قال يعقوب الحلو منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، إنّ مليون شخص آخرين سينزحون عن ديارهم داخل سوريا بنهاية العام إذا استمرت الحرب، مما سيزيد على الأرجح من تدفق اللاجئين على أوروبا. وأفاد بأن الصراع شرد بالفعل مليون شخص داخل البلد حتى الآن هذا العام، مع تصاعد القتال في أنحاء البلاد الذي دخل الآن عامه الخامس. كما حث الحلو على زيادة الدعم الدولي لجهود المساعدة التي تحتاج بشدة إلى تمويل وتهدف إلى توفير احتياجات السوريين في بلدهم أينما أمكن ذلك، وحذر من أن توقعات شتاء قارس تجلب المزيد من الصعاب. وقال لوكالة «رويترز» للأنباء: «ما لم يحدث شيء كبير لحل هذا الصراع عبر الوسائل السياسية فإن القطار البشري الذي بدأ الخروج من سوريا ودول الجوار سيواصل تحركه لشهور كثيرة قادمة». وأضاف: «ستواجه أوروبا أزمة لاجئين تشبه الأزمة التي أدت إلى تشكيل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عام 1950» في إشارة إلى تشكيل المفوضية لمساعدة المشردين بسبب الحرب العالمية الثانية. وراح 250 ألف شخص ضحية الصراع السوري منذ عام 2011 وأجبر نصف سكان سوريا على ترك منازلهم فأصبح أربعة ملايين شخص لاجئين وتشرد نحو 7.6 مليون آخرين داخل سوريا. ووصلت أصداء الأزمة إلى أوروبا، إذ يتوجه عشرات الآلاف من اللاجئين من اليونان عبر البلقان والمجر باتجاه غرب أوروبا. وقال الحلو في اتصال هاتفي من دمشق: «هناك مليون نازح هذا العام ومن المتوقع أن ينزح مليون آخرون داخل سوريا من الآن وحتى نهاية العام إذا استمر تصاعد العنف». متابعًا: «فمن الأسلم افتراض أن المزيد من الناس سيتوجهون إلى أوروبا لأن الدول التي تستضيف - بسخاء شديد - هؤلاء اللاجئين وهي لبنان والأردن والعراق وتركيا ومصر تصل في بعض الحالات إلى نقطة الانهيار». وتصاعدت هذا العام حدة الصراع السوري الذي بدأ باحتجاجات على حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وحقق مقاتلو المعارضة نجاحًا في مواجهة القوات الحكومية في الشمال والجنوب فيما يحارب تنظيم داعش الأكراد في شمال شرقي البلاد والقوات الحكومية ومقاتلي المعارضة إلى الغرب. وتصاعد القتال أيضا في حلب. وقال الحلو: «ما زلت قلقا للغاية بسبب حلب وما حولها ودرعا وما حولها. هاتان منطقتان في الشمال والجنوب أخشى أن تشهدا المزيد من التحركات البشرية نتيجة لتصاعد القتال».
مشاركة :