشرين‭ ‬عاماً‭ ‬ماضية‭ ‬الم‭ ‬تكن‭ ‬عائلتي‭ ‬فقيرة‭ ‬او‭ ‬محتاجة،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬عائلتي‭ ‬سيئة‭ ‬معي‭ ‬او‭ ‬اتعرض‭ ‬لاي‭ ‬اهانات‭ ‬منهم،‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬بين‭ ‬والداي،‭ ‬كنت‭ ‬احسد‭ ‬جيراننا‭ ‬كلما‭ ‬رايتهم‭ ‬يعيشون‭ ‬متحابين‭ ‬دون‭ ‬مشاكل‭ ‬وأرى‭ ‬اهتمامهم‭ ‬ببعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬الخلافات‭ ‬العائلية‭ ‬داخل‭ ‬محيط‭ ‬اسرتي‭ ‬جعلتني‭ ‬افضل‭ ‬اي‭ ‬مكان‭ ‬على‭ ‬وجودي‭ ‬بينهم،‭ ‬هربت‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬لا‭ ‬احبه‭ ‬وهو‭ ‬واقع‭ ‬وجود‭ ‬خلافات‭ ‬عائلية‭ ‬في‭ ‬بيتنا،‭ ‬نعم‭ ‬قد‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬ان‭ ‬ارفاق‭ ‬السوءب‭ ‬صنعوا‭ ‬مني‭ ‬مدمن،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬ان‭ ‬من‭ ‬نسميهم‭ ‬ارفاق‭ ‬السوءب‭ ‬هم‭ ‬مثلي،‭ ‬ضحايا‭ ‬مشاكل‭ ‬في‭ ‬بيوت‭ ‬اخرىب‭.‬ ويضيف‭ ‬امعظم‭ ‬الناس‭ ‬تبدأ‭ ‬بالخشية‭ ‬على‭ ‬ابنائها‭ ‬من‭ ‬المخدرات‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬اواخر‭ ‬سن‭ ‬المراهقة‭ ‬او‭ ‬دخولهم‭ ‬الجامعة‭ ‬وهذا‭ ‬خطأ،‭ ‬انا‭ ‬اقول‭ ‬لهم‭ ‬اخشوا‭ ‬على‭ ‬ابناءكم‭ ‬من‭ ‬المخدرات‭ ‬وهم‭ ‬اطفال،‭ ‬لان‭ ‬اي‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬الطفولة‭ ‬بسبب‭ ‬مشاكل‭ ‬بين‭ ‬الزوج‭ ‬والزوج‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يجعلهم‭ ‬جاهزين‭ ‬لتوقع‭ ‬انتاج‭ ‬ابن‭ ‬او‭ ‬ابنه‭ ‬مدمن‭ ‬على‭ ‬المخدرات،‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬نتحدث‭ ‬فيه،‭ ‬جميع‭ ‬حملاتكم‭ ‬الاعلامية‭ ‬تستهدف‭ ‬الشباب‭ ‬وتفترضون‭ ‬ان‭ ‬الشاب‭ ‬هو‭ ‬سيد‭ ‬الموقف‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تتجهوا‭ ‬الى‭ ‬الاهالي،‭ ‬لمن‭ ‬يختلفون‭ ‬ويعلوا‭ ‬صراخهم‭ ‬امامنا‭ ‬وجعلونا‭ ‬نهرب‭ ‬لاثبات‭ ‬ذاتنا‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬اخرب‭.‬ وعندما‭ ‬سالته‭ ‬ما‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬الطرح‭ ‬الاعلامي‭ ‬قد‭ ‬عالج‭ ‬مشكلة‭ ‬الادمان‭ ‬بشكل‭ ‬واقعي‭ ‬او‭ ‬اوصل‭ ‬رسالة‭ ‬لتفادي‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬الادمان‭ ‬فأجاب‭ ‬اقبل‭ ‬ان‭ ‬اتورط‭ ‬بالادمان‭ ‬كنت‭ ‬اشاهد‭ ‬الدراما‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الادمان‭ ‬وجميع‭ ‬الافلام‭ ‬القصيرة‭ ‬التي‭ ‬تطرح‭ ‬قضية‭ ‬المخدرات،،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬ادمنت‭ ‬على‭ ‬المخدرات‭ ‬لمدة‭ ‬15‭ ‬عاماً،‭ ‬معذرة‭ ‬اذا‭ ‬قولت‭ ‬ان‭ ‬العمل‭ ‬الدرامي‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬طرح‭ ‬قضية‭ ‬الادمان‭ ‬بشكل‭ ‬واقعي‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬هو‭ ‬مسلسل‭ ‬عرض‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الماضي‭ ‬اسمه‭ ‬اتحت‭ ‬السيطرةب‭ ‬كنا‭ ‬نشاهده‭ ‬وندرك‭ ‬اننا‭ ‬نشاهد‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬مررنا‭ ‬به،‭ ‬اما‭ ‬ما‭ ‬تطرحه‭ ‬الاعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬والندوات‭ ‬فهذا‭ ‬يبقى‭ ‬كلام‭ ‬جميل‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الجذور،،‭ ‬الجذور‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬طفولتنا،‭ ‬في‭ ‬اجواء‭ ‬بيوتنا،‭ ‬الاهل‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يملكون‭ ‬جهاز‭ ‬التحكم‭ ‬بزيادة‭ ‬فرص‭ ‬تورط‭ ‬ابناءهم‭ ‬بالادمان‭ ‬وليس‭ ‬الشباب،‭ ‬العنف‭ ‬الاسري‭ ‬والخلافات‭ ‬العائلية‭ ‬وتعرض‭ ‬الطفل‭ ‬لاي‭ ‬تحرش‭ ‬جنسي،‭ ‬جميعها‭ ‬عوامل‭ ‬تدفع‭ ‬الشاب‭ ‬نحو‭ ‬الهروب‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬والتمرد‭ ‬عليه‭ ‬عبر‭ ‬ادمان‭ ‬المخدرات‭.‬ سالناه‭ ‬حول‭ ‬برنامج‭ ‬مكافحة‭ ‬العنف‭ ‬والادمان‭ ‬الذي‭ ‬اطلقته‭ ‬المحافظة‭ ‬الجنوبية‭ ‬كبرنامج‭ ‬توعوي‭ ‬وقائي‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشرطة‭ ‬المجتمعية‭ ‬فقال‭: ‬ابلا‭ ‬شك‭ ‬ان‭ ‬اي‭ ‬جهد‭ ‬يوجه‭ ‬للاطفال‭ ‬هو‭ ‬مهم‭ ‬جداً،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬نغفل‭ ‬عن‭ ‬مخاطبة‭ ‬الاهلب‭!‬ ام‭ ‬سب‭: ‬والدي‭ ‬وفر‭ ‬لمنزلنا‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬إلا‭ ‬الحب‭!‬ كان‭ ‬قد‭ ‬مضى‭ ‬ساعة‭ ‬على‭ ‬حديثنا‭ ‬مع‭ ‬احمد‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مرافقه‭ ‬قد‭ ‬تحدث‭ ‬بشيء،‭ ‬لكن‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬اتجاه‭ ‬حديثنا‭ ‬نحو‭ ‬الاهل‭ ‬قد‭ ‬اختصر‭ ‬امامه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المسافات‭ ‬ليبدا‭ ‬حديثه‭ ‬الينا،‭ ‬م‭ ‬س‭ ‬شاب‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬30‭ ‬عاماً‭ ‬لكنه‭ ‬يبدو‭ ‬اصغر‭ ‬بكثير،‭ ‬جسد‭ ‬نحيل،‭ ‬ملامح‭ ‬طفولية،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تتحدث‭ ‬اليه‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬تشعر‭ ‬اتجاهه‭ ‬بعاطفه‭ ‬الابوة‭ ‬او‭ ‬الامومة،‭ ‬وتشعر‭ ‬ان‭ ‬مكانه‭ ‬لازال‭ ‬هناك‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬دراسة‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يعود‭ ‬اليها‭.‬ حدثني‭ (‬م‭ ‬س‭) ‬عن‭ ‬طفولته‭ ‬بالقول‭: ‬انشأت‭ ‬بين‭ ‬ابا‭ ‬وام‭ ‬شبه‭ ‬منفصلين،‭ ‬والدي‭ ‬متزوج‭ ‬من‭ ‬امراة‭ ‬اخرى،‭ ‬وجل‭ ‬اهتمامه‭ ‬موجهاً‭ ‬لها،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ليقصر‭ ‬علينا‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬المادية‭ ‬على‭ ‬الاطلاق،‭ ‬لا‭ ‬اتذكر‭ ‬انني‭ ‬احتجت‭ ‬شيئاً‭ ‬مادياً‭ ‬بطفولتي‭ ‬ولم‭ ‬يوفره‭ ‬لمنزلنا‭ ‬الا‭ ‬الحب،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬كان‭ ‬يزورنا‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬تنشب‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬امي‭ ‬خلافات‭ ‬ويعلو‭ ‬الصراخ،‭ ‬كنت‭ ‬اشعر‭ ‬بالخوف‭ ‬من‭ ‬صراخه‭ ‬على‭ ‬امي،‭ ‬لم‭ ‬اكن‭ ‬اكرهه‭ ‬لكنني‭ ‬كنت‭ ‬اكره‭ ‬اهانته‭ ‬لامي،‭ ‬كان‭ ‬يحبني‭ ‬كثيرا‭ ‬ويوفر‭ ‬لي‭ ‬ما‭ ‬تطلبه‭ ‬امي،‭ ‬لكنني‭ ‬لا‭ ‬اتذكر‭ ‬يوماً‭ ‬ان‭ ‬سألني‭ ‬كيف‭ ‬احوالك؟‭ ‬كيف‭ ‬تسير‭ ‬امور‭ ‬تعليمك؟‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬يضايقك؟‭ ‬هل‭ ‬ضربك‭ ‬احدهم؟‭ ‬هل‭ ‬تحرش‭ ‬بك‭ ‬احد؟‭ ‬لا‭ ‬اتذكر‭ ‬انه‭ ‬سألني‭ ‬شيء‭ ‬عن‭ ‬حياتي‭! ‬كنت‭ ‬متفوق‭ ‬بدراستي‭ ‬حتى‭ ‬الصف‭ ‬السادس‭ ‬الابتدائيب‭.‬ يلتقط‭ ‬م‭ ‬قصاصة‭ ‬من‭ ‬جريدة‭ ‬يومية‭ ‬تبدو‭ ‬متهالكه‭ ‬بفعل‭ ‬عامل‭ ‬الزمن‭ ‬عليها‭ ‬صورة‭ ‬طفل‭ ‬جميل‭ ‬وتحتها‭ ‬اسمه‭ ‬وهوايته‭ ‬اكرة‭ ‬القدمب‭ ‬يليها‭ ‬الامنية‭ ‬امهندسب‭ ‬يضعها‭ ‬امامي‭ ‬ويشير‭ ‬لي‭ ‬بالقول‭ ‬اهذا‭ ‬انا،‭ ‬كنت‭ ‬اتمنى‭ ‬ان‭ ‬اكون‭ ‬مهندساً،‭ ‬كنت‭ ‬العب‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬الناشئين‭ ‬في‭ ‬نادي‭ (...) ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬ضاع‭ ‬منيب‭.‬ ويضيف‭ ‬اخلال‭ ‬طفولتي‭ ‬تعرضت‭ ‬للضرب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اولاد‭ ‬يكبروني‭ ‬سناً،‭ ‬لم‭ ‬استطع‭ ‬ان‭ ‬ادافع‭ ‬عن‭ ‬نفسي،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬والدي‭ ‬ليكترث‭ ‬لمعرفة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬معي‭ ‬امام‭ ‬انشغاله‭ ‬بزوجته‭ ‬الثانية‭ ‬وكيفية‭ ‬ارضائها،‭ ‬اعترف‭ ‬ان‭ ‬شخصيتي‭ ‬في‭ ‬الطفولة‭ ‬كانت‭ ‬هشه،‭ ‬لان‭ ‬صراخ‭ ‬والدي‭ ‬كسرني،‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬وجدت‭ ‬اولاد‭ ‬اكبر‭ ‬مني‭ ‬ايضا‭ ‬دافعوا‭ ‬عني،‭ ‬واصبحت‭ ‬ارفاقهم،‭ ‬كنت‭ ‬اشعر‭ ‬بالامان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬الا‭ ‬داخل‭ ‬بيتنا،‭ ‬كنت‭ ‬افضل‭ ‬الهروب‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬لاي‭ ‬مكان‭ ‬اشعر‭ ‬به‭ ‬بالامان‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬بيتب‭.‬ رحلة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬اثبات‭ ‬الذات يعترف‭ ‬ام‭ ‬سب‭ ‬ان‭ ‬غياب‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬صنع‭ ‬منه‭ ‬انسان‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الحب،‭ ‬كانت‭ ‬اول‭ ‬تجربه‭ ‬له‭ ‬عاطفية‭ ‬انتهت‭ ‬بالفشل‭ ‬كافية‭ ‬لكسر‭ ‬شيء‭ ‬مهشم‭ ‬داخل‭ ‬طفل‭ ‬لم‭ ‬يحظَ‭ ‬بالاهتمام‭ ‬المعنوي‭ ‬كما‭ ‬يتوجب‭.‬ يقول‭ ‬امب‭ ‬لم‭ ‬اكن‭ ‬اعرف‭ ‬كيف‭ ‬احب،‭ ‬ولا‭ ‬ادري‭ ‬ماذا‭ ‬اريد‭ ‬من‭ ‬الحب،‭ ‬اندفعت‭ ‬نحو‭ ‬اثبات‭ ‬ذاتي‭ ‬عبر‭ ‬التعلق‭ ‬بشخصية‭ ‬ممثل‭ ‬مكسيكي‭ ‬له‭ ‬شعراً‭ ‬طويل‭ ‬ويقود‭ ‬دراجات‭ ‬نارية‭ ‬في‭ ‬الافلام‭ ‬ولديه‭ ‬رسومات‭ ‬اوشام‭ ‬اتاتووب‭ ‬على‭ ‬جسده،‭ ‬كنت‭ ‬ارى‭ ‬فيه‭ ‬شخصية‭ ‬اتمنى‭ ‬ان‭ ‬اكون‭ ‬مثلها،‭ ‬كنت‭ ‬اريد‭ ‬ان‭ ‬اتميز‭ ‬بشيء‭ ‬عن‭ ‬الاخرين،‭ ‬دخلت‭ ‬الى‭ ‬الادمان‭ ‬بعد‭ ‬تجربة‭ ‬سجائر‭ ‬الحشيش‭ ‬وتناول‭ ‬الحبوب‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬قفزت‭ ‬نحو‭ ‬االحقنب‭ ‬شعرت‭ ‬ان‭ ‬الخوف‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يسيطر‭ ‬علي‭ ‬بطفولتي‭ ‬قد‭ ‬ذهب‭ ‬لغير‭ ‬رجعه،‭ ‬اصبحت‭ ‬ارى‭ ‬ما‭ ‬اعتقد‭ ‬انه‭ ‬ذاتي‭ ‬وشخصيتي‭ ‬مع‭ ‬المخدرات،‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الادمان‭ ‬شعرت‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬وانني‭ ‬اصبحت‭ ‬امدمنب‭ ‬حاولت‭ ‬ان‭ ‬اتوقف‭ ‬ولم‭ ‬استطعب‭.‬

مشاركة :