مقالة : فلسطينية حاصلة على رخصة قيادة "قاطرة" تحتفل بيوم المرأة العالمي على طريقتها الخاصة

  • 3/10/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في مشهد نادر وخروج عن المألوف احتفلت الأربعينية لينا مصفر من طولكرم شمال الضفة الغربية بيوم المرأة العالمي عبر قيادة شاحنة قاطرة "تريلا" الثقيلة في شوارع المدينة. وتهوى مصفر (49 عاما) القيادة منذ صغرها ما مكنها من الحصول على جميع رخص القيادة والتي كان أخرها "التريلا" كأول امرأة فلسطينية قبل نحو عام. وتقول مصفر لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما تمسك بمقود التريلا تحركه يمينا للاستدارة في أحد شوارع المدينة إن "اليوم العالمي للمرأة هو ملكنا ولدينا الحق بالاحتفال به كنساء فلسطينيات ولكن بطريقتنا الخاصة". وتضيف بينما تقود بثقة وجرأة أن سياقة التريلا الثقيلة "رسالة للمجتمع الفلسطيني بأن النساء قادرات على تحقيق أهدافهن بالحياة بغض النظر عن القيود المجتمعية التي تحاول أن تعيقهن". وتشير مصفر التي تلقى دعم وإسناد من قبل عائلتها، إلى أن المرأة الفلسطينية "لم تقبل أن تخضع لتلك القيود التي قد تبقيها حبيسة المنزل في غالب الأوقات، حتى وإن وجدت نفسها تخوض مجالات لم تجرؤ أي من النساء على الدخول فيها". وفي يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من مارس من كل عام أرادت مصفر أن تترك بصمتها الخاصة بالاحتفال به، من خلال تشجيع النساء على السعي دائما لتحقيق أحلامهن. وعادة ما تدعو النساء في دول العالم في هذا اليوم للتكافؤ بين الجنسين وتسليط الضوء على دور المرأة في إحداث تغييرات أساسية. وتقول مصفر بينما تهدى من سرعتها للسماح بعبور مشاة على الطريق إن "حلمها بقيادة التريلا بدأ منذ أن كانت طفلة حين وقفت أمامها وقارنت صغر حجمها بحجم الشاحنة الكبيرة وتساءلت عما إذا كانت ستتمكن من قيادتها يومًا ما". وبدا الحلم وكأنه رفيقها يكبر عاما بعد عام مع كبر عمرها، وفي محاولة منها لتحقيق ما تطمح إليه، التحقت مصفر بدورات تدريب سياقة للمركبات الخاصة وحصلت على أول رخصة في العام 2000. وبعد أعوام التحقت المرأة المثابرة والعنيدة بدورات سياقة خاصة بالسيارات التجاري ومن ثم الشاحنة الثقيلة وأخيرا رخصة التريلا التي حصلت عليها في العام 2020. وأعربت مصفر عن فخرها بما وصلت إليه في حصولها على تلك الرخص، مشيرة إلى أنها ستعمل قريبا كسائق تريلا في محاولة لإحداث تغيير جذري في المجتمع الفلسطيني. وبحسب تقرير رسمي صادر عن جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني للعام الجاري فإن عدد السكان الفلسطينيين المقدر في منتصف العام 2021 في فلسطين، بلغ حوالي 5.23 مليون فرد، منهم 2.66 مليون ذكر بنسبة 51 في المائة و2.57 مليون أنثى بنسبة 49 في المائة. وتوضح السيدة الأربعينية أن النساء الفلسطينيات "لا يتساوين مع الرجال في العدد فقط ولكن من المهم أن يتساوين معهم في الحقوق والواجبات وأن يتمتعن بالحرية الكاملة في تحديد اختياراتهم في الحياة". يذكر أن مصفر لم تكن هي المرأة الوحيدة التي تكسر القيود المجتمعية والحصول على رخصة قيادة لسيارات أكبر من السيارات الخاصة. ففي العام 2015 الماضي، حصلت الفلسطينية انتصار الحلايقة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية على أول رخصة لقيادة الشاحنات الثقيلة. وتعمل مصفر والحلايقة حاليا كمدربات سياقة كل منهن في منطقة سكناها وسط تشجيع من قبل أهاليهن على تنمية هوايتهن وتحقيق طموحهن.

مشاركة :