وضعت جامعة روتشستر الحكومية للتكنولوجيا في دبي خطة محكمة وطموحة تواكب تطلعات الإمارة وتوجهاتها نحو التحول إلى المدينة الذكية في غضون السنوات القليلة المقبلة، حيث صممت برنامجاً نادراً على مستوى العالم سيتم البدء في تدريسه خلال الفصل الدراسي الأول، وتحديداً في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وهو ماجستير علوم المدينة الذكية، والذي يأتي استكمالاً لبرامج نوعية أخرى متكاملة تصب في هذا الاتجاه طرحت سابقاً. أكد الشيخ خالد بن صقر آل نهيان رئيس مجلس أمناء جامعة روتشستر، أن الجامعة تتسم في طرحها لبرامج نوعية منتقاة تتماشى مع حاجة سوق العمل واحتياجات الدولة من التخصصات الفريدة والمهمة التكنولوجية والصناعية، ويتم طرحها إثر دراسات مستفيضة، ويشرف عليها نخبة من الأساتذة في الجامعة سواء في الجامعة الأم في نيويورك أو في فرعها بدبي. وأوضح أن إمارة دبي خاصة والدولة بشكل عام تخطو خطوات سريعة في شتى المجالات والقطاعات الحيوية والتنموية، وتتجه بشكل متسارع نحو الاقتصاد المعرفي، وبالتالي فإن الجامعات والمؤسسات التعليمية في الدولة باتت مطالبة بتوفير التخصصات التي تلبي تلك الحاجات، ومن هذا المنطلق طرحت الجامعة عدة تخصصات مهمة ونوعية تجسد أهمية هذه المرحلة، كان آخرها تخصص علوم المدينة الذكية بدرجة الماجستير الذي سوف ينطلق الشهر المقبل ليدرس للطلبة بعد اعتماده من قبل وزارة التعليم العالي. وذهب الشيخ خالد بن صقر آل نهيان إلى أن هذا التخصص الفريد على مستوى العالم، يؤمل له أن يساهم وبشكل جلي في رسم ملامح أكثر إشراقاً للمدينة الذكية التي تتطلع إليها الإمارة، ويساعد شريحة مهمة على بلورة رؤيا ترتكز في مفهومها على إيجاد الحلول الذكية للمشاكل التي تعترض مختلف القطاعات والمؤسسات في الدولة. من جانبه، قال الدكتور يوسف العساف رئيس جامعة روتشستر الحكومية للتكنولوجيا في دبي، إن تفرد الجامعة بطرح عدة تخصصات مهمة ونوعية يتوافق مع التوجهات الحالية للدولة ولإمارة دبي تحديداً في توفير البرامج الدراسية التي يتطلبها سوق العمل والتحاق المواطنين فيها ليتولوا زمام إدارة هذه الوظائف وتمكينهم من المهارات التي يحتاجونها والسير على منوال الدول المتقدمة التي تتخذ من الإبداع والابتكار مفهوماً استراتيجياً يدخل في صميم شؤون الحياة ومختلف القطاعات فيها. خطة متكاملة وبين أن الجامعة ترسخ لهذه المرحلة عبر طرح التخصصات العلمية التي يشرف عليها نخبة من المتخصصين والأساتذة، مشيراً إلى أن الجامعة وضعت خطة متكاملة تستشرف فيها توجهات إمارة دبي في التحول نحو المدينة الذكية في غضون السنوات القليلة المقبلة عبر طرح تخصص علوم المدينة الذكية. وأضاف أن هذا التخصص يستهدف المديرين والمسؤولين وأصحاب المواقع الحيوية والتنفيذية في القطاعات التنموية المختلفة في الدولة، الذين توكل إليهم مهمات حساسة عبر إيجاد حلول ذكية في مجال عملهم وصولاً إلى التكاملية مع الوحدات في القطاعات الأخرى بالدولة لتحقيق الهدف المنشود، ألا وهو تعزيز تطلعات دبي في الوصول المدينة الذكية المتضمنة حلولاً وخدمات ذكية في مختلف مناحي قطاعاتها. ولفت العساف إلى أن المنتسبين في هذا البرنامج يتعين عليهم تنفيذ مشاريع من صميم عملهم بغية إيجاد حلول ذكية ليتم لاحقاً تطبيقها في مواقع العمل، مؤكداً أهمية هذا التخصص في تسريع عجلة العمل نحو تحول إمارة دبي لمدينة ذكية في فترة وجيزة. وخلص إلى أن انتساب مديرين تنفيذيين ومسؤولين في هذا البرنامج ليس مقتصراً على تعلم الفنيات والتقنيات المختلفة فقط، وإنما أيضاً بهدف إيجاد شبكة تعاونية بين عدة جهات في مؤسسات المدينة للوصول إلى مشاريع وحلول ذكية متكاملة لطبيعة المدينة، وتشابك وتقاطع مجالات عمل تلك القطاعات فيها. معدلات متنامية من جهته، أعرب الدكتور جيمس مايرز أستاذ التطوير الحضري في جامعة روتشستر في الجامعة الأم بنيويورك، عن بالغ سعادته في تصميم هذا البرنامج لخدمة توجهات وتطلعات دبي، مشيراً إلى أن الجامعة الأم اتخذت هي أيضاً قراراً بتدريس هذا التخصص لديها كون هذا التخصص، والذي لا يتوافر سوى في جامعة أو جامعتين على مستوى العالم، يعد من البرامج النوعية المهمة التي أصبح سوق العمل يحتاجها وبمعدلات متنامية. أما الدكتور جون هول عميد كلية الدراسات الخاصة في جامعة روتشستر في نيويورك، فأكد أن فريقاً متكاملاً من عدة كليات أشرف على إعداد هذه الخطة وتشمل كليات الهندسة وإدارة الأعمال ومركز الاستدامة ومعهد كلية تكنولوجيا المعلومات، لافتاً إلى أن مجموعة متخصصة من الأساتذة المنتدبين من الجامعة الأم في نيويورك وعدداً آخر من الأساتذة من جامعات عالمية مرموقة سوف يتولون مهمة تدريس هذا التخصص في فرع الجامعة بدبي. وأضاف أن البرنامج جرى تطويره بالتعاون مع خبراء من جامعة البلوتيكنك في مدريد التي تعتبر أول جامعة تدرس برامج علوم المدينة الذكية. 10 محاور رئيسية قوام البرنامج يتضمن برنامج ماجستير علوم المدينة الذكية، 10 محاور مهمة تشكل أهدافه وأهميته ومجالات الدراسة فيه، ويشمل المحور الأول التوجهات المستقبلية للمدينة الذكية، أما المحو الثاني: فيعنى بالتخطيط الحضري في المدينة الذكية، ويتمثل المحور الثالث: في موضوع الاستدامة، ويركز المحور الرابع على تسليط الضوء على المواد ومصادر الطاقة التي تدخل في العمليات الصناعية. فيما يتطرق المحور، قياس المباني المستدامة، إلى بيئة البناء، ويتناول المحور السادس مسألة إدارة القطاع العام، فيما يدرس المحور السابع تطور قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال، ويبحث المحور الثامن في معلومات المدينة الذكية. في حين يتعلق المحور التاسع بقضية استدامة قوانين وسياسات التكنولوجيا والبيئة في المدينة الذكية، وينظر المحور الأخير، إدارة المشاريع، في كيفية إدارة المشاريع من عدة نواحي.
مشاركة :