وأنا أرى النجاحات التي حققتها دفاعاتنا الجوية التي تعاملت طوال أحداث اليمن مع 353 صاروخًا باليستيًا، و550 طائرة بدون طيار تم إسقاطها وتدميرها، أتذكر حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لوكالة (بلومبيرغ) عام 2018 الذي قال فيه: (إن بلادنا قادرة على حماية مصالحها ولن تدفع شيئًا مقابل أمنها) وحتى مع الشكوك التي تساور الكثير حول السياسة الأمريكية تجاه المملكة في ظل حكومة الرئيس (بايدن) أيضًا أرجع لحديث سموه مع نفس الوكالة حينما قال (الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق أوباما عملت ضد أجندتنا، إلا أننا كنا قادرين على حماية مصالحنا وكانت النتيجة أننا نجحنا)، لذلك ومن هذا المنطلق لن نكترث لسياسة أي إدارة لا تقف إلى جانبنا، وهذا التعامل مع الهجوم الشرس الذي تشنه الميليشيات الحوثية بواسطة الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة الإيرانية هو خير شاهد على قدرتنا على حماية مصالحنا بكل كفاءة واقتدار، ومع تقديرنا لكل الدول والمنظمات التي أعلنت عن استنكارها لتلك الخروقات وعدّتها انتهاكًا سافرًا لجميع القوانين والأعراف الدولية، وإعلان الولايات المتحدة بالتزامها الثابت للوقوف إلى جانب المملكة أمام هجمات الحوثيين، إلا أننا لن نُوكِل أمر الدفاع عن بلادنا وعن مقدراتنا الاقتصادية للغير، بل نعتمد على سواعد رجالنا وجيشنا المجهز بأحدث الأسلحة وأعقد التقنيات، والصواريخ الإيرانية الباليستية التي نجحت في الوصول إلى قاعدة (عين الأسد) الجوية عام 2020 وأصيب خلالها (109) جنود أمريكان، فشلت بفضل من الله وبفضل دفاعاتنا الجوية من الوصول إلى أهدافها في مدن وقطاعات الاقتصاد في المملكة طوال السنوات الستة الماضية.كنا نتطلع ونحن نقرأ تمديد الرئيس الأمريكي (بايدن) حالة الطوارئ الوقائية لإبقاء العقوبات الأمريكية الشاملة على إيران باعتبارها لا تزال تشكل تهديدًا استثنائيًا للولايات المتحدة أن يرافق هذا إعادة النظر حول قراره برفع الميليشيات الحوثية من قائمة الإرهاب، فهي تعد واحدة من أهم أدوات الإرهاب والأذرع الإيرانية في المنطقة، والجميع يرى بأن قرار إزالتهم من القائمة السوداء ساهم في تقوية الحرب، ومنحت الضوء الأخضر لهم لإطلاق المزيد من المسيرات والصواريخ في داخل اليمن وخارجه، وأن الكل يُجمع، وخاصة الإعلام الأمريكي، بأن الحرب في اليمن لن تتوقف من دون الضغط على الملالي ووكلائهم الحوثيين، وهنا أشير إلى ما تحدثت به (كرستين روز) كبيرة الباحثين في قضايا الشرق الأوسط لصحيفة الشرق الأوسط التي ترى بأن الوضع اليمني يزداد سوءًا، لأن الحوثيين يشعرون بالتشجيع بسبب إجراءات إدارة بايدن الأخيرة لدرجة أن الحوثيين لا يشعرون بأن لديهم أي سبب للتفاوض أو الموافقة على تسوية سياسية من شأنها أن تعكس نسبتهم الفعلية في عدد السكان.يجب على الولايات المتحدة أن تتعامل بحزم مع الميليشيات الحوثية، ومهما طالت مهمة المبعوث الأمريكي (تيموثي لندر كنج) لن تجد الإدارة الأمريكية أكثر مما صرح به في مؤتمره الصحفي الذي قال فيه (أن إيران تلعب دورًا أساسيًا في اليمن من خلال تسليح الحوثيين وتدريبهم لاستهداف السعودية)، فالحل الدبلوماسي أثبت فشله مع هذه الميليشيات الإرهابية، وشاهدنا هو تعاقب خمسة مبعوثين من الأمم المتحدة لليمن حتى الآن لم يحالفهم النجاح، فالتفاوض يجب أن يتم مع دولة شرعية، لا مع ميليشيات غير معترف بها وتقيم في كهوف.
مشاركة :