برلين - سمير عواد: أشادت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه" الألمانية، التي تعتبر أكبر صحف ألمانيا وأوسعها إطلاعًا لكونها مقرّبة من صنّاع القرار في ألمانيا، بالجهود التي تقوم بها دولة قطر، في إغاثة اللاجئين السوريين داخل سوريا وخارجها. فقد انفردت بنشر تفاصيل الاجتماع الدولي الذي استضافته سفارة قطر ببرلين، يوم الأربعاء الماضي، والذي ناقش المشاركون فيه من دولة قطر ومن دول أخرى، المبادرة القطرية لتعليم أبناء اللاجئين السوريين في سوريا وفي دول الجوار. وقالت الصحيفة إن الحكومة الألمانية تتشاور مع قطر، لتنفيذ هذه المبادرة التي أعلنها سعادة د. خالد بن محمد العطية، وزير الخارجية، في نهاية أغسطس الماضي، والتي تهدف إلى إنقاذ الجيل السوري من الضياع. وأوضحت الصحيفة استنادًا لمراجع حكومية ألمانية، أن قطر وألمانيا، ستنسقان جهودهما بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة ومنظمة "يونيسيف" التابعة لها، وبالتنسيق مع عدد من دول العالم، في تنفيذ المبادرة بالسرعة الممكنة، بحيث سيتم طرحها للنقاش خلال الاجتماعات القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في نهاية شهر سبتمبر الجاري. ويعود اهتمام ألمانيا بالمبادرة القطرية إلى المستجدات الأخيرة، حيث تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين على ألمانيا والسويد، ما زاد عدد الأصوات الألمانية التي تدعو الحكومة الألمانية إلى المساهمة بدور أكبر لتحسين الأوضاع الإنسانية للاجئين السوريين الذين أجبرتهم الحرب الأهلية الدامية في بلدهم على اللجوء لأوروبا ودول الجوار. وأكدت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه"، أن الحكومة الألمانية تدرس خططًا لتعاون وثيق مع دولة قطر، لإنقاذ الجيل السوري من الضياع، وتوفير فرص التعليم والتأهيل المهني للشباب السوري بالذات، داخل سوريا وفي دول الجوار، بحيث يكون الهدف الأساسي للمبادرة القطرية الإنسانية، تجنب تحوّل هؤلاء الشباب نتيجة اليأس من تسوية الأزمة في بلادهم، إلى فريسة سهلة أمام الجماعات المسلحة الإرهابية. ونوهت الصحيفة، بالاجتماع الذي استضافته سفارتنا في برلين، والذي انعقد برئاسة دولة قطر، وشارك فيه حشد دولي ملفت للانتباه، يعكس الاهتمام العالمي بالجهود الإنسانية التي تقوم بها دولة قطر لتخفيف معاناة اللاجئين السوريين داخل وخارج بلادهم. وأوضحت الصحيفة أن الاقتصاد الألماني قرّر دعم المبادرة القطرية، ومن أبرز الشركات الألمانية التي ستتولى تنفيذ عدد من المشاريع التنموية هي مجموعة شركات "دورش"، التي تعمل منذ سنوات طويلة في تنفيذ مشاريع التنمية في منطقة الشرق الأوسط، وكان لها ثلاثة مكاتب في سوريا، لكنها اضطرت في عام 2011 لإغلاق مكاتبها ومغادرة سوريا بعد اندلاع الأزمة السورية، حيث أعدت الشركة المذكورة خطط عدد من مشاريع إسكان اللاجئين السوريين داخل سوريا، وتدريب الشباب السوري على أعمال البناء لإسكان أكثر من 160 ألف لاجئ. وقالت الصحيفة إن الشركة تنتظر الضوء الأخضر من المسؤولين السياسيين للبدء بتنفيذ مشاريع الإسكان. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الألمانية تؤيد المبادرة القطرية التي أوضح اجتماع برلين أنها تحظى بتأييد أممي، والذي ناقش الخطوات القادمة للبدء بالتنفيذ. وقد مثل دولة قطر في الاجتماع الذي ترأسه سعادة عبد الرحمن بن محمد الخليفي، سفير الدولة لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، ورأس وفد دولة قطر سعادة أحمد محمد المريخي، مدير إدارة التنمية الدولية بوزارة الخارجية، والذي صرّح للصحيفة الألمانية، أن المبادرة سيتم تنفيذها تحت رعاية هيئة الأمم المتحدة. ومثل الحكومة الألمانية في اجتماع برلين، مستشارون من وزارتي الخارجية والاقتصاد الألمانيتين، بالإضافة إلى مسؤولين في الأمم المتحدة ومنظمة "يونيسيف" وعدد من الدبلوماسيين وممثلي الحكومات من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا ودولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة، علاوة على مشاركة ممثل عن مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا "روتا". وحسب معلومات صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه"، ستقدّم ألمانيا الخبرة التقنية في تنفيذ المشروعات المتصلة بالمبادرة القطرية، على أن تتولى دولة قطر مسؤولية التمويل، إلى جانب مساهمات من دول العالم التي تعتبر المبادرة القطرية لإنقاذ الجيل السوري من الضياع، فرصة مهمة جدًا لمساعدة أبناء اللاجئين السوريين في الداخل والخارج، في الحصول على فرصة للتعليم والتأهيل المهني، والاستعانة بخدماتهم في عودة إعمار بلدهم وتحسين الأوضاع المعيشية للاجئين السوريين في دول الجوار. وإلى جانب الاقتصاد الألماني، سوف تسهم العديد من منظمات الإغاثة الدولية في تنفيذ المبادرة القطرية. وأوضحت الصحيفة أن دولة قطر تدعم الشعب السوري منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في مارس2011 ضد نظام بشار الأسد، ونقلت عن بيانات وزارة الخارجية القطرية أن المساعدات التي قدّمتها دولة قطر للشعب السوري بلغت منذ تلك الفترة 1.6 مليار دولار. وأشاد المشاركون في اجتماع برلين، بالجهود الإنسانية التي تقدّمها دولة قطر لتخفيف المعاناة عن اللاجئين السوريين في الداخل والخارج، وبفكرة إنقاذ جيل سوري بأكمله من الضياع، ومساعدته وتهيئته لمرحلة العودة إلى بلاده والمساهمة هناك في عودة تعمير ما دمّرته الحرب.
مشاركة :