( حملة ) لمُقاطعة الجوال بحضور الآباء !؟

  • 3/11/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

المفهوم الحقيقي لوصل الوالدين ليس فحسب كما يفهم البعض باستقطاع بعض الوقت لإستقبالهما أو لزيارتهما كيفما اتفق وإن شئت تحصيل حاصل بل لا بد من التحدث معهما والإنصات لهما بكل جوارحك وأحاسيسك وعواطفك والتخلي عن ( جوالك ) أثناء حضورهما أو أحدهما … فهل ثمة ما هو أهم وأبهج منهما !؟ فالبعض للأسف صحيح أنه لا ينقطع عن زيارة والديه لكنه لا ينفك يطالع جواله فهو والحالة هذه يزورهما بجسده بينما فرائصه وأحاسيسه منشغلة بالجوال فهذا الشاب أو الشابة لا يعلمان مدى إحساس الوالدين بالأسى والحسرة والخذلان حين يشاهدان قرة أعينهما وهو منساق بكل شغف واهتمام لجواله لا بل بعضهم ينظر إلي جواله أثناء حديث والده أو والدته بينما هي لا تعدو أن تكون مجرد (رسالة) أو مقطع فهل تستحق مهما كانت أهميتها إشاحة النظر عنهما ولو لثانية واحدة … فمن يضمن أنه سوف يشاهدهما مرة أُخرى كي يُعوض ويُشبع نظره من رؤيتهما والتسامر معهما !؟ المُفارقة المُحزنة والمُعيبة أن هؤلاء لا ينسون أن يجعلون جوالاتهم صامتة ( هامدة ) ولا يتجرؤا النظر بها في حال إجتماعات العمل أو بحضور المدير أو حتى مُقابلة شخصية مهمة !؟ لست واعظاً ولن أتحدث عن فضل بر الوالدين وحقوقهما المشروعة لكن لعلنا نُكرس الوقت لهما ونستغني عن الجوال أقله أوقات حضورهما التي لا تتجاوز ساعة أقل أو أكثر فهل هذا مستحيل !؟ ما لا يعرفه الكثيرين أن الآباء خصوصاً كبار السن يحتاجون أكثر ما يحتاجون للإهتمام الوجداني والعاطفي بالتحدث معهما وسماعهما والإصغاء إليهما بكل أريحية مشفوعة بابتسامة وأي إنشغال بالجوال أو غيره يعني تجاهلهما وهو كذلك بالفعل وإن لم يُعبران عن ذلك صراحةً … نتمنى ” حملة ” جادة وإن ضمنية نُعاهد أنفسنا بمُقاطعة الجوالات في حضور الوالدين وهذا أقل القليل وأنملة لا تفي باليسير بحقهما … فهل نتدارك ونفعل !؟

مشاركة :