قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أمس، إن حزمة مساعدات كوفيد-19 التي اقترحها الرئيس جو بايدن والبالغة 1.9 تريليون دولار ستتيح موارد كافية لتغذية تعاف "قوي جدا" لاقتصاد الولايات المتحدة، لكنها لن تعالج مشكلات التفاوتات القائمة منذ أمد طويل. وبحسب "رويترز"، أبلغت يلين شبكة تلفزيون (إم إس إن بي سي) "مشروع القانون هذا سيقدم للأمريكيين المساعدة التي يحتاجون إليها لتجاوز الجائحة، ونحن نتوقع أن الموارد، التي يتيحها ستغذي فعلا تعافيا اقتصاديا قويا جدا"، وكررت يلين توقعاتها بأن حزمة التحفيز ستسمح للولايات المتحدة بالعودة إلى مستويات "التوظيف الكامل" السابقة على الجائحة بحلول العام المقبل. وقالت إن مشكلات التفاوتات ستظل قائمة في الاقتصاد ويجب معالجتها بتشريع آخر، ووافقت إدارة بايدن على التخلي عن زيادة الحد الأدنى للأجر إلى 15 دولارا في الساعة في إطار حزمة كوفيد-19. وتعتزم الإدارة مواصلة ذلك المسعى بشكل منفصل واقترحت استثمارات بتريليونات الدولارات في البنية التحتية والتعليم والأبحاث. وسئلت يلين عما إذا كانت الزيادة في الإنفاق ستثير ضغوطا تضخمية في الاقتصاد، فقالت إنها لا تتوقع أن يحدث ذلك لكن "يوجد كثير من المخاطر، التي تواجه هذا الاقتصاد" وحزمة التحفيز تعالج أكبر تلك المخاطر، التي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي دائم في الأمريكيين. وأشارت إلى الإجراءات، التي يتضمنها مشروع القانون "إذا اتضح أنها ستكون تضخمية، فإنه توجد أدوات للتعامل مع ذلك ونحن سنراقب الوضع عن كثب". وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية إن جائحة كوفيد-19 لها تأثير "مجحف للغاية" في الدخل والفرص الاقتصادية للنساء. وذكرت أن من المهم معالجة خطر أن الجائحة سيكون لها آثار سلبية دائمة تتمثل في تقليص الفرص للنساء في سوق العمل والاقتصاد. وأكدت أن مشاركة النساء في قوة العمل في الولايات المتحدة قبل الجائحة كانت بالفعل أقل من أوروبا، وهي قضية أخرى يجب معالجتها. ورفضت جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية المخاوف بشأن احتمال ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة نتيجة حزمة التحفيز الاقتصادي، التي أقرتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. وقالت ردا على سؤال عما إذا كانت حزمة التحفيز الاقتصادي الضخمة يمكن أن تؤدي إلى زيادة الضغوط على أسعار المستهلك في الولايات المتحدة: "لا أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث"، مشيرة إلى أن معدل التضخم في الولايات المتحدة قبل جائحة فيروس كورونا المستجد كان منخفضا جدا وليس مرتفعا جدا، لذلك لا يوجد مبرر للخوف من احتمال ارتفاع التضخم بشدة نتيجة حزمة التحفيز، التي تستهدف مواجهة التداعيات الاقتصادية للجائحة. وأشارت وكالة "بلومبيرج" للأنباء إلى أن مجلس النواب الأمريكي سيصوت على حزمة التحفيز اليوم بعد موافقة مجلس الشيوخ عليها السبت الماضي. وقالت يلين إن خطة التحفيز تستهدف استعادة "التوظيف الكامل" للقوة العاملة الأمريكية في العام المقبل وتوفير المساعدات المطلوبة لمئات الملايين من الأمريكيين المحتاجين إلى المساعدة للتغلب على تداعيات الجائحة. وأضافت يلين أنه بمجرد تمرير حزمة التحفيز ستعود الإدارة الأمريكية إلى التعامل مع المشكلات الأساسية في الاقتصاد، التي ساهمت في حدوث الفجوات الكبيرة في الدخول بين مختلف فئات المجتمع الأمريكي. إلى ذلك، سجلت مخزونات الجملة في الولايات المتحدة زيادة قوية في كانون الثاني (يناير) على الرغم من قفزة في المبيعات، ما يشير إلى أن الاستثمار في المخزونات قد يسهم مجددا في النمو الاقتصادي في الربع الأول. وبحسب "رويترز"، قالت وزارة التجارة الأمريكية أمس إن مخزونات الجملة ارتفعت 1.3 في المائة، متماشية مع تقديرات الشهر الماضي، بعد زيادة بلغت 0.6 في المائة في كانون الأول (ديسمبر). وصعد مكون مخزونات الجملة، الذي يدخل في حساب الناتج المحلي الإجمالي 1.3 في المائة أيضا في كانون الثاني (يناير). وعلى أساس سنوي، زادت مخزونات الجملة 0.6 في المائة في كانون الثاني (يناير). وقفزت مبيعات الجملة 4.9 في المائة بعد زيادة بلغت 1.9 في المائة في كانون الأول (ديسمبر).