لعبت جائحة كوفيد -19 دورا كبيرا في تسريع وتيرة التحول الرقمي ومسابقة الزمن لجلب التقنيات التي كانت ستأتي في المستقبل ليتم تطبيقها والاستفادة في الوقت الحالي، الأمر الذي دفع البنوك والقطاع المالي بشكل خاص إلى تحويل عملياتها لتتماشى مع متطلبات الإقراض وتمويل التجارة وإدارة النقد وتسريع وتيرة التحول الرقمي في زمن الجائحة، ولضمان تحقيق النمو والازدهار، عمل القطاع المالي على الاستفادة من التقنيات الذكية أكثر من السابق وتغيير نماذج أعمالها والاعتماد على بنى تحتية جديدة تدعمها في رحلتها نحو تقديم خدمات مصرفية رقمية شاملة للشركات وترتكز على مبدأ المنصة. وكشفت شركة "فيناسترا" لحلول الخدمات المالية والتقنية النقاب عن أولويات البنوك المتغيرة تجاه نهج تقديم الخدمات المصرفية للشركات على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، ومن خلال استطلاعها الذي أحصى آراء وتصورات أكثر من 700 من مديري العلاقات ومسؤولي التكنولوجيا والمنتجات عبر مختلف إدارة الخدمات المصرفية للشركات في البنوك الدولية، قد أظهر كيف أن أولويات هؤلاء المستطلعين تتغير على مدى الأعوام الخمسة المقبلة لتتماشى مع متطلبات عملائهم من الشركات، وتبين الاستجابات أيضا أن الشركات ستولي أهمية وأولوية للخدمات المصرفية عبر الإنترنت والخدمات ذات المنافع الإضافية والخدمة والتنفيذ في الوقت الحقيقي، أكثر من التركيز على مجموعة المنتجات والخدمات وإدارة العلاقات في البنوك على مدى الأعوام الخمسة المقبلة. وأشار الاستطلاع إلى أنه ينبغي على إدارات الخدمات المصرفية للشركات في البنوك الاستجابة لهذه المتغيرات المستجدة، ونظرا لأن الرغبة في خوض هذا التغيير موجودة بالفعل، فإنه من المتوقع زيادة ميزانيات التحول الرقمي داخل هذه المؤسسات بحلول عام 2025، ففي مجال إدارة النقد وتمويل التجارة عالميا تتوقع البنوك نمو ميزانيات مشاريع التحول الرقمي بنحو 30 في المائة، إلى جانب قطاع الإقراض عالميا، تتوقع البنوك زيادة ميزانيات مشاريع التحول الرقمي بنحو 20 في المائة. وترى البنوك في أوروبا والشرق الأوسط، أن الوصول الفوري إلى الخدمات المصرفية وتنفيذ المعاملات في الوقت الحقيقي يشكل الآن واحدا من المتطلبات الرئيسة للعملاء، ومن المرجح أن يظل كذلك بحلول عام 2025، ومن أبرز النتائج الرئيسة التي توصل إليها الاستطلاع للبنوك في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، أن 71.2 في المائة من المستطلعة آراءهم يرى أن النهج المفضل لبنوك أوروبا والشرق الأوسط للتغلب على هذه التحديات يتمثل في الشراكات التعاونية مع شركات التقنية المالية التقنية التنظيمية، وعندما طلب من بنوك أوروبا والشرق الأوسط المستطلعة آراءهم ذكر التقنيات التي سيتبنونها، ذكروا أهمية المهام والوظائف الرقمية التي تلزمها بشكل عاجل لمواجهة تأثيرات كوفيد -19، حيث أشار 20.5 في المائة منهم إلى مزايا وحلول السحابة، و15.1 في المائة إلى تكنولوجيا التوقيع الرقمي. وقال تورستن بول، نائب رئيس أول، مدير عام الخدمات المصرفية للشركات في "فيناسترا" أن الحاجة إلى تقديم حلول تمويل للشركات بمستوى أعلى من السرعة والمرونة والتكيف مع متطلباتها المحددة عبر مختلف القطاعات، تشكل اليوم محفزا للخدمات المصرفية للشركات في البنوك على بدء رحلة تحولها الرقمي. كما أن المرونة وسرعة الاستجابة والاعتماد على خبرة شركاء حلول التقنيات المالية، ستكون العامل الاهم لتحقيق النجاح في هذا التحول، فضلا عن التعاون عبر المنصات المفتوحة، وفي ظل النمو المتزايد لهذه الاتجاهات، يظهر الاستطلاع أن نحو من 70 إلى 75 في المائة من البنوك تتعاون مسبقا مع شركاء التقنيات المالية، أو أنها تخطط للقيام بذلك في العام المقبل. وهذا التغيير سيكون حتميا لأنه سيساعد على تسريع وتيرة النمو.
مشاركة :