وعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أخيراً، بأن بريطانيا ستستقبل آلافاً إضافية من اللاجئين السوريين. وجاء قبول بريطانيا بتحمل مسؤوليتها الأخلاقية تجاه هذه المأساة الإنسانية بعد مطالبات، في وقت سابق، بالكف عن استقبال المزيد من المهاجرين لأن ذلك لن يساعد في حل الأزمة. ووفقاً لكاميرون وخلال زيارته لإسبانيا والبرتغال، أعلن رئيس الوزراء أيضاً أن المملكة المتحدة سوف تنفق 100 مليون يورو إضافية، لدعم مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة لسورية، حيث يعيش أكثر من أربعة ملايين نازح حالياً. وتزايدت الانتقادات للحكومة البريطانية، الأسبوع الماضي، بعد نشر الصور التي أظهرت جثة الطفل السوري إيلان، الذي جرفته الأمواج إلى الشاطئ التركي. وقد تعرض كاميرون لضغوط حادة لتغيير موقف حكومته بشأن اللاجئين، عقب إعلان برلين وبلدان أوروبية أخرى أنها ستستقبل المزيد من الفارين من الاضطهاد الذي يمارسه كل من نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم داعش المتطرف. وقد تمكنت صحيفة الإندبندنت من جمع 285 ألف توقيع، لحث الحكومة على قبول المزيد من اللاجئين. ومنذ إعادة انتخابه، في مايو الماضي، أصبحت مسألة الهجرة مصدر القلق الرئيس لكاميرون، خصوصاً في وسائل الإعلام المحافظة التي قارنت محاولات المهاجرين المجتمعين في كاليه على الجانب الفرنسي من نفق بحر المانش بالسعي للعدوان على بلدهم. وفي الوقت الذي يؤكد فيه رئيس الوزراء أنه لم يفعل أي بلد أوروبي قدر ما فعلته بريطانيا في هذا الصدد، يرى مراقبون أن سياسة كاميرون حيال المهاجرين لا تحظى بالإجماع في أوروبا؛ فقد ذكرت مفوضية حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، أن بريطانيا بذلت جهوداً أقل بكثير مما بذلته البلدان الأخرى، مثل ألمانيا والسويد، اللتين تستضيفان آلاف السوريين. ومنذ بداية العام الماضي، قبلت لندن طلبات 216 لاجئاً سورياً فقط، وذلك في إطار برنامج يستهدف إعادة توطين الفئات الضعيفة. ومنح نحو 5000 سوري آخرين اللجوء في بريطانيا، خلال السنوات الأربع الأخيرة.
مشاركة :