مخاوف تظلل اختيار هيئة المحلفين في مقتل جورج فلويد

  • 3/11/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

باستعدادات مشددة تخشى الشرطة المكلفة بحراسة مبنى يتوسط مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية، احتمال اندلاع احتجاجات أثناء عملية اختيار هيئة المحلفين لمحاكمة الشرطي ديريك شوفين، المتهم بقتل الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد. والثلاثاء، بدأت عملية اختيار أعضاء هيئة المحلفين، والتي من المقرر أن تستمر 3 أسابيع، وهي فترة ممتدة وغير معتادة، قبل أن يتم بدء المرافعات الافتتاحية للمحاكمة في 29 مارس/ آذار الجاري. وأنفقت مدينة مينيابوليس نحو مليون دولار لتحصين مبنى المحاكمة، من خلال التطويق بأسلاك شائكة والسياج المعدني الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 15 قدما. وفي محاولة لتخفيف حدة احتجاجات محتملة، علقت سلطات المدينة على السياج ورقة عليها عبارة "حياة السود مهمة". ويواجه شوفين (44 عاما)، الذي كان شرطيا في مينيابوليس وتم فصله لاحقا، اتهاما بالقتل غير العمد (الدرجة الثانية) لفلويد في 25 مايو/ أيار 2020، ما أثار احتجاجات عارمة ضد التمييز العنصري وعنف الشرطة بالولايات المتحدة. وطُرد شوفين من الشرطة بعد نشر مقطع مصور يظهر فيه راكعا على عنق فلويد نحو تسع دقائق غير مكترث لتوسله من أجل إنقاذ حياته، إذ ردد الأخير عبارة "لا أستطيع التنفس" مرارا قبل أن يغيب عن الوعي ويفارق الحياة. وبموجب القانون الأمريكي، تصل العقوبة القصوى للإدانة بالقتل غير العمد إلى السجن 40 عاما، فيما تصل العقوبة القصوى للإدانة بتهمة القتل الخطأ إلى 25 عاما. ** مزار سياحي من جهته، قال القس كورتيس فارار، المنتمي إلى جمعية التوعية العالمية لخدمات المسيح في مينيابوليس، للأناضول، إنه يتمنى أن تدرك هيئة المحلفين خطورة الجريمة نظرا لما تعكسه من حجم العنصرية في الولايات المتحدة. وأضاف: "نحن بحاجة إلى العدالة. شوفين وضع ركبته عمدا على عنق فلويد، وبدا للعالم كله أنه كان يستمتع باستغاثاته ولا يعير لها اهتماما حتى فارق الحياة". وأوضح أن الحي الذي شهد مقتل فلويد تحول إلى "مجتمع مغلق"، نادرا ما تجوبه قوات الشرطة، نظرا لاستمرار حالة الغضب بين سكانه. وتابع فارار: "أعتقد أن الحي تغير للأفضل من حيث المسؤولية الاجتماعية بين القاطنين". وتلونت جدران شوارع الحي برسومات الغرافيتي والجداريات لصورة فلويد على هيئة "ملاك" محاطا بنصب تذكاري مغطى بالزهور، ليصبح مزارا سياحيا للتذكير بمحاسبة المسؤولين عن التمييز العرقي والممارسات العنصرية. كما تحول الحي إلى قبلة فنية للداعين إلى العدالة الاجتماعية، من خلال انتشار الزهور والمنحوتات والمكتبات وحفلات الموسيقي وصنوف المأكولات التي يتم التبرع بها للمواطنين من دون مأوى في الحي. ** استبعاد عنصري بدورها، أعربت ماري موريارتي، محامية الدفاع العام والرئيسة السابقة لمحكمة مقاطعة هينيبين، في مقابلة متلفزة مع قناة "kmsb" التابعة لشركة فوكس، عن مخاوفها من استبعاد المحلفين السود المحتملين من القائمة النهائية للمحلفين في المحاكمة. وقالت موريارتي: "أخشى كثيرا استبعاد المحلفين السود الذين أبدوا تضامنا واسعا مع حركة احتجاجية باسم حياة السود مهمة، أحد الأشياء التي تقلقني هي التركيبة السكانية لهيئة المحلفين". وتأتي تلك المخاوف من واقعة مسبقة يعود تاريخها إلى عام 1992، إذ برأت هيئة محلفين شبه بيضاء، 4 ضباط بشرطة لوس أنجلوس، من تهمة الاعتداء على رجل أسود يُدعى رودني كينغ، تم تصوير الواقعة أيضا على شريط فيديو. وأثار حكم البراءة آنذاك احتجاجات واسعة، فيما لاحظ مراقبون أن المظاهرات التي أعقبت مقتل فلويد شهدت تغيرا جذريا بانضمام العديد من المتظاهرين البيض. على جانب آخر، تظهر استطلاعات الرأي الأمريكية، انخفاض التأييد لحركة "حياة السود مهمة"، منذ الصيف الماضي، في حين أن الدعم للشرطة تصاعد تدريجيا. وقالت راشيل أوستن، سيدة من ذوي البشرة البيضاء، للأناضول: "الشيء الوحيد الذي سيرضي الناس هنا هو العدالة، ولكل شخص رأي مختلف حول شكل تلك العدالة. يبدو أن قيمة حياة السود تعتمد على ما سيتم في هذه المحاكمة". وأردفت: "في النهاية يجب أن يكون هناك تغيير مجتمعي من القاعدة إلى القمة ومن الألف إلى الياء". ** صعوبات الاختيار من المتوقع أن تطلب هيئة المحلفين من شوفين تحديد دوافعه أثناء وقوع الجريمة، كما يتم استدعاء الشهود للإدلاء بشهاداتهم حيال معاملته للضباط وحراس الأمن، في الوقت الذي سيرجح الدفاع عنه "وجود مخدرات في جسد فلويد". ووفق مراقبين يظل تشكيل هيئة محلفين محايدة أمرا صعبا، وسط حالة استقطاب بشأن الحادث، فبينما تظل حالة الغضب جامحة يعاني قسم الشرطة الذي كان يعمل فيه شوفين، انخفاض الروح المعنوية إثر مطالب بإلغاء تمويله. ويواجه محامو الطرفين مهمة بالغة الصعوبة تتمثل في العثور على محلفين لم يحسموا بعد قرارهم في القضية التي اكتسبت تغطية إعلامية كبرى. وبجانب شوفين، يواجه ثلاثة شرطيين آخرين ضالعين في القضية هم ألكسندر كوينغ وتوماس لاين وتو تاو، تهما أقل خطورة، وستتم محاكمتهم بشكل منفصل. وكان شوفين تدخّل مع زملائه الثلاثة في 25 مايو، لتوقيف فلويد للاشتباه باستخدامه ورقة مالية مزورة من فئة عشرين دولارا لشراء علبة سجائر. وطردت شرطة مينيابوليس عناصرها الأربعة بعيد بدء الاحتجاجات على مقتل فلويد. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :