فراغٌ باتَ مألوفًا في محلات بيع الأعلاف، فمربو الخيول والمواشي يعانون من أزمة حادة، نتيجة نقص نخالة القمح (الشوار) في الأسواق المحلية، بحيث لا يغطي المتوفر إلا 30% من تغذية الحيوانات، مما اضطرهم لتقليل كمية الوجبات المقدمة لحيواناتهم، لضمان استمرار التغذية اليومية، وهذا ما قد يؤثر سلبًا على صحة الخيول والمواشي.وتعدُّ شركة البحرين لمطاحن الدقيق هي الشركة المنتجة لنخالة القمح في البحرين، وتعتبر الشركة النخالة «الشوار» منتج ثانوي غيرأساسي تنتجه من مخلفات الطحين.وبالعودة للأرقام المعلنة من قبل شركة مطاحن الدقيق فإنها تنتج ثلاثة آلاف كيس من النخالة يوميا في حين أن استهلاك السوق اليومي للنخالة يتراوح من 1500 إلى 1700 كيس، ما يعني أن الشركة تخزّن ما لا يقل عن 1300 كيس يوميًا، وسبق أن طالبت بالسماح لها بتصدير الفائض من النخالة، كما أنها وفي أوقات مختلفة قامت بعرض الأطنان المكدّسة للمزايدة.الأزمة (وبحسب المربين) بدأت من مطلع هذا العام مشيرين إلى أنها جاءت نتيجة تقليص الشركة، إنتاجها من الطحين على خلفية تراجع الطلب، بفعل أزمة جائحة فيروس كورونا وما صاحبها من تأثير على قطاع المخابز والمطاعم التي تعتبر المستهلك الأكبر للطحين، مما أثر على إنتاج نخالة الحيوانات.سوق سوداء وبيع مشروطوأكد مربو الماشية لـ«الأيام» بأن ظاهرة السوق السوداء للنخالة بدأت تظهر حاليًا، إذ يباع الكيس ضعف سعره ويصل إلى 3 دنانير للكيس الواحد، أما بعض محلات المختصة ببيع الأعلاف، فإنها اتجهت إلى ظاهرة «البيع المشروط» للحصول على أكياس النخالة، ففي حال رغب المربي شراء كيس أو كيسين من النخالة، فإن إدارة المحل تشترط شراءه بمبلغ يتراوح ما بين 10 إلى 20 دينارًا. وما يجعل المربون في حيرة هو تجاهل معاناتهم، مطالبين بايجاد حل لهذه الأزمة التي بدأت تؤثر على قطاع تربية المواشي بشكل كبير.تحرك نيابيوفي سياق متصل أكد النائب أحمد العامر أن استمرار شحّ نخالة القمح المكون الأساسي للأعلاف يتسبب في إرباك عملية دعم الأمن الغذائي لمربي وتجار المواشي البحرينيين، مطالبًا وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني وشركة مطاحن الدقيق بتنظيم الوضع ورفع المعاناة عنهم، ومراقبة سير الإنتاج ووقف التصدير نهائيًا حتى يتم توفير حاجة السوق المحلية وعدم تضرر الأمن الغذائي، إذ تعتبر هذه السلعة أساس لتربية المواشي وتوافر اللحوم في الأسواق.وأشار إلى أن المربين والتجار يؤكدون وجود سوق سوداء يتم بيع أكياس نخالة القمح بسعر مضاعف في حين يتمتخصيص كميات بسيطة لكل تاجر ومربي عند شرائه للكميات من شركة مطاحن الدقيق المسؤولة عن إنتاج نخالة القمحوهي القشرة التي يتم فصلها عن حبة القمح لإنتاج الطحين، إذ لم يتغير استهلاك السوق المحلي للمخبوزات كي يكون هناك شحّ في قشرة القمح.وشدد على أن غياب نخالفة القمح عن متناول المربين والتجار يؤثر بشكل رئيسي على تربية المواشي، إذ تعتبر النخالة 75% من مكون الأعلاف الذي يتم تقديمه للمواشي كافة، وشح وجودها يؤثر سلبًا على عمليات الإنتاج الحيواني، وهذاما يخالف توصيات ديوان الرقابة المالية والإدارية فيما يتعلق بنسبة الأمن الغذائي في البحرين.
مشاركة :