سليم الخوري (بيروت) أعلن الحراك الشعبي رسمياً موقفه المعارض للخطة التي اقترحها وزير الزراعة أكرم شهيب، وذلك بعد سلسلة التحركات الشعبية التي نظمت رفضاً للخطة الحكومية لمعالجة أزمة النفايات. وفي مؤتمر صحفي أعلن الحراك الشعبي أن «هذه الخطة لا تمثل إلا عملية مراوغة لمعالجة ملف النفايات وتدابير الفترة الانتقالية جاءت مخالفة عن الخطة المعلن عنها». وأكد الحراك الشعبي في بيان تلاه الخبير البيئي الدكتور ناجي قديح أن الخطة «تضمنت إعادة ملف النفايات إلى البلديات، ومن أهم الإيجابيات الفرز عن المصدر وتحرير أموال البلديات من دون استثناء». ورأى أن «المقررات لم تضع أي اعتبار للبيئة ما يعرض صحة المواطنين للخطر وعادت للحديث عن فتح مطمر الناعمة دون أي عمليات للفرز، ونحن نرفض إعادة فتحه ولو لساعة واحدة». وشدد قديح على أن الخطة تستهدف المناطق الأكثر فقراً عن طريق الرشوة وجعلت من حقوق البلديات هشه طالما أنه لم يتم تحرير أموال الصندوق البلدي المستقل بشكل واضح وصريح. وقال إن الحل يكمن بإعلان حالة طوارئ بيئية سريعاً لإزالة النفايات والتشغيل الفوري لمختلف معامل الفرز على الأراضي اللبنانية وضمان عدم الإضرار بالمياه الجوفية، والأهم إقرار مشروع القانون المتعلق بالإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة». وجدد الحراك الشعبي مطالبته باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق. من جهتها، نفذت حملة «عكار منا مزبلة» اعتصاماً في ساحة تلعباس احتجاجاً على مخطط حكومي لإنشاء مكب نفايات في سرار العكارية. من ناحيته، كشف وزير الزراعة أكرم شهيب أنه تم التواصل مع المصريين والأتراك والأوروبيين في شأن ملف النفايات، لافتاً إلى أن هناك قوانين دولية ترعى المسألة. وبعدما دعا إلى معالجة أزمة النفايات لأن الترحيل غير ممكن، أبدى شهيب استعداده للتحاور صباح اليوم مع شبان الحراك المدني شرط أن يكون العلم هو المعيار. وفيما نقل الصليب الأحمر إلى المستشفى أحد المضربين عن الطعام، بعد تدهور حالته الصحية أمام وزارة البيئة، نظمت حملة «جايي التغيير» يوماً على الرصيف البحري لبيروت تحت شعار «استرجاع الاملاك العامة التي أصبحت أملاكا خاصة». وشدد الناشط في اتحاد الشباب الديمقراطي عضو حملة «جايي التغيير» أيمن مروة على أن الهدف من تحرك السبت هو كسر فكرة أن الاملاك العامة ملك شخص أو شركة، وتوعية الناس أن هذه الاملاك هي ملك الشعب، داعياً كل من يود المجيء للتنزه والتسلية إلى كسر حاجز الخوف لأن هذا حق من حقوقه. وفي حديث لـ«الاتحاد» اعتبرت مصادر بارزة في قوى «14 مارس»، أن صورة التظاهرات الحاشدة في بيروت يوم 29 أغسطس الفائت، يجب أن تبقى في أذهان اللبنانيين كانطلاقة جديدة لمحاربة الفساد في السلطة، وأن يكون المشهد مدخلاً لأي تحرك شعبي وأساساً لأي مطلب اجتماعي، لأن الشعارات التي رفعت يومها أظهرت مواقف موحدة ورغبة جامعة بإنهاء الفساد والمحسوبيات في البلاد.
مشاركة :