أكدت صحيفة "الوطن" الاماراتية أن زيارة بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس إلى العراق، تأتي في الوقت أشد ما يكون فيه البلد الذي يعتبر خزاناً للحضارات وحاضناً لآلاف السنوات من تاريخ البشرية للتعبير عن دعم قيام عراق جديد موحد لجميع أبنائه، تكون فيه دعوات المحبة والسلام أقوى من أبواق الفتنة التي يحملها من يريدون إحداث الشروخ في نسيج شعوب عدة من دول المنطقة. وقالت الصحيفة ــ في افتتاحيتها اليوم / الثلاثاء/ تحت عنوان "طوبى لصانعي السلام" ــ إه خلال الزيارة التاريخية أكد قداسة البابا أن الأخوة أقوى من صوت الكراهية والعنف، ولاشك أن العراق الشقيق ومنذ عقود عدة أُثخن بالجراح والويلات وما ابتلي به من تدخلات خارجية وحروب عبثية معروف تماماً عند القاصي والداني من الذي يقف خلفها وما هي أهدافه.ونوهت إلى أن الشعب العراقي بين للعالم أجمع أنه متحد في مواجهة كل ما يهدد مصيره وهويته العربية الأصيلة بغض النظر عن الطبقة السياسية التي سيطرت على مقاليد الحكم لفترات عدة، وأن محاولات التخويف والترهيب والتقسيم ما هي إلا أدوات اتبعها العاملون على جعل هدير الطائفية أقوى من إرادة الحياة، وأن كل متعطش للسلام والأمن سيجد من يقف بجانبه ويتعاطف مع مطالبه.وأضافت الصحيفة لا يوجد شعار أرقى وأكثر تعبيراً عن كل ما تتمناه النفوس الإنسانية من "الأخوة الإنسانية"، فهي الدليل التام على أن القيم والتلاقي ومد جسور المحبة والسلام قادرة على احتضان مختلف أمم الأرض مهما تعددت ثقافاتها ولغاتها وعقائدها وحتى خلافاتها، فكيف يكون الحال إذاً بين أبناء الشعب الواحد، تلك كانت رسالة قداسة البابا التي حملها معه إلى العراق وأراد من خلالها أن يؤكد للجميع أنهم يستطيعون شرط ألا يسمحوا لليأس أو الاستسلام بالتسلل إليهم مهما بلغت التحديات، فاليوم المطلوب قبل كل شيء إعادة بناء الإنسان المنفتح المتحرر من كل قيد يمكن أن يشكل عائقاً أمام التلاقي مع أخيه الإنسان، ومن هنا فإن إرادة الخير هي الأقوى دائماً والقابلة لتكون بوابة زمن جديد تسود فيه المحبة والسلام والتلاقي وتنتفي البغضاء والأحقاد والعنصرية.واختتمت "الوطن" افتتاحيتها بالقول : إن صناعة السلام هي فن الحياة الأرقى والأنبل والأهم، وكل من يعمل للسلام فهو أمين على الإنسانية وقيمها ومثلها وما يجب أن تكون عليه، فطوبى لصانعي السلام وحملة قيمه والأمناء على قهر كل التحديات ليسود في كل مكان حول العالم.
مشاركة :