“إن مصدر فخري ليس لأني أول امرأة سعودية في منصب نائب وزير، ولكن لأن هذا التكليف دليل على إيمان قادة هذا الوطن بأهمية مشاركة المرأة في اتخاذ القرار، وأن النساء في هذه البلاد شقائق للرجال، وأن مشوار مساهمة المرأة في التنمية يبدأ بتمكينها” ” أشعرني هذا التكليف بكبر المسئولية الملقاة على عاتقي، وعظم الثقة بي”، وأكدت أن الإنجازات التي تحققت خلال فترة توليها للمنصب، جاء كنتيجة للجهود الداعمة من القيادات السعودية. “معاليها”.. كانت ولا زالت مصدر قوة وثبات وعطاء وعمل وإنجاز. وهي من أروع السيدات السعوديات اتي تعرفت عليهن في مسيرتي الإعلامية ومشواري الصحفي الطويل. كان ذلك أثناء “زيارتي الإعلامية” للفرع النسائي بمعهد الإدارة العامة بالرياض، حيث استقبلتني بابتسامة وترحيب شعرت بأنها تعرفني من سنوات. وأعجبت بشخصيتها جدا، وحسن استقبالها ولطف تعاملها، وطيب قلبها ولباقتها. قابلتها أكثر من مرة في مسيرتها العملية وفي كل مرة كان إعجابي بها يزداد وحبي لها يكبر. ثم انقطعت أخبارها عني، وفجأة التقيتها في جمعية “كيان” الأهلية للأيتام ذوي الظروف الخاصة فتهللت أساريري حين علمت أنها مديرة الجمعية ونائبا لرئيس مجلس الإدارة الأستاذة المعطاء و”أم الأيتام سمها بنت سعيد الغامدي”، فأكبرت فيها هذا العطاء الإنساني الكبير والعظيم الذي ترجو من ورائه رضا الله عز وجل، وأفتخر بوجودي معهما في الجمعية مع أخوات عزيزات همن “تمكين الأيتام” وتجويد حياتهم ومساندتهم في شتى المجالات. و”معاليها كانت أول سيدة في المملكة العربية السعودية يتم تعينها بأمر ملكي في منصب نائبة وزير التعليم لشؤون البنات في العام 2009بعد أن جاء ذلك كنتيجة لاحترام دورها والإنجازات التي قدمتها على مدار مشوارها المهني الذي قد يتخطى الـ 25 عاما، في مجال التعليم بالسعودية، مبدية دوما رغبتها في تقديم الأفضل. وسعت معاليها من خلال توليها شئون تعليم البنات بوزارة التعليم أن تعمل على تطوير وضع الفتيات، وتحسين مستوى التعليم الذي يتلقوه مع إمكانية المساهمة في الزج بهم نحو تولي المناصب أيضا فيما بعد. “معاليها” كانت تشغل منصب المديرة العامة للفرع النسائي بمعهد الإدارة العامة في الرياض، وهي عضو في عدد من اللجان والمجالس، كما أنها انجزت العديد من البحوث والدراسات بالإضافة إلى التأليف والترجمة في مجالات الإدارة والتدريب والتربية. وكانت قد تولت لمدة عام المديرة العامة لمدارس البنات بمدارس المملكة وعملت أستاذا متعاونا مع كلية التربية بجامعة الملك سعود لتدريس مواد تقنيات التعليم. وساهمت معاليها بالعديد من الأبحاث التربوية والعلمية خلال مشوارها الأكاديمي والعملي، كما ألقت العديد من الأبحاث وأوراق العمل في المؤتمرات المختصة بالتعليم والتدريب وعمل المرأة. “معاليها” نشأت في كنف أسرة تهتم بالثقافة والعلم والقدرة على إحداث التغيير فوالدها هو الشيخ عبد الله بن مساعد الفايز الناصري، وهو شاعر ومؤرخ وباحث في علم النسابة له شهرة واسعة في المملكة العربية السعودية. وقبل أن تنال شهادة البكالوريوس، تزوجت من سليمان الصولاي، ثم نالت شهادتها عام 1978، ولم يكن زواجها عائق أمام رغبتها في العمل وقدرتها على الترقي وتولي المناصب، بل والسفر لاستكمال الدراسة. ومن جامعة ولاية يوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، استطاعت نورة الفايز أن تحصل على درجة الماجيستير في التربية عام 1982، وتخصصت في مجال تقنيات التعليم، وكانت تعمل طوال مسيرتها المهنية هذه على المشاركة في إعداد كثير من البحوث الأكاديمية، والمشاركة في الدراسات إلى جانب استغلال مهاراتها في الترجمة والتأليف من أجل إنتاج محتوى ثري في مجالات الإدارة والتدريب والتربية. “معاليها” عملت في الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن في عام 2010، وكانت ضمن الجهاز الأكاديمي، ولها مسئولياتها الاجتماعية الأخرى، فعملت كرئيس وعضو ومستشار للعديد من الجمعيات والمنظمات الخيرية في المملكة العربية السعودية، فكانت مسئولة عن المتحف الوطني، والجمعية الخيرية لمتلازمة داون “ديسكا”، وكذلك جمعية رعاية الطفولة. في مؤتمر “قمة المرأة العالمية الـ 20” الذي اتعقد في الصين عام 2010 وهي حاليا نائب رئيس مجلس الإدارة بجمعية “كيان” الأهلية للأيتام ذوي الظروف الخاصة. وعضو مؤسس ومشارك في كثير من الجمعيات الخيرية. “معاليها” حصلت على الجائزة الأولى عن أفضل الممارسات من أجل توسيع نطاق عمل المرأة وفرص توظيفها، كما منحتها المؤسسة العربية للسيدات جائزة “المرأة العربية المتميزة” لعام 2011 عن مجهوداتها في مجال التعليم، ومنحتها جامعة يوتا الدكتوراة الفخرية عام 2012، في حين صنفتها مجلة “أرابيان بيزنيس” في قائمة “أقوى 30 امرأة سعودية” لعام 2014. هنيئا للوطن بابنته البارة معالي الدكتورة نورة الفايز وبها وبأمثالها نفتخر.
مشاركة :