القمع والحجب.. ثنائية إيران في مواجهة المظاهرات

  • 3/10/2021
  • 20:02
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عاد نظام الملالي الإيراني لممارسة أساليبه القمعية مع المتظاهرين العزل، حيث قطعت طهران خدمة الإنترنت في محافظة سيستان-بلوشستان في جنوب شرق البلاد أياما عدة للتعتيم على الاحتجاجات.وفيما تستخدم السلطات الإيرانية ثنائية (القمع والحجب) في مواجهة أي احتجاجات في الشارع العام، نقل موقع (24) الإماراتي عن منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، أنه قتل 10 أشخاص على الأقل عندما فتحت قوات الأمن النار في 22 فبراير على ناقلات وقود قرب مدينة سراوان في محافظة سيستان-بلوشستان، مما أثار مظاهرات أطلقت خلالها قوات الأمن الرصاص الحي، وأن الحكومة تلجأ إلى تكتيك قطع الإنترنت بشكل متكرر عند حدوث احتجاجات. تسريبات قليلةتسربت معلومات قليلة عن الأحداث بسبب قطع السلطات بشكل شبه كامل خدمة الإنترنت عن المحافظة، وهي من بين تلك الأكثر حرمانا في البلاد، ويعيش فيها أفراد أقلية البلوش ذات الغالبية السنية، في بلد غالبية سكانه شيعة.وحسب معلومات جمعتها منظمة العفو الدولية من ناشطين بلوش، قتل 10 أشخاص على الأقل بينهم شاب عمره (17 عاما)، عندما «استخدم الحرس الثوري الإيراني بشكل غير قانوني القوة المفرطة ضد ناقلي وقود غير مسلحين بالقرب من مدينة سراوان».وقالت الباحثة في منظمة العفو الدولية راها بحريني، لوكالة فرانس برس «إن هذه الحصيلة تقدير منخفض، وقد وثقها الناشطون البلوش بعد تأكيد أسماء الضحايا.إخفاء الجرائموقالت منظمة العفو والمنظمات المدافعة عن حرية التعبير «أكسس ناو» و'المادة 19» و»ميان غروب» في بيان مشترك، «إن قطع الإنترنت هو تدبير تستخدمه السلطات على ما يبدو كوسيلة لإخفاء انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم محتملة، مثل إعدامات خارج نطاق القضاء».وترى هذه المنظمات أن قطع خدمة الإنترنت - الذي يذكر بما حصل في الأشهر الأخيرة أثناء اضطرابات في بيلاروس وبورما والنيجر - له هدف مزدوج، منع المواطنين من استخدام خدمات تبادل الرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي للتعبئة وتنسيق المظاهرات، بالإضافة إلى عرقلة جمع المعلومات حول أي جريمة ارتكبتها قوات الأمن ويمكن أن تستخدم لتحريك الرأي العام.انتهاكات مصورةوأكدت الباحثة في منظمة «المادة 19» مهسا عليمرداني، لفرانس برس أن ذلك يهدف إلى إلحاق الضرر بجمع الأدلة على انتهاكات مصورة خصوصا ونشرها، وكذلك بقدرة السكان على التعبئة والتنسيق، مشيرة أنه في نوفمبر 2019 منعت السلطات الإيرانية الوصول إلى خدمة الإنترنت على أراضيها في وقت كانت البلاد تشهد مظاهرات غير مسبوقة احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود، قمعتها السلطات بعنف.ويخشى المدافعون عن حقوق الإنسان أن يتم استخدام الحيل نفسها مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في الصيف، التي من المرجح أن تكون متوترة.تمرد القادةوقطعت السلطات خدمة الإنترنت عن الهواتف المحمولة في سيستان-بلوشستان، مما تسبب بقطع الوصول إلى الإنترنت في هذه المنطقة، حيث تمثل الهواتف الجوالة أكثر من (95%) من استخدام الإنترنت.وتقع محافظة سيستان-بلوشستان على الحدود مع باكستان وأفغانستان، وقد شهدت انعدام استقرار بين عامي 2005 و2010 جراء تمرد قادته مجموعة سنية من أقلية البلوش. وما تزال تحصل فيها بشكل متكرر هجمات واشتباكات بين قوات الأمن وجماعات مسلحة.وبخلاف أقليات أخرى في إيران، فإن أقلية البلوش ليس لديها تمثيل قوي ومنظم في العالم الغربي يمكن أن ينوب عنهم ويندد بانتهاكات حقوق الإنسان المنسوبة إلى السلطات.شهود عيانوأفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية بوقوع هجمات على مبان حكومية في سراوان، وبمقتل شرطي في هجوم على مركز للشرطة في عاصمة المحافظة زاهدان.ووصف حاكم مقاطعة زاهدان أبوذر مهدي نخعي، المعلومات التي تفيد عن مقتل أشخاص خلال مظاهرات بأنها «مضللة».وأوضحت باحثة منظمة العفو الدولية راها بحريني، لفرانس برس أن قطع الإنترنت «قلص بشكل كبير كمية المعلومات التي تمكن المدافعون عن حقوق الإنسان من الوصول إليها من خلال اتصالاتهم أو شهود عيان».لماذا يحتج البلوش؟هم الأفقر والأكثر اضطهادا في إيران وباكستانينتمون إلى إقليم غني بالموارد الطبيعية كالغاز والذهب والنفطيعانون من الاضطهاد والقمع لأنهم (سنة)لا يحصلون على وظائف حكومية أو عسكريةيواجهون صعابا في توفير الطعام والشرابيشكلون 2% من سكان إيران لكنهم لا يجدون أي تمثيل في الحكومة

مشاركة :