حقق اليساري الراديكالي جيريمي كوربن أمس السبت (12 سبتمبر/ أيلول 2015) فوزاً ساحقاً برئاسة حزب العمال البريطاني المعارض، ليصبح بذلك الزعيم السياسي الأكثر يسارية في البلاد منذ أكثر من 30 عاماً. وتم إعلان فوز كوربن البالغ 66 عاماً، والمعارض الشرس لسياسات التقشف على غرار حزبي سيريزا اليوناني وبوديموس الإسباني، بعدما حصل على 59.5 في المئة من 422664 صوتاً أدلى بها أعضاء حزب العمال ومؤيدوه. وفي خطاب الفوز أمام أعضاء حزبه في وسط لندن، دان الزعيم المنتخب حديثاً «المستويات المتنافرة من عدم المساواة» و«نظام الرعاية الاجتماعية غير العادل». ودعا إلى مزيد من «التعاطف» مع أزمة اللاجئين السوريين.اليساري الراديكالي جيريمي كوربن رئيساً لحزب العمال البريطاني لندن - أ ف ب حقق اليساري الراديكاري جيريمي كوربن أمس السبت (12 سبتمبر/ أيلول 2015) فوزاً ساحقاً برئاسة حزب العمال البريطاني المعارض، ليصبح بذلك الزعيم السياسي الأكثر يسارية في البلاد منذ أكثر من 30 عاماً. وتم إعلان فوز كوربن البالغ 66 عاماً، والمعارض الشرس لسياسات التقشف على غرار حزبي سيريزا اليوناني وبوديموس الإسباني، بعدما حصل على 59.5 في المئة من 422664 صوتاً أدلى بها أعضاء حزب العمال ومؤيدوه. وفي خطاب الفوز أمام أعضاء حزبه في وسط لندن، دان الزعيم المنتخب حديثاً «المستويات المتنافرة من عدم المساواة» و «نظام الرعاية الاجتماعية غير العادل». ودعا كوربن الحكومة المحافظة إلى مزيد من «التعاطف» مع أزمة اللاجئين السوريين، معلناً أنه سيشارك في تظاهرة التضامن مع استقبال اللاجئين أمس (السبت) في لندن. وقال إن حزب العمال «موحد وحازم تماماً في سعينا إلى مجتمع لائق وأفضل للجميع». واختيار زعيم هو محطة استراتيجية بالنسبة لحزب العمال لأنه سيتعين على القائد الجديد النهوض بالحزب بعد خسارته المدوية في الانتخابات التشريعية في 7 مايو/ أيار الماضي أمام المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون. وسيتعين على خلف إد ميليباند أيضاً أن يقود الحزب حتى الانتخابات التشريعية المقبلة في 2020 إذ سيكون المرشح الطبيعي لمحاولة وضع حد لعشر سنوات من حكم المحافظين. وفي هذا السياق، أكد كوربن في خطابه أن «المهمة الآن تمكن في سرعة ووتيرة النهوض بحزبنا». وتغلب النائب المخضرم على ثلاثة مرشحين وسطيين في الانتخابات، إيفيت كوبر وأندي بورنهام وليز كيندال. وفي رد فعل على النتيجة، هتف مناصرو كوربن بحماسة داخل قاعة المؤتمرات «لقد فعلناها». وأمضى كوربن 32 عاماً على المقاعد الخلفية لحزب العمال، وحصل على عدد قليل جداً من أصوات نوابه، لكنه حقق فوزاً ساحقاً بنجاحه في إثارة حماسة مؤيدي الحزب بعد انتهاء عهد ميليباند. لكن هذه النتيجة المذهلة، أثارت الأحاديث عن انقسام عميق داخل حزب العمال، الذي دخل في موجة اضطرابات بعد صدمة الانتخابات التي فاز فيها كاميرون في مايو. وأحيا انتصار كوربن المشاعر المناهضة للتقشف في أوروبا، بسبب خطابه بشأن إنهاء الاقتطاعات التقشفية وفرض ضرائب إضافية على الأكثر ثراء. وتشمل سياساته زيادة الإنفاق على الخدمات العامة كالمدارس والمستشفيات، ونزع الأسلحة النووية، وإعادة تأميم الشركات كالسكك الحديد، وإشراك التنظيمات الإسلامية كحركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. وقال رئيس اللجنة التنفيذية لحزب العمال جيم كينيدي لحظة إعلانه النتائج «لقد فاز جيريمي كوربن بأكثر من 50 في المئة من الأصوات في هذه الجولة، وبالتالي أنا مسرور بإعلان انتخابه زعيماً لحزب العمال». ورحب مؤيدوه بالنتيجة وهم يلبسون قمصاناً حمراء كتب عليها «فريق كوربن»، ملوِّحين بلافتات كتب عليها «لقد أعطيت صوتي لسياسات جديدة». وتلقى كوربن دعماً قوياً من الطلاب الذين لم يسبق لهم أن صوتوا لكبار السن، وخصوصاً بعدما أصيبوا بخيبة أمل من الحزب منذ دخوله معترك السياسة البريطانية في عهد توني بلير في التسعينيات وقاد البلاد إلى الانخراط حرب العراق المثيرة للجدل في العام 2003. كان النتيجة متوقعة بشكل كبير بعد ارتفاع المراهنات على فوز كوربن. في دلالة إيجابية لكوربن، اختير النائب صادق خان كمرشح الحزب لرئاسة بلدية لندن العام 2016. واعتبرت صحيفة «ذا صن» اليمينية «الفوز الصادم» لخان كجزء من «ثورة جيريمي كوربن»، لكنها حذرت من أن الفوز قد يؤدي إلى انقسام عميق في الحزب المخلوع من السلطة في العام 2010. وكتبت الصحيفة أن «الانتصار يهدد بإعادة حزب العمال إلى الثمانينيات، نظراً إلى آرائه اليسارية المتشددة حول التأميم، والأسلحة النووية والضرائب والتجارة». من جهتها، حذرت صحيفة الغادريان اليسارية من أن بعض الوجوه المعروفة لن تعمل في فريق كوربن بسبب الخلافات «الجوهرية» التي من شأنها أن «تزعزع سياسات حزب العمال».
مشاركة :