أبوظبي في 9 مارس / وام / أطلق المركز الوطني للأرصاد من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار حملة بحثية لدراسة فعالية الشحن الكهربائي في تعديل سلوك قطرات السحب في بيئة الإمارات العربية المتحدة، والذي بدوره قد يؤثر على عمليات هطول الأمطار في الدولة. ويجري تنفيذ الحملة تحت إشراف البروفيسور جايلس هاريسون، أستاذ فيزياء الغلاف الجوي بجامعة ريدينج في المملكة المتحدة، والحاصل على منحة الدورة الثانية لبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار وذلك بدعم من الخبراء والمتخصصين من المركز الوطني للأرصاد وبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار والعديد من المنظمات البحثية والأكاديمية المحلية والدولية من بينها جامعة ريدينج وجامعة باث في المملكة المتحدة. وانطلقت الحملة من أكاديمية سند في دبي باستخدام الطائرات بدون طيار المجهزة بأدوات متخصصة تم تطويرها واختبارها سابقاً في المملكة المتحدة وفنلندا منها مرسل الشحنات وأجهزة استشعار الشحن، ويجري حالياً تقييم فعالية هذه الأدوات في بيئة دولة الإمارات العربية المتحدة حيث أن وجود جزيئات الغبار في أجواء الدولة قد تؤدي إلى تواجد ظروف مشحونة بدرجة كبيرة مقارنة مع أجواء بريطانيا .. ويتم تنفيذ الطلعات الجوية أولاً في أيام تكون الأجواء فيها صافيةً، وبعد ذلك سيتم تنفيذ الاختبار بوجود الضباب الخفيف بناء على توافر هذه الظروف. وتنفذ طلعات الطائرات بدون طيار على ارتفاعات منخفضة حول عمود أرصاد جوية مزود بحقل كهربائي .. وتنبعث الشحنة بواسطة الطائرة بدون طيار ويتم الكشف عن هذه الشحنات عند السطح بواسطة عمود المجال الكهربائي . وبهذه المناسبة .. قال سعادة الدكتور عبدالله المندوس، مدير المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية: يواصل المركز الوطني للأرصاد وبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار الدعم المتميز للمشاريع الحاصلة على منحة البرنامج لتمكينها من المساهمة بفاعلية في تطوير حلول عملية لمعالجة تحديات شح المياه، ويمثل هذا الدعم امتداداً للجهود الحثيثة التي نبذلها في المركز لتشجيع البحث العلمي التطبيقي من أجل بناء وتعزيز القدرات المحلية والعالمية في مجال الاستمطار .. وبفضل الدعم المتواصل من قيادتنا الرشيدة، نحن ماضون في التزامنا بتسخير التقنيات الحديثة للحد من شُحّ المياه لا سيما في المناطق القاحلة وشبه القاحلة حول العالم فضلاً عن تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للبحوث العلمية المتعلقة بالاستمطار. من جهتها قالت علياء المزروعي، مدير برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار: يأتي الدعم الكبير الذي يقدمه برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار للعلماء الحاصلين على منحته في إطار سعينا لتوثيق التعاون والعمل المشترك بين البرنامج والعلماء الحاصلين على منحه في كافة مراحل أبحاثهم العلمية الرائدة بما يضمن مواءمتها مع أهداف البرنامج وطموحاته في مواجهة التحديات الملحة للأمن المائي في المناطق القاحلة، كما نعمل على تعزيز روابطنا مع شبكة واسعة من الخبراء والمؤسسات البحثية حول العالم في سبيل تطوير تقنيات مبتكرة في مجال الاستمطار. وتسمح تقنية انبعاث الشحنات باستخدام منصة صغيرة وخفيفة الوزن لتوصيل الشحن إلى السحب بدلاً من الطريقة التقليدية لتلقيح السحب التي تحتاج إلى طائرات أكبر حجماً وتتضمن نثر جسيمات صلبة داخل السحب مثل يوديد الفضة أو الملح. وتعليقًا على أهمية عمله البحثي، قال البروفيسور جايلس هاريسون إن مشروعه المبتكر يهدف إلى تقييم فعالية الشحن الكهربائي لقطرات السحب وجزيئات الهباء الجوي في تعديل سلوك القطرات والجسيمات فضلاً عن دراسة خصائصها الميكرو فيزيائية والكهربائية بوجود الضباب. وأوضح هاريسون أن المشروع يستخدم الطائرات بدون طيار باعتبارها طريقة فعالة من حيث التكلفة والمرونة لتوصيل الشحن إلى السحب، مثمناً الدعم الذي يقدمه المركز الوطني للأرصاد وبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار من خلال تزويد الفريق البحثي بكافة المعدات والتجهيزات اللازمة لإنجاز المشروع وتحقيق الأهداف المنشودة. يذكر أن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار والذي يشرف عليه المركز الوطني للأرصاد قد أعلن عن انطلاق الدورة الرابعة من البرنامج وفتح باب استقبال مقترحات المشاريع البحثية من مختلف دول العالم وذلك خلال النسخة الخامسة من الملتقى الدولي للاستمطار الذي أقيم افتراضياً تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.
مشاركة :